"إرهابنا"..من يصنعه؟!
حسين الرواشدة
جو 24 : من واجبنا أن نرفض القتل والارهاب بكل ما أوتينا من قوة، لكن أليس من حقنا ان نسأل : من يقف وراء هذا الارهاب..؟
لا يخطر في بالي ابدا ان أبرئ هؤلاء “المجانين “ الذين ينسبون الينا من التهمة، فنحن المسلمين –مثل غيرنا من الامم – لنا “حصة” ونصيب من هذا الجنون الذي يمارس اليوم في عالمنا بلا وازع من دين او اخلاق، ولدينا ايضا “قابلية” لممارسته وتربة خصبة لاحتضانه( لا تسأل لماذا؟)لكن لدي ملاحظتان ارجو ان ننتبه اليهما: الاولى انه من غير المنطق التصديق ان هؤلاء المجانين يتحركون بدافع حماقتهم فقط، وان كل الاجراءات الامنية في الدول التي تراقب كل شيء عجزت عن معرفتهم وملاحقتهم وكشف مخططاتهم والقبض عليهم قبل ان ينفذوا عملياتهم، وبالتالي فان وجود جهة او جهات مستفيدة من هذا الجنون مسألة يجب ان تكون حاضرة في اذهاننا ومطروحة للنقاش العام، اما الملاحظة الثانية فهي ان اعتماد”الدمغة” الاسلامية كبصمة وحيدة للارهاب ، ثم الترويج لها اعلاميا وسياسيا ، وكأن المسلمين وحدهم ينجبون مجرمين وشياطين وارهابيين، مسألة ايضا تحتاج الى اعادة نظر، ذلك ان العالم يشهد كل يوم عمليات ارهابية، سواء على مستوى الافراد او الدول، وكلها تسجل باسماء اصحابها ودون ان تنسب الى دين، وسرعان ما تختفي من وسائل الاعلام، الا ما يرتكبه بعض المحسوبين على الاسلام ، هذا وحده يحظى باهتمام وسائل الاعلام، حتى لو كان وزنه السياسي والاعلامي متواضعا.
لدينا ما يكفي من النماذج والتجارب لاثبات ان الارهاب ليس حصرا على المسلمين فقط، بل ان أمتنا عانت منه اكثر من غيرها، ودفعت -وما تزال تدفع- ضريبته على كل المستويات السياسية والاقتصادية والانسانية، فنحن مثل غيرنا –وربما اكثر- ضحايا هذا الارهاب الذي استهدفنا بشكل سافر، على شكل استعمار او احتلال او غزو باسم الديمقراطية او باسم الاقتصاد الحر والعولمة..الخ، لكن حين ندقق في الحوادث الارهابية الطازجة التي اندفعنا جميعا لادانتها وتبرئة انفسنا منها، سنجد ان الخاسر الوحيد منها هو نحن، وان جهة او جهات اخرى حصدت نتائجها، ربما سيقال هنا ان حماقة بعض المسلمين اتاحت لمثل هذه الاطراف استغلال ذلك والاستفادة منه، هذا يبدو صحيحا، لكن اليس من الممكن ان تكون هذه الجهات نفسها هي من خطط وورط هؤلاء في “الجريمة”، او انها تواطأت –على الاقل- لتمريرها لكي تحقق ما تريده من ورائها.
خذ مثلا، داعش واخواتها، هل يمكن لاحدنا ان يتصور بانها ولدت فجأة وعلى غفلة من الدول الكبرى التي تحصي انفاس هذه المنطقة، ولو افترضنا جدلا ذلك، هل كان يمكن ان تقوى وتتمدد وتمتلك مثل هذا النفوذ لولا ان جهات صمتت عليها او مولتها او مكنتها من الوصول الى ما صلت اليه، ثم من هم ضحاياها ومن المستفيدون من توحشها، وما الهدف من صناعتها ثم محاربتها؟ الا يستدعي كل ذلك وغيره من التفاصيل التي بتنا نعرفها عن هذه التنظيمات التي تقاتل باسم الله وباسمنا ايضا لكي تقتلنا نحن قبل ان تقتل غيرنا، الا يستدعي ان نفكر ولو لحظة بما فعلناه بانفسنا وما فعله الاخرون بنا ثم نكشف الغمامة عن عيوننا لنعرف مصدر هذا الارهاب ونكسر عينه بالدليل والبرهان.
