سؤال جارح ..لكنه ضروري !
حسين الرواشدة
جو 24 : قبل أن نحتشد للرد على إساءات الآخر لديننا ورموزنا: هل يجب أن نسأل أنفسنا، أم نسيء لدينا أكثر مما أساء له الآخر؟
قد يبدو السؤال - في هذا التوقيت- جارحا ومسستفزا لكنني أعتقد أنه ضروري ،لا لكي نحاسب أنفسنا على أخطائها ولا ذاتنا ، ولا لكي نقلل من وزن الهجوم الذي يتقصدنا ، والمؤامرة التي تحيط بنا ، إنما لكي نكتشف ذاتنا على حقيقتها، و نحدد أعداءنا بالضبط ،ونحسن الرد عليهم والأهم من ذلك ان نخرج من دائرة الشعور بالدونية والاستهداف وقلة الحيلة ، ونفرض احترامنا على الآخرين باللغة التي يفهمونها - اقصد بالأفعال لا مجرد الصراخ والندب والتهديد.
بصراحه لقد تواطأنا جميعا ، علماء وساسة وجمهورا، طيلة القرون الماضيه على ايداع هذا الدِّين الذي نتدافع اليوم للدفاع عنه في “سجون “ مظلمة لم تفرز سوى المزيد من التخلف و الانحطاط ، و بدل أن نسترشد بما فيه من آيات تحض على التفكر و التعقل و الحكمة، ونحرص على العمران و بناء الحياه الكريمة و رفض الظلم و الاستبداد والدعوة للتعارف بين الناس ،استخلصنا منه اسوأ ما يمكن ان نفعله لتحطيم ذاتنا قبل عدونا ، فتحول الدين الذي أنزله الله لخدمتنا و سعادتنا الى “جثة” بلا روح والى مصدر للعنف و الكراهية والى سكين على رقاب الذين آمنوا بأنه جاء رحمة للعالمين .
قبل أن نلوم الآخر الذي يستهزئ بنا يجب أن نلوم بعض فقهائنا الذين سخّروا الدين لخدمة مصالحهم ، وانجروا خلف السياسي لمنحه ما يلزم من الحصانة الدينية التي تبرر اخطاءه، ويجب ان نلوم حركاتنا التي اختزلت الدِّين في زوايا ضيقة ، سواء باسم السياسة او باسم “الدروشة” او باسم الدفاع عن “البيضة والشوكة” فافرزت من هذا الدين اجسادا تتحرك بلا رؤوس وتنظيمات أصبحت اقدس من الدين نفسه، وأعداء بلا حدود، ويجب ان نلوم جمهورا غفيرا رضي ان يكون هؤلاء اوصياء عليه ولم يدرك في لحظة أن الاستبداد باسم الدين هو الوجه الآخر للاستبداد باسم السياسة ، وان الذين “صمموا “ الدين ليكون عاجزا عن الحركة والبناء وعلى التحضر ومواكبة العصر اخطأوا مرتين: مرة بحق هذا الدين الذي نزل لكي يحرر العقول الانسانية من العبودية لغير الله ومن الارتهان لأي بشر ومن الاسترقاق لأي حركة او تنظيم لترتقي الى الله بلا واسطه و بلا عقد من كراهية أو خوف ، و اخطأوا مرة ثانية بحق جمهورهم المسلم حين خيّروه بين الدين و السكين و جمَّدوا عقله عند احكام فقهية استنسخوها من ظروف تاريخية معينة ثم أنزلوها على واقعة وفرضوها عليه ،وهي أبعد ما تكون عن روح الدين والأدهى من ذلك انهم اعتقدوا انهم وحدهم المخولون بالتوقيع عن الله وإصدار ما يلزم من صكوك للدخول في الملة او للخروج منها.
يكفي ان ندقق في حالة أمتنا منذ قرون طويلة لكي نعرف ما فعلناه بديننا، لا اتحدث فقط عن صور القتل والحروب التي ازدحم جزء من تارخينا بها ولا عن فقه الأحكام السلطانية الذي حول السياسة في جزء كبير من تجربتنا الى ظلم واستبداد ، ولا عن أهم مشروعين شكلا لدينا أكبر خزان للعنف وهما : مشروع الفتنة ومشروع المحنة ،وانما اتحدث ايضا عن فاجعة غياب العقل المسلم واستقالته من الحياة وعن حماقات نرتكبها كل يوم باسم الدين وافخاخ نقع فيها وكأننا عميان لا نرى ما يدور حولنا وما يخطط لنا ، وعن قابلية غريبة للاستدراج وخدمة الآخرين والانتفاض على انفسنا بأنفسنا ، لدرجة اننا اصبحنا نأكل بعضنا ونتباهى بذبح انفسنا ولا نعرف من هو عدونا من صديقنا .
لكي ننتصر لديننا حقا لا بد أولا أن ننتصر لكرامة الانسان فينا ، وثانيا لفاعلية القيم والاخلاق في حياتنا وسلوكنا، وثالثا لقوة الإيمان التي يشكلها روح الدين لا طقوسه فقط ، ورابعا للتحضر الذي يفترض ان نستلهمه من هذا الدين الحنيف، وخامسا لمنطق الحكمة الذي يجعلنا أقدر الناس على تدبير أحوالهم ومواجهة الذات والآخر بما تقتضيه الوقائع والظروف، ولا بد- سادسا- أن نواجه ذاتنا بما يطرح علينا من اسئلة ،سواء أكانت بحق او بدون حق، لكي نفهمها ونستدرك ضعفها ونستعيد قوتها المهدورة ، ولكي نتحرك من احساس المغلوب والمقهور والمجروح الى الاحساس بالعزة والندية والاحترام الانساني المتبادل .
