ملامح مرحلة جديدة في المنطقة..!!
حسين الرواشدة
جو 24 : يبدو أن عالمنا العربي أمام مرحلة جديدة عنوانها “الطواف” بعكس عقارب الساعة ، وهي مرحلة لن تخلو من تصاعد حدة العنف والانقسام، ولكنها ستشهد محاولات لمراجعة الأدوار والتحالفات, وبناء معادلات “سياسية” مختلفة، ربما تعيد رسم “الخرائط” من جديد، وتدفع بعجلة “الزمن” الى الأمام.
حتى الآن، ربما لن تكون اكثر من استدارة نحو “تسويات” تحاول استيعاب ما حدث من زلازل في منطقتنا , لكنها اذا ما نجحت ستعيد حالة من الهدوء النسبي و ستطفئ البراكين التي ان استمرت لن ينجو منها احد.
في التفاصيل ثمة محور جديد بدأ يتشكل من تركيا والسعودية وقطر, وعلى ايقاع التغييرات التي ستشهدها المملكة السعودية, اعتقد أن هذا المحور سيأخذ زمام المبادرة في اتجاهين , احدهما اتجاه “التكيف” الايجابي مع امتداد النفوذ الإيراني ليس لمواجهته أو الصراع معه , وانما لإحداث حالة من التوازن و اقتسام الادوار التي تسمح بالتفاهم على مناطق النفوذ وعدم “تغول” أي طرف على الآخر, أما الاتجاه الآخر فهو الضغط لإنتاج “مصالحات” مع الإسلام السياسي (الاخوان تحديدا) لنزع فتيل التطرف والعنف من المنطقة, وفي حال عدم نجاح هذه المبادرة فإن الطريق “لدعم” الاسلام السياسي يبدو مفتوحا, وبالتالي فإن احتمالية سقوط تصنيفهم من دائرة “الإرهاب” واردة, كما ان اعادتهم الى العمل السياسي ليست بعيدة.
على جبهة سوريا, يبدو أن الدفع باتجاه “الحل السياسي” على قاعدة إبقاء النظام بدون “الأسد” سيكون مجالا للتفاهم بين الحلف الجديد وبين امريكا وروسيا وايران , وبالتالي فإن المشهد السوري سيشهد تراجعا في مستويات العنف اذا ما التزمت الاطراف التي تتصارع على سوريا بوقف دعم الطرفين المتحاربين (النظام والتنظيمات المسلحة) مقابل وضع سلة من الحوافز السياسية لإغراء النظام والمعارضة على التفاوض .
في موازاة ذلك أعتقد أن الاستثمار في الجماعات المتطرفة (داعش تحديدا) سيتقلص تدريجيا وسيكون من اولويات الحلف الجديد “تجفيف” حالة “العنف” في المنطقة, ربما سيحتاج هذا الى وقت اطول , لكن يبدو أن “التهديد” المباشر الذي تستشعره بعض الأطراف من امتداد خطر الارهاب اليها سيقوي هذا الفرضية.
هنا يمكن الإشارة الى مثالين : احدهما اليمين الذي يتقدم فيه الحوثيون المدعومون من ايران, والعراق الذي سيشهد صراعا “مذهبيا” بين “داعش” التي تتبنى الدفاع عن اهل السنة وبين “الحكومة العراقية” والجيش الشعبي و المليشيات الشعبية التي تحظى بدعم مباشر من طهران ايضا, ومن المرجح ان يتبنى الحلف الجديد تجاه هذه “المتغيرات” استراتيجية الاحتواء بحيث يضمن ابقاء “الصراع” في البلدين تحت السيطرة , ويضغط باتجاه اقناع طهران أو التفاهم معها على فرض تسويات داخلية لإعادة عجلة “السياسة” كبديل للحرب , وانتاج “معادلات” جديدة للشراكة بين الاطراف المتصارعة.
في المجمل, أتصور ان موجة “الثورة المضادة” ستنحسر , وان بعض اللاعبين في هذا المضمار سيخرجون من المواجهة او سيضطرون الى “الانكفاء” , كما ان الفراغ الذي ملأه “العنف” المسلح باسم الاسلام بعد اقصاء الاسلامين “المعتدلين” عن الساحة السياسية, سيشهد “احلالا” معاكسا, بموجبه سيتاح لخطاب الاسلام السياسي ان يتنفس من جديد, ويأخذ فرصته في العمل وربما التمدد ولو تدريجيا.
يبقى السؤال: هل ستحظى هذه “التغيرات” والترتيبات بموافقة اللاعبين الكبار, خاصة بعد ان تم اسناد مهمة الادارة الاقليمية لطهران, وبعد ان اصبح الاستثمار في الارهاب مدخلا لفرض السيطرة على المنطقة, وبعد ان نجحت الجهود –أو كادت- في طي صفحة الثورات العربية ؟ الاجابة –بالطبع- ليست واضحة, لكن ثمة ما يشير الى ان الموافقة الدولية حصلت فعلا, وان ما شهدنا من “استدارات” نحو تقاسم جديد للادوار مع خروج تركيا من حالة “الانكفاء” على نفسها , وما حدث من تغيرات في الداخل السعودي, ودخول قطر على الخط, كلها تؤكد أن المنطقة أمام مرحلة جديدة و مختلفة أيضا.
