2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ما رأيكم يرحمكم اللـه...؟!

حسين الرواشدة
جو 24 : هل يجوز للفتاة المسلمة أن تخطب لنفسها الرجل الذي تراه صالحاً ؟
قبل ان اجيب استأذن بتسجيل ملاحظتين: الاولى ان لدينا في الاردن -حسب احدى الدراسات - 145 الف فتاة لم يسبق لهن الزواج (كان العدد نحو 8 آلاف قبل خمس وثلاثين سنة)، تتراوح أعمارهن ما بين 30 - 49 سنة، وهي الاعمار المتبقية من عمر الانجاب، ولدينا نحو 000ر85 ألف شاب تجاوزوا عمر ألـ (32 ) سنة ولم يتزوجوا؛ ما يعني اننا امام كارثة حقيقية، لا يمكن فهمها من خلال الارقام فقط ، وانما ايضاً من خلال الواقع الاجتماعي وقصصه المحزنة حقاً، اما الملاحظة الاخرى فهي اننا جميعا ندعو وبالحاح الى فتح مايمكن من ابواب”الحلال”امام شبابنا ، ونقول ان تقاعسنا عن ذلك سيدفعهم الى الدخول من ابواب”الحرام” ،لكننا لم نتحرك كما يجب لفتح هذا الطريق وتعبيده امامهم، وبالتالي لا بد ان نلوم انفسنا قبل ان نلومهم، لانهم - عندئذ مجرد ضحايا وليسوا مجرمين، واخطاؤهم نتقاسمها معهم، ونُسأل عنها مثلما يُسألون.
السؤال السابق يدخل في اطار “تعبيد” الطريق الذي اشرت اليه سلفا، اما الاجابة عنه بالاستناد الى العادات والتقاليد والمراسيم التي تكرست في مجتمعاتنا - وهي اقوى للاسف من التعاليم الشرعية - فتبدو مفهومة غالبا، وهي الرفض وعدم القبول، باعتبار ان عرض المرأة لنفسها يبخس من قيمتها ويجرح حياءها ويقلل من اعتبارها، لكن الشرع له رأي اخر، وانا اترك بيانه هنا لاصحابه.
دائرة الافتاء العام في الاردن اصدرت فتوى جاء فيها : “سعي المرأة في تزويج نفسها أمر جائز لا حرج فيه في المجتمع الصالح، وهو من اتخاذ الأسباب الذي أمرنا به، فقضاء الله وقدره لا يتعارض مع اتخاذ أسباب موصلة إليه، والسعي في ذلك ابتغاء مرضات الله من العبادة، لكن المجتمع اليوم تغير، والتي تعرض نفسها للخطاب لو تزوجها أحدهم سيعيرها بذلك يوما ما، لذلك يجب أن يكون سعي المرأة في تزويج نفسها بطريق غير مباشر، بأن تطلب من بعض أوليائها الذين تثق بهم السؤال عن بعض الصالحين الذين يمكن أن يتقدموا لخطبتها، ليزيِّنَ الأمر في نفسه، ويسهل عليه تكاليفه، فإذا وافق فالحمد لله، وإذا لم يوافق فلا يضير المرأة ولا وليها شيئًا، فقد خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنته حفصة عثمان بن عفان فاعتذر، ثم خطب لها أبا بكر فسكت لِما يعلم من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، حتى تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري، وعلق عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله بقوله: “ فيه عرض الإنسان ابنته وغيرها من مولياته على من يعتقد خيره وصلاحه؛ لما فيه من النفع العائد على المعروضة عليه، وأنه لا استحياء في ذلك “
في كتابه تحرير المرأة في عهد الرسالة يقدم لنا المرحوم عبدالحليم ابوشقة نماذج عديدة لنساء مسلمات تقدمن للرسول عليه السلام، أو للخلفاء من بعده، بطلبات للزواج في مجالس عامة، كما لا تخلو تجربتنا الاسلامية من نماذج اخرى (ابنة سعيد بن المسيب التي اهداها لأحد تلاميذه بعد أن رفض تزويجها من ابن الخليفة وأنا ادعو القراء الاعزاء لقراءتها وتأملها)، اثبتت فيها المرأة قبل نحو اربعة عشر قرنا أنها اكثر جرأة وشجاعة وبحثا عن الحلال والتحرر الحقيقي (لا المزيف) من اخواتنا النساء في هذه الايام التي انتصرت فيها المراسيم على التعاليم والتقاليد التالفة على القيم السامية.
اذن، ليس من الحرام، ولا من العيب عند من يعقل - كما يقول احد الفقهاء - أن تعرض المرأة نفسها على صاحب الخلق والدًّين ليتزوجها، وإن أنكر ذلك أحدّ فإنما ينكره لا بميزان الشرع، بل بميزان العادات والتقاليد والأعراف ، وأحياناً تنكره النساء حسداً من عند أنفسهنَّ .
لكن، اذا كان هذا هو رأي الشريعة الإسلامية فما هي الكيفية التي تتم بها خطبة المرأة للرجل؟ او كيف يمكن للفتاة ان تعرض نفسها للزواج؟ هل يجوز ان تتقدم بنفسها او من خلال وليها؟ واذا كان من الجائز ان تباشر الشاب وتطلب يده فما هي الوسيلة المشروعة لذلك؟
ليس لدي اجابة كافية، ولكنني اترك للقراء الاعزاء النظر في القضية؛ لان الموضوع بحاجة الى نقاش اوسع..؟ ما رأيكم يرحمكم الله.!!


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير