ما هي الصدفية وما علاجها
الصدفية، المعروفة أيضًا بالصداف (بالإنجليزية: Psoriasis)، تُعتبر اضطرابًا جلديًا مزمنًا ناتجًا عن خلل في الجهاز المناعي. يتسبب هذا المرض في ظهور طبقات سميكة وجافة من الجلد، تترافق بقشور بيضاء، ويمكن أن تظهر في أي منطقة من الجسم. ومع ذلك، فإنها غالبًا ما تتواجد في مناطق معينة مثل فروة الرأس، المرفقين، الركبتين وأسفل الظهر. يشعر المصابون بالصدفية بالحكة، الحرقة، والوخز في بعض الأحيان. من المهم الإشارة إلى أن الصدفية ليست مرضًا معديًا، لكنها قد تظهر بين أفراد الأسرة الواحدة.
يُعتبر مرض الصدفية من الأمراض المزمنة التي تسبب الألم، ولا يوجد علاج نهائي له. ومع ذلك، هناك العديد من العلاجات المتاحة التي تساعد في تخفيف الأعراض. في بعض الحالات، يمكن أن يترافق مرض الصدفية مع حالات صحية أخرى مثل التهاب المفاصل، الأمراض القلبية الوعائية، متلازمة التمثيل الغذائي، داء الأمعاء الالتهابي، والاكتئاب. يؤثر مرض الصدفية على كل من النساء والرجال، ويمكن أن يظهر في أي مرحلة عمرية، ولكنه أكثر شيوعًا بين البالغين. ومن الجدير بالذكر أن نوعًا معينًا من الصدفية يُعرف باسم الصدفية النقطية، يظهر غالبًا في مرحلة الطفولة وسن البلوغ.
أنواع الصدفية وأعراضها
تظهر أعراض الصدفية على شكل نوبات من الشدة تختلف في فتراتها الزمنية. عادةً ما تفصل بين النوبات فترات من الهدوء، حيث تتراجع حدة الأعراض، والتي يمكن أن تتراوح بين شهر إلى 12 شهرًا. من المهم معرفة أن طريقة ظهور الأعراض وحدتها تختلف باختلاف نوع الصدفية التي تؤثر على الفرد.
الصدفية اللويحية
تُعتبر الصدفية اللويحية (بالإنجليزية: Plaque psoriasis) الأكثر شيوعًا بين أنواع الصدفية. تظهر على شكل لويحات جلدية حمراء جافة ومغطاة بقشور فضية، وقد تسبب حكة أو ألم. يمكن أن تظهر في أي مكان على الجسم، سواء بمساحات كبيرة أو صغيرة، وقد تؤدي إلى تشققات ونزيف من الجلد المحيط بالمفاصل.
صدفية فروة الرأس
تظهر صدفية فروة الرأس (بالإنجليزية: Scalp psoriasis) على شكل مناطق جلدية حمراء مثيرة للحكة، تعلوها قشور بيضاء مائلة للفضي. يمكن أن يلاحظ الفرد وجود قشور من الجلد الميت في الشعر وعلى الكتف بعد حك فروة الرأس. قد تمتد هذه البقع المتقشرة إلى ما بعد خط الشعر، ويمكن أن تسبب نزيفًا عند إزالتها. وفقًا لدراسة نشرت في مجلة أمراض المفاصل والروماتيزم (بالإنجليزية: Reumatologia journal) عام 2018، فإن نسبة حدوث صدفية فروة الرأس بين مرضى الصدفية تصل إلى 45-56%. وفي إحدى الدراسات الوبائية، وجد أن 90% من مرضى الصدفية قد يُصابوا بصدفية فروة الرأس في وقت ما من حياتهم.
صدفية الأظافر
يمكن لصدفية الأظافر (بالإنجليزية: Nail psoriasis) أن تؤثر في أظافر اليدين والقدمين. يمكن ملاحظتها من خلال ظهور حفر في الأظافر، بالإضافة إلى نموّها بطريقة غير طبيعية وتغيّر لونها. يمكن أن تصبح هذه الأظافر هشّة وتنفصل عن قاعدة الظفر، وفي بعض الحالات يمكن أن يتفتّت الظفر. وتجدر الإشارة إلى أن صدفية الأظافر يمكن أن تحدث مع نوع آخر من الصدفية مثل الصدفية اللويحية.
