لعبة ترتيب الصورة
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : لا ادري ما سر ارتباط تلك اللعبة في رمضان تحديداً..ما ان يعلن عن رؤية الهلال ،حتى تمتلىء الدكاكين فجأة بتلك اللعبة المملة (العدّاد) ، حتى خيّل لي ذات طفولة ان هذه اللعبة يتم توزيعها مجاناً من قبل وزارة الأوقاف لارتباطها الوثيق بشهر الصيام..
ولمن لا يعرفها ..فهي لعبة (ترتيب الصور المبعثرة) ؛ عبارة عن قطعة بلاستيكية مربعة الشكل تحمل داخل محيطها قطعاً صغيرة متداخلة يكوّن مجموعها صورة حيوان .. (دب ) .. (ذئب)..(أرنب)...الخ.
المهم كنا نشتري اللعبة «بشلن» ثم نجلس طوال الوقت نحاول ترتيب الصورة المبعثرة داخل المربع ،خطوة يمين ،خطوة شمال ،ننزل القطعة الفوقية ، نرفع القطعة السفلية ، نحرك القطعة اليمنى من جديد..وهكذا ، بالكاد نكوّن رجل (الدبّ) المرسوم على (كتالوج) اللعبة ، نحرك من جديد قطعة فوقية ، ثم نرفع قطعة سفلية...وما ان نحصل على بطن (الدبّ) نكون في نفس الوقت قد (خربطنا) رجلي الدب..ولكثرة ما كنا نندمج بتلك اللعبة «الكريهة» كان من المألوف جداً ان ترى احدنا (ريالته سايلة) دون ان ينتبه ، او بنطلونه (ساحل للركبة) دون ان يجد وقتاً ليرفعه... وأحياناً في قمة يأسنا كنا نقوم بتخليع المربعات الصغيرة من مكانها واعادة ترتيبها (على كيفنا) كافرين بكل قواعد اللعبة ..ومن المألوف جداً ان تلاحظ خارطة الطريقة لنقط العرق النازفة من الجبهة مروراً بأعلى الخد الى اسفل اللحية ولا نجد وقتاً لمسحها أو التخلص منها..كما كان مشهداً عادياً ان تجد شاباً يافعاً يخرج عن طوره ويضيّع صيامه وهو يشتم (هيك هيك للي اخترعك..) ثم يضعها تحت رجليه ويكسرها ويخلص من قلقها ..ومن الطبيعي جداً ان تجد ختيارا نام قهراً قبل الظهر..لأنه لم يستطع ان يجمّع اكثر من ثلث الصورة في لعبة (العداد)..
اما أنا فكاد يصيبني مرض نفسي بسبب تلك اللعبة ...فكلما رتبت رجلي (الدب) ووصلت لبطنه ثم رقبته...وقبل ان اجد المربع الخاص ب»رأسه» كانت «تتخربط المربعات» جميعها وأعود الى نقطة الصفر...بصراحة لقد خرج الى الحياة جيل كامل منزوٍ مهزوز وفاقد ثقته بنفسه ومصاب بالتوحّد بسبب تلك اللعبة المقيتة...
الفساد يشبه لعبة (العدّاد)..كلما حاولنا ترتيب صورته المبعثرة ، خطوة يمين ،خطوة شمال، سحبة ل (فوق) ، سحبة ل(تحت) ..وكلما (سالت ريالتنا) ونحن نكوّن بجسم الفساد، ونضع رجليه في مكانهما ، وبطنه، وظهره، وقبل ان نصل للقطعة الأخيرة لتكتمل الصورة حتى «تتخربط» المربعات كلها ونعود الى نقطة الصفر... صحيح ان الفاسدين (بيسووش شلن) بس نكدهم بيسوى ملايين!!.
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)
ولمن لا يعرفها ..فهي لعبة (ترتيب الصور المبعثرة) ؛ عبارة عن قطعة بلاستيكية مربعة الشكل تحمل داخل محيطها قطعاً صغيرة متداخلة يكوّن مجموعها صورة حيوان .. (دب ) .. (ذئب)..(أرنب)...الخ.
المهم كنا نشتري اللعبة «بشلن» ثم نجلس طوال الوقت نحاول ترتيب الصورة المبعثرة داخل المربع ،خطوة يمين ،خطوة شمال ،ننزل القطعة الفوقية ، نرفع القطعة السفلية ، نحرك القطعة اليمنى من جديد..وهكذا ، بالكاد نكوّن رجل (الدبّ) المرسوم على (كتالوج) اللعبة ، نحرك من جديد قطعة فوقية ، ثم نرفع قطعة سفلية...وما ان نحصل على بطن (الدبّ) نكون في نفس الوقت قد (خربطنا) رجلي الدب..ولكثرة ما كنا نندمج بتلك اللعبة «الكريهة» كان من المألوف جداً ان ترى احدنا (ريالته سايلة) دون ان ينتبه ، او بنطلونه (ساحل للركبة) دون ان يجد وقتاً ليرفعه... وأحياناً في قمة يأسنا كنا نقوم بتخليع المربعات الصغيرة من مكانها واعادة ترتيبها (على كيفنا) كافرين بكل قواعد اللعبة ..ومن المألوف جداً ان تلاحظ خارطة الطريقة لنقط العرق النازفة من الجبهة مروراً بأعلى الخد الى اسفل اللحية ولا نجد وقتاً لمسحها أو التخلص منها..كما كان مشهداً عادياً ان تجد شاباً يافعاً يخرج عن طوره ويضيّع صيامه وهو يشتم (هيك هيك للي اخترعك..) ثم يضعها تحت رجليه ويكسرها ويخلص من قلقها ..ومن الطبيعي جداً ان تجد ختيارا نام قهراً قبل الظهر..لأنه لم يستطع ان يجمّع اكثر من ثلث الصورة في لعبة (العداد)..
اما أنا فكاد يصيبني مرض نفسي بسبب تلك اللعبة ...فكلما رتبت رجلي (الدب) ووصلت لبطنه ثم رقبته...وقبل ان اجد المربع الخاص ب»رأسه» كانت «تتخربط المربعات» جميعها وأعود الى نقطة الصفر...بصراحة لقد خرج الى الحياة جيل كامل منزوٍ مهزوز وفاقد ثقته بنفسه ومصاب بالتوحّد بسبب تلك اللعبة المقيتة...
الفساد يشبه لعبة (العدّاد)..كلما حاولنا ترتيب صورته المبعثرة ، خطوة يمين ،خطوة شمال، سحبة ل (فوق) ، سحبة ل(تحت) ..وكلما (سالت ريالتنا) ونحن نكوّن بجسم الفساد، ونضع رجليه في مكانهما ، وبطنه، وظهره، وقبل ان نصل للقطعة الأخيرة لتكتمل الصورة حتى «تتخربط» المربعات كلها ونعود الى نقطة الصفر... صحيح ان الفاسدين (بيسووش شلن) بس نكدهم بيسوى ملايين!!.
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)