مـن يعتـذر: نحـن أم هـم..؟!
حسين الرواشدة
جو 24 : لا يوجد في القرآن الكريم ولا في ثوابت الدين الحنيف ما يوحي بمشروعية القتل او استخدام العنف او الدعوة الى الكراهية..ومع ذلك نجد اننا امام فريقين يمثلان جبهة التطرف على الضفتين :احدهما من داخلنا يحاول ان يعتقل الاسلام في “معسكر “ قتالي مسيج بالالغام، وان يجعل المسلمين جنودا محاربين لايتقنون الا تصويب بنادقهم نحو الاخر، حتى لو اختلف معهم في الرأي فقط، وهؤلاء حالة طارئة على ساحتنا الاسلامية، واستثناء من قاعدة عريضة تفهم الاسلام على حقيقته، لكنها لا تملك في مواجهتهم -مع الاسف-الا الدفاع عن اعتدال الاسلام وسماحته ، واشهار رغبته في السلام والتعايش، دون ان تتقدم خطوة اخرى لمحاورتهم او اقناعهم او محاصرتهم بالدليل والرأى لا بالعقاب فقط.
اما الفريق الاخرعلى الجبهة المقابلة فيصر على الدخول الى الاسلام من هذه البوابة، سعيا لايهام المسلمين بانهم دعاة ارهاب، وبأن دينهم يحرض على استئصال الاخر وقتله، وهو لا يعدم الادلة على ذلك، من واقع ما يفعله المسلمون ومن سوء تأويله لبعض ما يتضمنه الاسلام (وخاصة في مسألة الجهاد)من نصوص، كما لا يعدم الوسيلة للرد والتشويه، لا بل والعقاب ايضا..ثم لا يتردد في مطالبة المسلمين بالاعتذار، ودفعهم الى الاعتراف بالتهمة الجاهزة دون الاشارة الى جذورالمشكلة ومنابعها السياسية والاجتماعية (لا الدينية فقط)، ودون ان يتحمل قسطا من مسؤولية تأجيجها او تطويقها، مكتفيا بدعوة المسلمين الى تغيير مناهج تعليمهم وهويتهم وجلودهم-اذا لزم الامر!-لاقناع العالم بأنهم معتدلون.
وامام هذا المشهد السينمائي ظل المسلمون-كما قلنا اكثر من مرة-في موقف الدفاع، ملتزمين باستنكار ما يسجل ضدهم من عنف وارهاب، واشهار ما يتضمنه دينهم من سماحة ورحمة ودعوة للسلم ورفض للحرب ورغبة في الحياة، وغاب عنهم -او هكذا يبدو-ان لدى غيرهم من اتباع الاديان نصوصا ثابتة تدعو الى الارهاب، وشواهد تاريخية تثبت فكرة الاستئصال والرغبة في الحرب والقتال، ووقائع حاضرة تدحض مزاعمهم في البحث عن التعايش والسلام..وكان يمكن -بالطبع-ان يستثمر المسلمون هذه الحقائق ضمن خطة ذكية للانتقال من موقع الدفاع الى الهجوم، من منطلق كشف الاخر وتعريته واشهار ما يعتقده وما يرتكز عليه من مبادىء وممارسات.
اماالادلة -ان شئت الاسلحة-فكثيرة، خذ مثلا ما تتضمنه التوراة(سفر تثنية الاشتراع)من تحريض على الابادة والاستئصال..”حين تتقدمون لمحاربة مدينة فادعوها للصلح اولا، فان اجابتكم الى الصلح واستسلمت لكم فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيدا لكم، وان ابت الصلح وحاربتكم فحاصروها، فاذا اسقطها الرب الهكم في ايديكم فاقتلوا جميع ذكورها بحد السيف..”ثم تقول في موضع اخر “اما مدن الشعوب التي يهبها الرب الهكم لكم ميراثا(ارض الميعاد)فلا تستبقوا فيها نسمة حية بل دمروها عن بكرة ابيها..”، ولك ان تحشد عشرات النماذج التي تترجم هذه التعاليم، بما فعله اليهود في فلسطين، او بما فعله البريطانيون في استراليا والاروبيون والامريكيون في الهنود الحمر، او بما فعله الغرب -تاريخيا-من قهر وظلم وتدمير في بلاد الله الواسعة، لكي تتأكد ان جذور الارهاب هناك، وان مصانعه وبذوره ليست في ديننا او تربتنا او تراثناعلى الاطلاق.
ادري ان ضعف امتنا وقلة حيلتنا يدفع هؤلاء وغيرهم الى التعامل معنا بمنطق “الاستهانة” والى التجرؤ على معتقداتنا ورموزنا وتجريحها لكن ما لا افهمه هو ان يتصور هؤلاء بانهم محصنون من غضب “المجانين” الذين يتناسلون من بيننا بسبب هذه الاستفزازات او ان يظنوا بان هذه الحملات المسمومة التي يتعرض لها مليار ونصف المليار مسلم لن ترتد اليهم ولن تشعل صراع الشرق والغرب من جديد؟
اذا كان الغرب يطالبنا بان نلقي القبض على “المجانين” الذين ينتسبون الى ديننا وامتنا وان نتبرأ منهم ونعلن الحرب عليهم فان من حقنا -ايضا - ان نطالبه بان يفعل ذلك -لاسيما وان “ظاهرة” المجانين الذين تدافعوا للاساءة الى ديننا ومقدساتنا تصاعدت واصبحت “موضة” اعلامية وسياسية وجدت من يحتفي بها هناك ولم تجد بيننا (دعك من الرفض والتنديد) من يحاسب اصحابها او يجرؤ على المطالبة بايداعهم في “المارستانات” او السجون.
