نقص هرمون النمو: الأسباب والأعراض والعلاج

نقص هرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone deficiency) واختصارًا GHD هو حالة تحدث عندما لا تنتج الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland) كمية كافية من هرمون النمو. تعتبر الغدة النخامية غدة صغيرة بحجم حبة البازلاء، وتقع في قاعدة الجمجمة. تفرز هذه الغدة ثمانية هرمونات، بعضها يتحكم في نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) ودرجة حرارة الجسم. يعد نقص هرمون النمو أكثر شيوعًا لدى الأطفال مقارنة بالبالغين، ويمكن علاجه بشكل فعال.

أهمية هرمون النمو

هرمون النمو له دور حيوي في نمو الأطفال وتطورهم. فهو يساعد على بناء العضلات والعظام، ويعزز من عملية الأيض. في حالة عدم علاج نقص هرمون النمو، قد تؤدي الحالة إلى العديد من الاضطرابات مثل تأخر سن البلوغ وقصر القامة مقارنة بمتوسط الطول الطبيعي لنفس الفئة العمرية. كما أن هرمون النمو مهم لجسم الإنسان حتى بعد سن البلوغ، حيث يساعد في الحفاظ على بنية الجسم وعمليات الأيض.

أسباب نقص هرمون النمو

يمكن أن يظهر نقص هرمون النمو عند الولادة، مما يعني أن سببه يكون خلقيًا، أو قد يحدث في مراحل لاحقة من الحياة، فيكون سببه مكتسبًا. نقص هرمون النمو الخلقي يحدث نتيجة عدة أسباب، منها:

• طفرة جينية قد تنتقل من كلا الوالدين أو أحدهما إلى الطفل، وذلك بناءً على طفرة جينية معينة.
• عيوب خلقية في الدماغ، مما قد يؤدي إلى عدم نمو الغدة النخامية بشكل كاف.

أما بالنسبة للأسباب المحتملة لحدوث نقص هرمون النمو المكتسب، فهي تشمل:

• التعرض لإصابة في الدماغ أو إصابة شديدة في الرأس.
• الإصابة بأمراض جهازية تؤثر في أجهزة الجسم المختلفة مثل داء السل (بالإنجليزية: Tuberculosis) أو الساركويد (بالإنجليزية: Sarcoidosis).
• ظهور ورم في الرأس أو وجود تاريخ مرضي للإصابة بأورام الغدة النخامية.
• المشاكل الهرمونية المرتبطة بالغدة النخامية أو المرتبطة بمنطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus).
• ضعف تدفق الدم إلى الغدة النخامية.
• الخضوع لجراحة في الدماغ.
• الإصابة بنوع محدد من العدوى.
• العلاجات الإشعاعية للدماغ.

في بعض الأحيان، قد يكون نقص هرمون النمو مرتبطًا بمستويات منخفضة من الهرمونات الأخرى مثل هرمون فازوبريسين (بالإنجليزية: Vasopressin) الذي يتحكم بإنتاج الماء في الجسم، أو هرمون موجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropin) الذي يتحكم بإنتاج الهرمونات الجنسية الذكرية والأنثوية.

أعراض نقص هرمون النمو

تختلف الأعراض الظاهرة على الطفل المولود بعيب خلقي يؤدي إلى نقص هرمون النمو عن الأعراض الظاهرة على البالغين الذين يصابون بنقص هرمون النمو المكتسب في مراحل لاحقة من الحياة. فيما يلي بعض الأعراض التي تظهر على كل من الأطفال والبالغين في حال نقص هرمون النمو:

الأعراض عند الأطفال

بالإضافة إلى قصر القامة وتأخر البلوغ، هناك العديد من الأعراض الأخرى التي تظهر على الطفل في حال نقص هرمون النمو، ومنها:

• جبهة كبيرة بسبب الإغلاق غير الكامل للجمجمة.
• تأخر في نمو الأسنان الدائمة.
• بطء نمو عظام الوجه، بما في ذلك صغر حجم الأنف أو عدم اكتمال نموه.
• عدم نمو الأظافر بشكل كاف.
• صوت ذو نبرة عالية.
• زيادة في دهون منطقة البطن.
• صغر حجم العضو الذكري، وهو أمر نادر.

الأعراض عند البالغين

تتضمن الأعراض التي تظهر على البالغين المصابين بنقص شديد في هرمون النمو ما يلي:

• ارتفاع مستويات الدهون في الجسم عن المعدل الطبيعي، وخاصة الدهون حول البطن.
• انخفاض الكتلة العضلية.
• تأثيرات سلبية على الحالة النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
• انخفاض مستوى الطاقة والشعور بالتعب المستمر.
• تأثيرات سلبية على صحة القلب والأوعية الدموية.

تظهر هذه الأعراض بشكل مختلف حسب العمر وسبب نقص هرمون النمو، مما يتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا مناسبًا.

تشخيص نقص هرمون النمو

يتم تشخيص نقص هرمون النمو من خلال مجموعة من الفحوصات الطبية التي تشمل الفحوصات الهرمونية، حيث يتم قياس مستويات هرمون النمو في الدم. قد تتطلب بعض الحالات إجراء اختبارات تحفيزية لتحديد قدرة الجسم على إنتاج هرمون النمو. كما يمكن استخدام تصوير الدماغ بالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي لتحديد أي تشوهات في الغدة النخامية أو الأنسجة المحيطة بها.

علاج نقص هرمون النمو

يمكن علاج نقص هرمون النمو من خلال العلاج بالهرمونات البديلة، حيث يتم إعطاء المريض هرمون النمو الصناعي لتعويض النقص. يتطلب العلاج متابعة طبية مستمرة لضمان فعالية العلاج وتجنب أي آثار جانبية. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري معالجة الأسباب الكامنة وراء نقص هرمون النمو، مثل معالجة الأورام أو إصلاح العيوب الخلقية.