الصدفية القطروية
تشيع الصدفية القطروية أو النقطية (بالإنجليزية: Guttate psoriasis) لدى الأطفال والبالغين الصغار كما أشرنا سابقًا. وعادةً ما تظهر على شكل تقرّحات صغيرة محمرّة، ومغطاة بقشور ناعمة رقيقة تختلف عن قشور الصدفية اللويحية السميكة. في الغالب تظهر هذه الصدفية على جذع الجسم والذراعين والساقين. يمكن أن تظهر هذه العلامات لمرّة واحدة، أو أنّها قد تتكرّر على شكل نوبات.
صدفية الثنيات
تظهر صدفية الثنيات (بالإنجليزية: Inverse psoriasis) على شكل بقع جلدية حمراء ناعمة وملتهبة ولكنّها غير متقشّرة. وعادةً ما تؤثر في مناطق الثنيات الجلدية، وهي؛ تحت الإبط، ومنطقة أصل الفخد، وتحت الثديين، وحول الأعضاء التناسلية. يُطلق على صدفية الثنيات أسماء أخرى، ومنها؛ الصدفية المذحية أو صدفية الجلد المتقابل (بالإنجليزية: Intertriginous psoriasis)، والصدفية التعرّجية (بالإنجليزية: Flexural psoriasis).
الصدفية البثرية
قد تظهر الصدفية البثرية (بالإنجليزية: Pustular psoriasis) على شكل بقع واسعة الانتشار أو بقع صغيرة تؤثر في اليدين، أو أطراف أصابع اليدين، أو القدمين. يمكن أن تتطوّر الصدفية البثرية بشكل سريع؛ حيث إنّها قد تترافق مع أعراض أخرى مثل الحمى، القشعريرة، والتعب. قد تكون هذه الحالة خطيرة، وتتطلب رعاية طبية فورية.
عوامل خطر الصدفية
تتضمن عوامل خطر الإصابة بالصدفية مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية. إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض، فإنّ احتمالية الإصابة به تزداد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي بعض العوامل البيئية مثل العدوى، والإجهاد النفسي، والتغيرات المناخية، واستخدام بعض الأدوية إلى تفاقم الحالة. كما أن السمنة قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بالصدفية، حيث أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة لتطور المرض.
تشخيص الصدفية
يتم تشخيص الصدفية عادةً من قبل طبيب الجلدية بناءً على الفحص السريري. يمكن أن يتطلب الأمر أحيانًا إجراء خزعة من الجلد لتأكيد التشخيص، خاصةً إذا كانت الأعراض غير واضحة أو إذا كانت هناك حالات جلدية أخرى مشابهة. يعتمد التشخيص على تقييم الأعراض السريرية، وتاريخ المريض الطبي، وأي حالات صحية سابقة.
علاج الصدفية
لا يوجد علاج نهائي للصدفية، ولكن هناك العديد من العلاجات المتاحة التي تهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة. تشمل العلاجات:
- العلاجات الموضعية: مثل الكريمات والمراهم التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات، ومرطبات الجلد، والمستحضرات التي تحتوي على حمض الساليسيليك.
- العلاج الضوئي: يتضمن استخدام الأشعة فوق البنفسجية لعلاج الأعراض، وقد يكون فعالًا في بعض الحالات.
- الأدوية النظامية: تشمل الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن، مثل الميثوتريكسات، والسايكلوسبورين، والأدوية البيولوجية.
تُعتبر العلاجات البيولوجية من الخيارات الحديثة التي تستهدف أجزاء معينة من الجهاز المناعي، وقد أظهرت نتائج واعدة في تقليل شدة الأعراض. ومع ذلك، يجب على المرضى استشارة أطبائهم لتحديد الخيار الأنسب لهم بناءً على حالتهم الصحية الفردية.