الان لا بد ان نسأل:من يحتاج الى اعلان براءته من الارهاب..نحن أم هم؟ومن يحتاج لمراجعة مناهجه ونصوصه، والاعتذار للعالم عن تاريخه، والدفاع عن نفسه من تهمة(حقيقة:ادق)ضلوعه في ابادة البشر والتحريض على قتلهم واستئصالهم بأمر الله وباسمه تعالى....نحن أم هم؟؟؟
اما الفريق الاخرعلى الجبهة المقابلة فيصر على الدخول الى الاسلام من هذه البوابة، سعيا لايهام المسلمين بانهم دعاة ارهاب، وبأن دينهم يحرض على استئصال الاخر وقتله، وهو لا يعدم الادلة على ذلك، من واقع ما يفعله المسلمون ومن سوء تأويله لبعض ما يتضمنه الاسلام (وخاصة في مسألة الجهاد)من نصوص، كما لا يعدم الوسيلة للرد والتشويه، لا بل والعقاب ايضا..ثم لا يتردد في مطالبة المسلمين بالاعتذار، ودفعهم الى الاعتراف بالتهمة الجاهزة دون الاشارة الى جذورالمشكلة ومنابعها السياسية والاجتماعية (لا الدينية فقط)، ودون ان يتحمل قسطا من مسؤولية تأجيجها او تطويقها، مكتفيا بدعوة المسلمين الى تغيير مناهج تعليمهم وهويتهم وجلودهم-اذا لزم الامر!-لاقناع العالم بأنهم معتدلون.
وامام هذا المشهد السينمائي ظل المسلمون-كما قلنا اكثر من مرة-في موقف الدفاع، ملتزمين باستنكار ما يسجل ضدهم من عنف وارهاب، واشهار ما يتضمنه دينهم من سماحة ورحمة ودعوة للسلم ورفض للحرب ورغبة في الحياة، وغاب عنهم -او هكذا يبدو-ان لدى غيرهم من اتباع الاديان نصوصا ثابتة تدعو الى الارهاب، وشواهد تاريخية تثبت فكرة الاستئصال والرغبة في الحرب والقتال، ووقائع حاضرة تدحض مزاعمهم في البحث عن التعايش والسلام..وكان يمكن -بالطبع-ان يستثمر المسلمون هذه الحقائق ضمن خطة ذكية للانتقال من موقع الدفاع الى الهجوم، من منطلق كشف الاخر وتعريته واشهار ما يعتقده وما يرتكز عليه من مبادىء وممارسات.
اماالادلة -ان شئت الاسلحة-فكثيرة، خذ مثلا ما تتضمنه التوراة(سفر تثنية الاشتراع)من تحريض على الابادة والاستئصال..”حين تتقدمون لمحاربة مدينة فادعوها للصلح اولا، فان اجابتكم الى الصلح واستسلمت لكم فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيدا لكم، وان ابت الصلح وحاربتكم فحاصروها، فاذا اسقطها الرب الهكم في ايديكم فاقتلوا جميع ذكورها بحد السيف..”ثم تقول في موضع اخر “اما مدن الشعوب التي يهبها الرب الهكم لكم ميراثا(ارض الميعاد)فلا تستبقوا فيها نسمة حية بل دمروها عن بكرة ابيها..”، ولك ان تحشد عشرات النماذج التي تترجم هذه التعاليم، بما فعله اليهود في فلسطين، او بما فعله البريطانيون في استراليا والاروبيون والامريكيون في الهنود الحمر، او بما فعله الغرب -تاريخيا-من قهر وظلم وتدمير في بلاد الله الواسعة، لكي تتأكد ان جذور الارهاب هناك، وان مصانعه وبذوره ليست في ديننا او تربتنا او تراثناعلى الاطلاق.
ادري ان ضعف امتنا وقلة حيلتنا يدفع هؤلاء وغيرهم الى التعامل معنا بمنطق “الاستهانة” والى التجرؤ على معتقداتنا ورموزنا وتجريحها لكن ما لا افهمه هو ان يتصور هؤلاء بانهم محصنون من غضب “المجانين” الذين يتناسلون من بيننا بسبب هذه الاستفزازات او ان يظنوا بان هذه الحملات المسمومة التي يتعرض لها مليار ونصف المليار مسلم لن ترتد اليهم ولن تشعل صراع الشرق والغرب من جديد؟
اذا كان الغرب يطالبنا بان نلقي القبض على “المجانين” الذين ينتسبون الى ديننا وامتنا وان نتبرأ منهم ونعلن الحرب عليهم فان من حقنا -ايضا - ان نطالبه بان يفعل ذلك -لاسيما وان “ظاهرة” المجانين الذين تدافعوا للاساءة الى ديننا ومقدساتنا تصاعدت واصبحت “موضة” اعلامية وسياسية وجدت من يحتفي بها هناك ولم تجد بيننا (دعك من الرفض والتنديد) من يحاسب اصحابها او يجرؤ على المطالبة بايداعهم في “المارستانات” او السجون.
الان لا بد ان نسأل:من يحتاج الى اعلان براءته من الارهاب..نحن أم هم؟ومن يحتاج لمراجعة مناهجه ونصوصه، والاعتذار للعالم عن تاريخه، والدفاع عن نفسه من تهمة(حقيقة:ادق)ضلوعه في ابادة البشر والتحريض على قتلهم واستئصالهم بأمر الله وباسمه تعالى....نحن أم هم؟؟؟