نتفاوض ، لكن بمنطق دولة ومن موقع قوة..!!
حسين الرواشدة
جو 24 : ما حدث في أسبوع فقط يكفي ان يرشدنا الى الصواب ، ترى هل كنا بحاجة الى مثل هذا “الامتحان” ؟ ربما ، لكن الاهم هو ان نتعامل معه بمنطق الحكمة والثقة بالنفس ، ثم نتعلم من دروسه ، لكي نخرج منه اكثر قوة وصلابة .
لا يخطر في بالي –الان- ان اخوض في التفاصيل ، فانا على ثقة ان الدولة – بكافة اجهزتها - تنهض بهذه المسؤولية ، ومن الواجب علينا جميعا ان نترك الامر لها ، وان نساعدها بما لدينا من امكانيات ، فنحن امام قضية لا يجوز ان نختلف عليها ، ولا ان نخضعها لاية محاولة لتصفية الحسابات السياسية او الاجتهادات الاعلامية غير المنضبطة باتجاه “ الهدف” الذي توافقنا عليه - او هكذا يفترض- وهو : ان نكسب هذه الجولة باقل ما يمكن من خسائر.
ما اتمناه هو ان ندقق في ما يمكن ان نحققه من ارباح، وما يمكن ان يلحق بالطرف الاخر من خسارات، مهما كانت النتائج والسيناريوهات المتوقعة، وهذا يعتمد على قدرتنا في ادارة “الملف” الذي اعتقد اننا نجحنا فيه حتى الان ، لان خسارتنا وفق اسوأ الاحوال لن تتجاوز الورقة الوحيدة التي يمتلكها التنظيم،و على الرغم من اهميتها بالنسبة لنا و تصميمنا على انتزاعها بأي ثمن معقول ، ومع ان الطرف الاخر يحاول ان يستخدمها كوسيلة لابتزازنا ،الا ان ما يجب ان نكسبه كدولة وكمجتمع يتجاوز حسابات اللحظة التي نفهم صعوبتها ومراراتها الى حسابات المستقبل بكل ما فيه من تحديات ، و يتجاوز ايضا العواطف الانسانية النبيلة التي نقدرها الى اعتبارات الحكمة التي تصب في انتصار الفكرة والموقف والمصلحة معا.
في سياق “المكاسب” لابد ان نشير الى عدة اعتبارات ، اولها اننا نتعامل مع هذ الملف بمنطق الدولة، بكل ما يفرضه من دلالات و استحقاقات، لا بمنطق العشيرة او الشارع، ومع الاحترام لكل ما يصدر عن “الراي العام” من انطباعات او عتب او غضب ، فان مباشرة “الدولة” للتعامل مع القضية والاعتماد عليها والاحتشاد خلف خطابها ، يمنحنا فرصة اقوى للانتقال من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم ، وقدرة اكبر على فك “صاعق” التوقيت الذي يسعى الاخر لتحديده و الزامنا به، كما انه يدفع الطرف الاخر الى الرضوخ للتفاوض وفق موازين ومعادلات الربح والخسارة ، لان ما يخسره هو- كتنظيم سيكون اكبر بكثير مما نخسره نحن كدولة.
اما الاعتبار الثاني فهو ان المعركة التي نخوضها مع هذا التنظيم ليست فقط لاستعادة ابننا الطيار الكساسبة، رغم ان ذلك اولوية بالنسبة لنا جميعا، وانما هي معركة للحفاظ على وحدة مجتمعنا وتماسك جبهتنا الداخلية ، واعتقد ان نجاحنا في هذا هو اكبر خسارة واقوى رد على التنظيم ، لان كل ما فعله حتى الان وما يمكن ان يفعله في المستقبل يأتي في سياق “حرب نفسية” تستهدف وحدة مجتمعنا ، لذلك لابد ان نفهمها ونتعامل معها بكل ما لدينا من امكانيات، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
الاعتبار الثالث هو انه يجب ان نعتمد على انفسنا في تحديد “خياراتنا” وفق مصالحنا الوطنية ، ليس فقط لاننا افتقدنا حلفاءنا واصدقاءنا في هذه الازمة، وانما ايضا لان كل من حولنا مشغول بأزماته ، وبالتالي فان التركيز يجب ان ينصب باتجاه “الاعتماد على الذات “ في مسارين مهمين ، احدهما ترسيخ ثقة الناس بمؤسساتهم الوطنية، والاخر اعادة الهمة والامل للمجتمع من اجل استنهاضه ، وهنا يمكن ان تكون “قضية الطيار” مهما كانت نتائج التفاوض عنوانا لمرحلة جديدة من المراجعات والمصالحات، وعندها سنكون سجلنا هدفا اخر في مرمى التنظيم ، واضفنا انجازا لارباحنا وخسائره ايضا.
يبقى الاعتبار الرابع وهو اننا يجب ان نتصرف كدولة وكمجتمع انطلاقا من قيمنا و مصالحنا ،فنحن لا نتعامل مع دولة يمكن ان نتفاوض معها على مبدأ النديّة او وفق القوانين والعلاقات الدولية، وانما مع تنظيم نعرف كيف يفكر وماذا يريد ، وبالتالي فنحن اقوى منه واقدر على الحاق الخسارة به، ولا يجوز ان نبسط امامه التنازلات الا ضمن معادلات مدروسة ، وهذه المعادلات يجب ان تضعها الدولة ويقتنع بها المجتمع ، ذلك اننا على اسوأ الافتراضات لن نخسر اكثر مما يخسره (التنظيم)، سواء على صعيد الردود الرسمية التي لن تفوت اي فرصة لعقابه او على صعيد الجبهة الشعبية التي ستتوحد ضده بقوة المشاعر لا بقوة القوانين فقط.