(الدستور)
حتى الآن، ربما لن تكون اكثر من استدارة نحو “تسويات” تحاول استيعاب ما حدث من زلازل في منطقتنا , لكنها اذا ما نجحت ستعيد حالة من الهدوء النسبي و ستطفئ البراكين التي ان استمرت لن ينجو منها احد.
في التفاصيل ثمة محور جديد بدأ يتشكل من تركيا والسعودية وقطر, وعلى ايقاع التغييرات التي ستشهدها المملكة السعودية, اعتقد أن هذا المحور سيأخذ زمام المبادرة في اتجاهين , احدهما اتجاه “التكيف” الايجابي مع امتداد النفوذ الإيراني ليس لمواجهته أو الصراع معه , وانما لإحداث حالة من التوازن و اقتسام الادوار التي تسمح بالتفاهم على مناطق النفوذ وعدم “تغول” أي طرف على الآخر, أما الاتجاه الآخر فهو الضغط لإنتاج “مصالحات” مع الإسلام السياسي (الاخوان تحديدا) لنزع فتيل التطرف والعنف من المنطقة, وفي حال عدم نجاح هذه المبادرة فإن الطريق “لدعم” الاسلام السياسي يبدو مفتوحا, وبالتالي فإن احتمالية سقوط تصنيفهم من دائرة “الإرهاب” واردة, كما ان اعادتهم الى العمل السياسي ليست بعيدة.
على جبهة سوريا, يبدو أن الدفع باتجاه “الحل السياسي” على قاعدة إبقاء النظام بدون “الأسد” سيكون مجالا للتفاهم بين الحلف الجديد وبين امريكا وروسيا وايران , وبالتالي فإن المشهد السوري سيشهد تراجعا في مستويات العنف اذا ما التزمت الاطراف التي تتصارع على سوريا بوقف دعم الطرفين المتحاربين (النظام والتنظيمات المسلحة) مقابل وضع سلة من الحوافز السياسية لإغراء النظام والمعارضة على التفاوض .
في موازاة ذلك أعتقد أن الاستثمار في الجماعات المتطرفة (داعش تحديدا) سيتقلص تدريجيا وسيكون من اولويات الحلف الجديد “تجفيف” حالة “العنف” في المنطقة, ربما سيحتاج هذا الى وقت اطول , لكن يبدو أن “التهديد” المباشر الذي تستشعره بعض الأطراف من امتداد خطر الارهاب اليها سيقوي هذا الفرضية.
هنا يمكن الإشارة الى مثالين : احدهما اليمين الذي يتقدم فيه الحوثيون المدعومون من ايران, والعراق الذي سيشهد صراعا “مذهبيا” بين “داعش” التي تتبنى الدفاع عن اهل السنة وبين “الحكومة العراقية” والجيش الشعبي و المليشيات الشعبية التي تحظى بدعم مباشر من طهران ايضا, ومن المرجح ان يتبنى الحلف الجديد تجاه هذه “المتغيرات” استراتيجية الاحتواء بحيث يضمن ابقاء “الصراع” في البلدين تحت السيطرة , ويضغط باتجاه اقناع طهران أو التفاهم معها على فرض تسويات داخلية لإعادة عجلة “السياسة” كبديل للحرب , وانتاج “معادلات” جديدة للشراكة بين الاطراف المتصارعة.
في المجمل, أتصور ان موجة “الثورة المضادة” ستنحسر , وان بعض اللاعبين في هذا المضمار سيخرجون من المواجهة او سيضطرون الى “الانكفاء” , كما ان الفراغ الذي ملأه “العنف” المسلح باسم الاسلام بعد اقصاء الاسلامين “المعتدلين” عن الساحة السياسية, سيشهد “احلالا” معاكسا, بموجبه سيتاح لخطاب الاسلام السياسي ان يتنفس من جديد, ويأخذ فرصته في العمل وربما التمدد ولو تدريجيا.
يبقى السؤال: هل ستحظى هذه “التغيرات” والترتيبات بموافقة اللاعبين الكبار, خاصة بعد ان تم اسناد مهمة الادارة الاقليمية لطهران, وبعد ان اصبح الاستثمار في الارهاب مدخلا لفرض السيطرة على المنطقة, وبعد ان نجحت الجهود –أو كادت- في طي صفحة الثورات العربية ؟ الاجابة –بالطبع- ليست واضحة, لكن ثمة ما يشير الى ان الموافقة الدولية حصلت فعلا, وان ما شهدنا من “استدارات” نحو تقاسم جديد للادوار مع خروج تركيا من حالة “الانكفاء” على نفسها , وما حدث من تغيرات في الداخل السعودي, ودخول قطر على الخط, كلها تؤكد أن المنطقة أمام مرحلة جديدة و مختلفة أيضا.
(الدستور)