فوائد زيت السمك للحامل

تعتبر فوائد زيت السمك للحامل موضوعًا مهمًا يتطلب دراسة دقيقة، حيث أظهرت الأبحاث أن له تأثيرات إيجابية محتملة على صحة الأم والجنين. في هذا السياق، سنستعرض بعض الفوائد المحتملة لزيت السمك خلال فترة الحمل، مع التركيز على الأدلة العلمية المتاحة.

التقليل من خطر الإجهاض

أحد الفوائد المحتملة لزيت السمك هو تقليل خطر الإجهاض، خاصةً عند النساء المصابات بمتلازمة أضداد الشحوم الفسفورية. هذه المتلازمة هي حالة مناعية ذاتية تؤدي إلى إفراز أجسام مضادة تهاجم الدهون الفوسفورية في الجسم، مما قد يؤدي إلى تجلطات دموية وإجهاض. دراسة نشرت في مجلة Lupus: SAGE Journals شملت 22 امرأة تعاني من هذه المتلازمة، حيث تناولت 19 منهن زيت السمك على مدار ثلاث سنوات. النتائج أظهرت أنهن أنهين فترة الحمل بنجاح، مع صحة جيدة لأوزان الرضع، حيث كانت أوزانهم تتجاوز 2500 غرام.

التقليل من خطر إصابة المولود بالربو

دراسة أخرى نشرت في مجلة The Journal of Allergy and Clinical Immunology عام 2017، أظهرت أن النساء اللواتي تناولن زيت السمك خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل قلل خطر إصابة أطفالهن بالربو على المدى البعيد. هذه النتائج تشير إلى أهمية تناول زيت السمك في تلك الفترة الحرجة من الحمل.

التقليل من خطر إصابة الأطفال بالحساسية

في دراسة نشرت في مجلة British Medical Journal عام 2012، تم ملاحظة تأثير استهلاك زيت السمك من قبل النساء الحوامل على 706 من الرضع الأقل من عمر السنة. النتائج أظهرت أن تناول زيت السمك لمدة 21 أسبوعًا خلال الحمل قد يقلل من خطر إصابة الأطفال بحساسية البيض والإكزيما التأتبية. ومع ذلك، لم يكن هناك تأثير ملحوظ على مستوى الغلوبيولين المناعي هـ (Immunoglobulin E) المرتبط بالحساسية خلال السنة الأولى من عمر الرضع. دراسة أخرى نشرت في European Academy of Allergy and Clinical Immunology عام 2013 أكدت عدم وجود اختلافات في مستوى الغلوبيولين المناعي هـ بين الرضع الذين تناولت أمهاتهم زيت السمك خلال الحمل، مما يستدعي الحاجة لمزيد من الأبحاث في هذا المجال.

التقليل من خطر الولادة المبكرة

أظهرت مراجعة منهجية وتحليل إحصائي لعدة دراسات نشرت في مجلة Acta Obstetricia et Gynecologica Scandinavica عام 2011 أن النساء اللواتي تناولن أحماض أوميغا 3 الدهنية كانت فترة حملهن أطول بمعدل 4.5 أيام مقارنة بالنساء اللواتي لم يتناولنه. هذا قد يشير إلى إمكانية تقليل معدل الولادة المبكرة. ومع ذلك، دراسة أخرى نشرت في مجلة Obstetrics & Gynecology عام 2010 أظهرت أن استهلاك أحماض الأوميغا 3 من قبل النساء الحوامل اللاتي عانين مسبقًا من الولادة المبكرة لم يقلل من خطر الولادة المبكرة لديهن.

تناول حبوب زيت السمك خلال الحمل

تعتبر فترة ما قبل الولادة من الفترات التي قد يرتفع فيها خطر نقص أوميغا 3، حيث تحتاج الأم الحامل إلى مخزون كافٍ منه لنمو الجنين. يتوفر أوميغا 3 في العديد من الأطعمة، وخاصة بعض أنواع الأسماك التي تعيش في المياه الباردة مثل السلمون، والتونة، والسردين، والإسقمري، وسمك الرنجة. ومع ذلك، يجب أن تكون النساء الحوامل حذرات بشأن استهلاك كميات كبيرة من السمك، حيث تشير دراسة نشرت في مجلة American Journal of Epidemiology عام 2008 إلى أن استهلاك كميات كبيرة من السمك قد يزيد من خطر ارتفاع مستويات الزئبق في كريات الدم الحمراء. هذا الارتفاع في مستويات الزئبق قد يؤثر سلبًا على نمو الأطفال في عمر 3 سنوات. لذا، يُنصح بتناول الأسماك ذات المستويات المنخفضة من الزئبق لضمان الفوائد الصحية.