وطن بلا قلب..
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : قبل جمعتين ، عثر فلاح يوناني على طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات متكوّرة إلى جانب جثة والدها المتوفى على مقربة من نهر «إيفروس» في اليونان..وعند التفتيش في أوراقه الشخصية التي كانت في حوزته ، اكتشف الفلاّح ان الأب سوري الجنسية ويبلغ من العمر 32 عاماً..وكان قد توفّي متجمّداً أثناء حماية طفلته من الصقيع حيث تتدنى درجات الحرارة في مثل هذا الوقت من السنة الى أقل من الصفر المئوي..
نحن لا نتحدّث عن مسلسل كرتوني مترجم إلى اللغة العربية ...نحن نتحدث عن مسلسل «مليوني» مترجم من اللغة العربية إلى كل لغات الحزن والقهر والذل واللجوء والموت تحت الصفر..الإنتاج هناك في دمشق ، في حلب ، في حماة ، في حمص ، في درعا والتوزيع إلى كل أصقاع الأرض .. والشعار الإنتاجي : خيمة وأربعة أوتاد ،وعلامة زرقاء كالمعتاد ...
أب يموت متجمّداً ليدفىء طفلته...نحن لا نتحدّث عن رواية كتبها أديب عربي من محض الخيال وينوي ان ينافس بها في جائزة «البوكر» ، نحن نتحدث عن رواية كتبها «نظام عربي» من وحي القتال ، خطّها بالدم الأحمر ، وبأصابع الأطفال...
أب يموت متجمّدا في اليونان ليدفىء طفلته اللاجئة...وفي الوطن الصامد ، في اليوم الواحد، ألاف الليترات تملأ خزانات الدبابات ، والطائرات ، والمواكب، والمراكب ، والقصور المدفأة ، والحصون المخبأة..يا سيدي العظيم يا مولانا المتوّج، أعطني حصّتي من «المازوت» أولاً ثم اقتلني بعدها ، لان تنتزع قلباً دافئاً..خير لك الف مرة من ان تنتزع «القلب المثلّج»...
***
يا صديقي العربي القطبي المتجمّد قرب «الأيفروس»...الأنفاس لا تصنع «معطفاً» من اللهاث ، والأقدام وإن غزلت ألاف الخطوات لا تصنع لك وشاح كرامة أو «وطن»...لذا يا صديقي العربي القطبي المتجمّد...في هذه الدنيا العابسة ..عندما يضيق مسقط رأسك برجليك ..ويتسع لأرجل كرسي الزعيم .
عليك أن تحمل حلمك على ظهرك ، وأطفالك بين أسنانك كما تفعل القطط وتغادر إلى أبعد يابسة ...
يا صديقي العربي القطبي المتجمّد...وطن بلا قلب...يصنع قلباً بلا وطن.
(الرأي)
نحن لا نتحدّث عن مسلسل كرتوني مترجم إلى اللغة العربية ...نحن نتحدث عن مسلسل «مليوني» مترجم من اللغة العربية إلى كل لغات الحزن والقهر والذل واللجوء والموت تحت الصفر..الإنتاج هناك في دمشق ، في حلب ، في حماة ، في حمص ، في درعا والتوزيع إلى كل أصقاع الأرض .. والشعار الإنتاجي : خيمة وأربعة أوتاد ،وعلامة زرقاء كالمعتاد ...
أب يموت متجمّداً ليدفىء طفلته...نحن لا نتحدّث عن رواية كتبها أديب عربي من محض الخيال وينوي ان ينافس بها في جائزة «البوكر» ، نحن نتحدث عن رواية كتبها «نظام عربي» من وحي القتال ، خطّها بالدم الأحمر ، وبأصابع الأطفال...
أب يموت متجمّدا في اليونان ليدفىء طفلته اللاجئة...وفي الوطن الصامد ، في اليوم الواحد، ألاف الليترات تملأ خزانات الدبابات ، والطائرات ، والمواكب، والمراكب ، والقصور المدفأة ، والحصون المخبأة..يا سيدي العظيم يا مولانا المتوّج، أعطني حصّتي من «المازوت» أولاً ثم اقتلني بعدها ، لان تنتزع قلباً دافئاً..خير لك الف مرة من ان تنتزع «القلب المثلّج»...
***
يا صديقي العربي القطبي المتجمّد قرب «الأيفروس»...الأنفاس لا تصنع «معطفاً» من اللهاث ، والأقدام وإن غزلت ألاف الخطوات لا تصنع لك وشاح كرامة أو «وطن»...لذا يا صديقي العربي القطبي المتجمّد...في هذه الدنيا العابسة ..عندما يضيق مسقط رأسك برجليك ..ويتسع لأرجل كرسي الزعيم .
عليك أن تحمل حلمك على ظهرك ، وأطفالك بين أسنانك كما تفعل القطط وتغادر إلى أبعد يابسة ...
يا صديقي العربي القطبي المتجمّد...وطن بلا قلب...يصنع قلباً بلا وطن.
(الرأي)