(الدستور)
لا يخطر في بالي –الان- ان اخوض في التفاصيل ، فانا على ثقة ان الدولة – بكافة اجهزتها - تنهض بهذه المسؤولية ، ومن الواجب علينا جميعا ان نترك الامر لها ، وان نساعدها بما لدينا من امكانيات ، فنحن امام قضية لا يجوز ان نختلف عليها ، ولا ان نخضعها لاية محاولة لتصفية الحسابات السياسية او الاجتهادات الاعلامية غير المنضبطة باتجاه “ الهدف” الذي توافقنا عليه - او هكذا يفترض- وهو : ان نكسب هذه الجولة باقل ما يمكن من خسائر.
ما اتمناه هو ان ندقق في ما يمكن ان نحققه من ارباح، وما يمكن ان يلحق بالطرف الاخر من خسارات، مهما كانت النتائج والسيناريوهات المتوقعة، وهذا يعتمد على قدرتنا في ادارة “الملف” الذي اعتقد اننا نجحنا فيه حتى الان ، لان خسارتنا وفق اسوأ الاحوال لن تتجاوز الورقة الوحيدة التي يمتلكها التنظيم،و على الرغم من اهميتها بالنسبة لنا و تصميمنا على انتزاعها بأي ثمن معقول ، ومع ان الطرف الاخر يحاول ان يستخدمها كوسيلة لابتزازنا ،الا ان ما يجب ان نكسبه كدولة وكمجتمع يتجاوز حسابات اللحظة التي نفهم صعوبتها ومراراتها الى حسابات المستقبل بكل ما فيه من تحديات ، و يتجاوز ايضا العواطف الانسانية النبيلة التي نقدرها الى اعتبارات الحكمة التي تصب في انتصار الفكرة والموقف والمصلحة معا.
في سياق “المكاسب” لابد ان نشير الى عدة اعتبارات ، اولها اننا نتعامل مع هذ الملف بمنطق الدولة، بكل ما يفرضه من دلالات و استحقاقات، لا بمنطق العشيرة او الشارع، ومع الاحترام لكل ما يصدر عن “الراي العام” من انطباعات او عتب او غضب ، فان مباشرة “الدولة” للتعامل مع القضية والاعتماد عليها والاحتشاد خلف خطابها ، يمنحنا فرصة اقوى للانتقال من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم ، وقدرة اكبر على فك “صاعق” التوقيت الذي يسعى الاخر لتحديده و الزامنا به، كما انه يدفع الطرف الاخر الى الرضوخ للتفاوض وفق موازين ومعادلات الربح والخسارة ، لان ما يخسره هو- كتنظيم سيكون اكبر بكثير مما نخسره نحن كدولة.
اما الاعتبار الثاني فهو ان المعركة التي نخوضها مع هذا التنظيم ليست فقط لاستعادة ابننا الطيار الكساسبة، رغم ان ذلك اولوية بالنسبة لنا جميعا، وانما هي معركة للحفاظ على وحدة مجتمعنا وتماسك جبهتنا الداخلية ، واعتقد ان نجاحنا في هذا هو اكبر خسارة واقوى رد على التنظيم ، لان كل ما فعله حتى الان وما يمكن ان يفعله في المستقبل يأتي في سياق “حرب نفسية” تستهدف وحدة مجتمعنا ، لذلك لابد ان نفهمها ونتعامل معها بكل ما لدينا من امكانيات، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
الاعتبار الثالث هو انه يجب ان نعتمد على انفسنا في تحديد “خياراتنا” وفق مصالحنا الوطنية ، ليس فقط لاننا افتقدنا حلفاءنا واصدقاءنا في هذه الازمة، وانما ايضا لان كل من حولنا مشغول بأزماته ، وبالتالي فان التركيز يجب ان ينصب باتجاه “الاعتماد على الذات “ في مسارين مهمين ، احدهما ترسيخ ثقة الناس بمؤسساتهم الوطنية، والاخر اعادة الهمة والامل للمجتمع من اجل استنهاضه ، وهنا يمكن ان تكون “قضية الطيار” مهما كانت نتائج التفاوض عنوانا لمرحلة جديدة من المراجعات والمصالحات، وعندها سنكون سجلنا هدفا اخر في مرمى التنظيم ، واضفنا انجازا لارباحنا وخسائره ايضا.
يبقى الاعتبار الرابع وهو اننا يجب ان نتصرف كدولة وكمجتمع انطلاقا من قيمنا و مصالحنا ،فنحن لا نتعامل مع دولة يمكن ان نتفاوض معها على مبدأ النديّة او وفق القوانين والعلاقات الدولية، وانما مع تنظيم نعرف كيف يفكر وماذا يريد ، وبالتالي فنحن اقوى منه واقدر على الحاق الخسارة به، ولا يجوز ان نبسط امامه التنازلات الا ضمن معادلات مدروسة ، وهذه المعادلات يجب ان تضعها الدولة ويقتنع بها المجتمع ، ذلك اننا على اسوأ الافتراضات لن نخسر اكثر مما يخسره (التنظيم)، سواء على صعيد الردود الرسمية التي لن تفوت اي فرصة لعقابه او على صعيد الجبهة الشعبية التي ستتوحد ضده بقوة المشاعر لا بقوة القوانين فقط.
(الدستور)