قد يبدو السؤال - في هذا التوقيت- جارحا ومسستفزا لكنني أعتقد أنه ضروري ،لا لكي نحاسب أنفسنا على أخطائها ولا ذاتنا ، ولا لكي نقلل من وزن الهجوم الذي يتقصدنا ، والمؤامرة التي تحيط بنا ، إنما لكي نكتشف ذاتنا على حقيقتها، و نحدد أعداءنا بالضبط ،ونحسن الرد عليهم والأهم من ذلك ان نخرج من دائرة الشعور بالدونية والاستهداف وقلة الحيلة ، ونفرض احترامنا على الآخرين باللغة التي يفهمونها - اقصد بالأفعال لا مجرد الصراخ والندب والتهديد.
بصراحه لقد تواطأنا جميعا ، علماء وساسة وجمهورا، طيلة القرون الماضيه على ايداع هذا الدِّين الذي نتدافع اليوم للدفاع عنه في “سجون “ مظلمة لم تفرز سوى المزيد من التخلف و الانحطاط ، و بدل أن نسترشد بما فيه من آيات تحض على التفكر و التعقل و الحكمة، ونحرص على العمران و بناء الحياه الكريمة و رفض الظلم و الاستبداد والدعوة للتعارف بين الناس ،استخلصنا منه اسوأ ما يمكن ان نفعله لتحطيم ذاتنا قبل عدونا ، فتحول الدين الذي أنزله الله لخدمتنا و سعادتنا الى “جثة” بلا روح والى مصدر للعنف و الكراهية والى سكين على رقاب الذين آمنوا بأنه جاء رحمة للعالمين .
قبل أن نلوم الآخر الذي يستهزئ بنا يجب أن نلوم بعض فقهائنا الذين سخّروا الدين لخدمة مصالحهم ، وانجروا خلف السياسي لمنحه ما يلزم من الحصانة الدينية التي تبرر اخطاءه، ويجب ان نلوم حركاتنا التي اختزلت الدِّين في زوايا ضيقة ، سواء باسم السياسة او باسم “الدروشة” او باسم الدفاع عن “البيضة والشوكة” فافرزت من هذا الدين اجسادا تتحرك بلا رؤوس وتنظيمات أصبحت اقدس من الدين نفسه، وأعداء بلا حدود، ويجب ان نلوم جمهورا غفيرا رضي ان يكون هؤلاء اوصياء عليه ولم يدرك في لحظة أن الاستبداد باسم الدين هو الوجه الآخر للاستبداد باسم السياسة ، وان الذين “صمموا “ الدين ليكون عاجزا عن الحركة والبناء وعلى التحضر ومواكبة العصر اخطأوا مرتين: مرة بحق هذا الدين الذي نزل لكي يحرر العقول الانسانية من العبودية لغير الله ومن الارتهان لأي بشر ومن الاسترقاق لأي حركة او تنظيم لترتقي الى الله بلا واسطه و بلا عقد من كراهية أو خوف ، و اخطأوا مرة ثانية بحق جمهورهم المسلم حين خيّروه بين الدين و السكين و جمَّدوا عقله عند احكام فقهية استنسخوها من ظروف تاريخية معينة ثم أنزلوها على واقعة وفرضوها عليه ،وهي أبعد ما تكون عن روح الدين والأدهى من ذلك انهم اعتقدوا انهم وحدهم المخولون بالتوقيع عن الله وإصدار ما يلزم من صكوك للدخول في الملة او للخروج منها.
يكفي ان ندقق في حالة أمتنا منذ قرون طويلة لكي نعرف ما فعلناه بديننا، لا اتحدث فقط عن صور القتل والحروب التي ازدحم جزء من تارخينا بها ولا عن فقه الأحكام السلطانية الذي حول السياسة في جزء كبير من تجربتنا الى ظلم واستبداد ، ولا عن أهم مشروعين شكلا لدينا أكبر خزان للعنف وهما : مشروع الفتنة ومشروع المحنة ،وانما اتحدث ايضا عن فاجعة غياب العقل المسلم واستقالته من الحياة وعن حماقات نرتكبها كل يوم باسم الدين وافخاخ نقع فيها وكأننا عميان لا نرى ما يدور حولنا وما يخطط لنا ، وعن قابلية غريبة للاستدراج وخدمة الآخرين والانتفاض على انفسنا بأنفسنا ، لدرجة اننا اصبحنا نأكل بعضنا ونتباهى بذبح انفسنا ولا نعرف من هو عدونا من صديقنا .
لكي ننتصر لديننا حقا لا بد أولا أن ننتصر لكرامة الانسان فينا ، وثانيا لفاعلية القيم والاخلاق في حياتنا وسلوكنا، وثالثا لقوة الإيمان التي يشكلها روح الدين لا طقوسه فقط ، ورابعا للتحضر الذي يفترض ان نستلهمه من هذا الدين الحنيف، وخامسا لمنطق الحكمة الذي يجعلنا أقدر الناس على تدبير أحوالهم ومواجهة الذات والآخر بما تقتضيه الوقائع والظروف، ولا بد- سادسا- أن نواجه ذاتنا بما يطرح علينا من اسئلة ،سواء أكانت بحق او بدون حق، لكي نفهمها ونستدرك ضعفها ونستعيد قوتها المهدورة ، ولكي نتحرك من احساس المغلوب والمقهور والمجروح الى الاحساس بالعزة والندية والاحترام الانساني المتبادل .