خذ ايضا العملية الارهابية التي نفذها الشباب الثلاثة في باريس، ستجد ايضا ان المنفذين محسوبون علينا ، لكن حين تدقق في تاريخهم ستكتشف انهم اصحاب سوابق اجرامية ولهم سجل لدى السلطات ومصلحة السجون ، فكيف يمكن ان يتركوا طليقين دون مراقبة ومتابعة، وان يداهموا صحيفة سبق ان تعرضت لتهديدات وحوادث تفجير ، ثم لاحظ ان التوقيت الذي جرت فيه الجريمة جاء متزامنا مع صراع انتخابي بين الاحزاب اليمينية المتطرف والاخرى اليسارية، ولاحظ ايضا ان الايام التي سبقت الحادثة حفلت بالترويج والاحتفاء برواية ضد الاسلام (اسمها الاستسلام) وكأن جهات ما تعمدت استفزاز هؤلاء الحمقى للقيام بالمهمة التي انجروا اليها.
بدل ان ننشغل بالدفاع عن ديننا وجلد انفسنا واستجداء البراءة والتعاطف ، لا بد ان نصرخ بأعلى صوتنا : نحن ضد الارهاب لانه ضد مبادئنا واخلاقنا ومصالحنا ، ولأننا اول ضحاياه، ولدينا من الشجاعة والمروءة ما يلزم لكي نرفضه ونحاربه، ولكن أليس من حقنا ان نسأل : من يقف وراءه ، ومن يورط هؤلاء المجانين من ابنائنا فيه، ومن يدفعهم اليه، ومن يوظفه ويموله لكي يقنعنا باننا ارهابيون ، وبأنه بريء منا ومنه ، ثم يعلن الحرب علينا وعليه..من فعل ذلك هو شريك في الارهاب ويجب ان يحاسب أيضا..
لا يخطر في بالي ابدا ان أبرئ هؤلاء “المجانين “ الذين ينسبون الينا من التهمة، فنحن المسلمين –مثل غيرنا من الامم – لنا “حصة” ونصيب من هذا الجنون الذي يمارس اليوم في عالمنا بلا وازع من دين او اخلاق، ولدينا ايضا “قابلية” لممارسته وتربة خصبة لاحتضانه( لا تسأل لماذا؟)لكن لدي ملاحظتان ارجو ان ننتبه اليهما: الاولى انه من غير المنطق التصديق ان هؤلاء المجانين يتحركون بدافع حماقتهم فقط، وان كل الاجراءات الامنية في الدول التي تراقب كل شيء عجزت عن معرفتهم وملاحقتهم وكشف مخططاتهم والقبض عليهم قبل ان ينفذوا عملياتهم، وبالتالي فان وجود جهة او جهات مستفيدة من هذا الجنون مسألة يجب ان تكون حاضرة في اذهاننا ومطروحة للنقاش العام، اما الملاحظة الثانية فهي ان اعتماد”الدمغة” الاسلامية كبصمة وحيدة للارهاب ، ثم الترويج لها اعلاميا وسياسيا ، وكأن المسلمين وحدهم ينجبون مجرمين وشياطين وارهابيين، مسألة ايضا تحتاج الى اعادة نظر، ذلك ان العالم يشهد كل يوم عمليات ارهابية، سواء على مستوى الافراد او الدول، وكلها تسجل باسماء اصحابها ودون ان تنسب الى دين، وسرعان ما تختفي من وسائل الاعلام، الا ما يرتكبه بعض المحسوبين على الاسلام ، هذا وحده يحظى باهتمام وسائل الاعلام، حتى لو كان وزنه السياسي والاعلامي متواضعا.
