نصائح هامة بعد إزالة المرارة

تتفاوت مدة التعافي بعد إجراء عملية استئصال المرارة بناءً على نوع العملية التي تم إجراؤها. في حالة الجراحة المفتوحة، يحتاج المريض للبقاء في المستشفى لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أيام، ويستغرق الأمر من ستة إلى ثمانية أسابيع حتى يستعيد المريض قدرته على العودة إلى أنشطته اليومية. أما في حالة استئصال المرارة بالمنظار، فيمكن للمريض مغادرة المستشفى في نفس اليوم، ولكن يجب أن يرافقه شخص آخر لمدة 24 ساعة بعد العملية بسبب تأثير التخدير. في هذه الحالة، يمكن للمريض استعادة نشاطه الطبيعي بعد حوالي أسبوعين.

النشاط البدني والتعافي

يقوم الطبيب بتقييم حالة المريض وقدرته على ممارسة الأنشطة البدنية. قد يُوصي الطبيب بالمشي صعودًا ونزولًا على الدرج في يوم العملية. بالنسبة لاستعادة القدرة على القيام بالأنشطة البدنية، كما ذُكر سابقًا، يحتاج المريض بعد الجراحة المفتوحة إلى فترة أطول مقارنةً بالجراحة بالمنظار. من المهم أن يشعر المريض بتحسن تدريجي أثناء فترة التعافي في المنزل بعد مغادرة المستشفى. يُلاحظ أن المرضى الذين خضعوا للجراحة المفتوحة قد يكون معدل تحسنهم أبطأ من أولئك الذين خضعوا للجراحة بالمنظار.

بالنسبة لاستعادة العمل، يعتمد الأمر على طبيعة العمل ورأي الطبيب. من الأفضل تجنب حمل الأشياء الثقيلة لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد العملية، مثل حمل الأطفال أو الحقائب الثقيلة. يمكن للمريض استعادة القدرة على المشي بعد 24 ساعة من التخدير، بشرط عدم تناول أدوية مخدرة وأن يكون قادرًا على الجلوس لفترات طويلة في السيارة.

نصائح إضافية للتعافي

هناك بعض النصائح الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار بعد الخضوع لعملية استئصال المرارة، ومنها:

• الحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة، خاصة عند الشعور بالتعب، حيث أن النوم الجيد يساعد على تسريع عملية الشفاء.
• المشي يوميًا، حيث أن رياضة المشي تعزز تدفق الدم وتقلل من فرص حدوث الإمساك والالتهابات الرئوية. يُنصح بزيادة عدد الخطوات يوميًا.
• تجنب الأنشطة البدنية الشاقة مثل الركض وركوب الدراجة ورفع الأثقال، إلا إذا سمح الطبيب بذلك.
• استشارة الطبيب حول إمكانية ممارسة العلاقة الزوجية.

طبيعة الغذاء وحركة الأمعاء

على الرغم من أن البعض يعتبر المرارة عضوًا ثانويًا، إلا أنها تلعب دورًا مهمًا في تركيز العصارة الصفراء وتخزينها. في الوضع الطبيعي، يتم إفراز العصارة الصفراء إلى الأمعاء الدقيقة عند وجود الدهون. ولكن بعد استئصال المرارة، تُفرز العصارة الصفراء بشكل مستمر في الأمعاء الدقيقة دون أن تتركز، مما قد يؤدي إلى بعض التغيرات في حركة الأمعاء.

يشكو بعض الأفراد الذين خضعوا لعملية استئصال المرارة من الإسهال، حيث تبيّن أن الإخراج لديهم يكون سائلًا وبشكل متكرر. ومع ذلك، فإن هذا العرض غالبًا ما لا يستمر لأكثر من بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر على أقصى تقدير. بالرغم من عدم وجود نظام غذائي مُحدد للأفراد الخاضعين لعملية استئصال المرارة، إلا أن اتباع بعض النصائح الغذائية قد يُجدي نفعًا ملحوظًا.

من النصائح الغذائية المهمة:

• تجنب تناول الأطعمة الدهنية دفعة واحدة، بمعنى أن تناول كميات صغيرة معقولة من الدهون تكون سهلة الهضم، بينما تناول كميات كبيرة من الدهون في المرة الواحدة يُسبب عدم هضمها، مما يؤدي إلى الإسهال.
• الانتباه إلى نظام التدريج في إضافة الغذاء إلى النظام الغذائي الخاص بالفرد بعد الخضوع لاستئصال المرارة. يُنصح في البداية بالاكتفاء بشرب المشروبات الصافية والشوربات والجلي، ثم تتم إضافة الأطعمة الصلبة شيئًا فشيئًا.
• الحرص على تقسيم وجبات الطعام إلى وجبات أصغر حجمًا وأكثر تكرارًا، مما يساعد على تحسين عملية الهضم.
• تجنب تناول بعض أصناف الأطعمة مثل الأطعمة المقلية، والأطعمة المُتبّلة والحارة، والأطعمة ذات الروائح القوية، وكذلك تلك المُسببة للغازات.
• تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون تجنبًا للإزعاج الذي قد تُسببه، خاصة في حال تناولها بعد الراحة في الفترة الأولى.