لدينا ما يكفي من النماذج والتجارب لاثبات ان الارهاب ليس حصرا على المسلمين فقط، بل ان أمتنا عانت منه اكثر من غيرها، ودفعت -وما تزال تدفع- ضريبته على كل المستويات السياسية والاقتصادية والانسانية، فنحن مثل غيرنا –وربما اكثر- ضحايا هذا الارهاب الذي استهدفنا بشكل سافر، على شكل استعمار او احتلال او غزو باسم الديمقراطية او باسم الاقتصاد الحر والعولمة..الخ، لكن حين ندقق في الحوادث الارهابية الطازجة التي اندفعنا جميعا لادانتها وتبرئة انفسنا منها، سنجد ان الخاسر الوحيد منها هو نحن، وان جهة او جهات اخرى حصدت نتائجها، ربما سيقال هنا ان حماقة بعض المسلمين اتاحت لمثل هذه الاطراف استغلال ذلك والاستفادة منه، هذا يبدو صحيحا، لكن اليس من الممكن ان تكون هذه الجهات نفسها هي من خطط وورط هؤلاء في “الجريمة”، او انها تواطأت –على الاقل- لتمريرها لكي تحقق ما تريده من ورائها.
خذ مثلا، داعش واخواتها، هل يمكن لاحدنا ان يتصور بانها ولدت فجأة وعلى غفلة من الدول الكبرى التي تحصي انفاس هذه المنطقة، ولو افترضنا جدلا ذلك، هل كان يمكن ان تقوى وتتمدد وتمتلك مثل هذا النفوذ لولا ان جهات صمتت عليها او مولتها او مكنتها من الوصول الى ما صلت اليه، ثم من هم ضحاياها ومن المستفيدون من توحشها، وما الهدف من صناعتها ثم محاربتها؟ الا يستدعي كل ذلك وغيره من التفاصيل التي بتنا نعرفها عن هذه التنظيمات التي تقاتل باسم الله وباسمنا ايضا لكي تقتلنا نحن قبل ان تقتل غيرنا، الا يستدعي ان نفكر ولو لحظة بما فعلناه بانفسنا وما فعله الاخرون بنا ثم نكشف الغمامة عن عيوننا لنعرف مصدر هذا الارهاب ونكسر عينه بالدليل والبرهان.
خذ ايضا العملية الارهابية التي نفذها الشباب الثلاثة في باريس، ستجد ايضا ان المنفذين محسوبون علينا ، لكن حين تدقق في تاريخهم ستكتشف انهم اصحاب سوابق اجرامية ولهم سجل لدى السلطات ومصلحة السجون ، فكيف يمكن ان يتركوا طليقين دون مراقبة ومتابعة، وان يداهموا صحيفة سبق ان تعرضت لتهديدات وحوادث تفجير ، ثم لاحظ ان التوقيت الذي جرت فيه الجريمة جاء متزامنا مع صراع انتخابي بين الاحزاب اليمينية المتطرف والاخرى اليسارية، ولاحظ ايضا ان الايام التي سبقت الحادثة حفلت بالترويج والاحتفاء برواية ضد الاسلام (اسمها الاستسلام) وكأن جهات ما تعمدت استفزاز هؤلاء الحمقى للقيام بالمهمة التي انجروا اليها.
بدل ان ننشغل بالدفاع عن ديننا وجلد انفسنا واستجداء البراءة والتعاطف ، لا بد ان نصرخ بأعلى صوتنا : نحن ضد الارهاب لانه ضد مبادئنا واخلاقنا ومصالحنا ، ولأننا اول ضحاياه، ولدينا من الشجاعة والمروءة ما يلزم لكي نرفضه ونحاربه، ولكن أليس من حقنا ان نسأل : من يقف وراءه ، ومن يورط هؤلاء المجانين من ابنائنا فيه، ومن يدفعهم اليه، ومن يوظفه ويموله لكي يقنعنا باننا ارهابيون ، وبأنه بريء منا ومنه ، ثم يعلن الحرب علينا وعليه..من فعل ذلك هو شريك في الارهاب ويجب ان يحاسب أيضا..