2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

هل دقت ساعة الحرب؟

حسين الرواشدة
جو 24 : ينما اتجهت تسمع طبول الحرب تدقّ، الغواصات الروسية المحملة بالاسلحة وصلت تباعا الى طرطوس، نبرة التصريحات العسكرية الايرانية ترتفع، والاهم من ذلك كله، ما يحدث على حدودنا الشمالية حيث تتصاعد حدة “الاشتباكات” اليومية.. فيما يبدو ان عمان قد استعدت تماما لمرحلة “ما بعد الاسد”.

هي الحرب، اذن، لكن سيناريوهاتها ما تزال تطبخ على نار هادئة، في واشنطن يبدو ان التحضيرات جاهزة للانقضاض على النظام السوري، ترى هل تكون “الاسلحة” الكيماوية هي البوابة والذريعة؟ ربما، لكن هذا يحتاج الى تهيئة على الارض: منطقة عازلة قد نشهد قيامها في الاسابيع الماضية، او انزال عسكري داخل الاراضي السورية، او فتح الحدود لتدفق المزيد من الاسلحة للجيش الحر.

الاردن على ما يبدو خرج من المنطقة “الرمادية” واجتاز حدود “الحياد” فالتصريحات التي سربت تؤكد “استعداد” الجيش لحماية الحدود، والرد على النار بالمثل، وزيارة الجنرال الامريكي تشير الى ان تفاهمات قد جرت لتوحيد المواقف، واجتياز المزيد من اللاجئين يفرض على عمان ان “تعجل” ساعة الحسم.

الحرب، بالطبع، ليست نزهة، وتكاليفها باهضة، ومع اننا نتعاطف مع اخواننا السوريين، ونرفض ما يتعرضون له من “ابادة” ونتحمل اكبر من طاقاتنا وامكانياتنا لمساعدتهم، الا اننا لسنا طرفا في المواجهة، او هكذا يفترض، فالحرب ليست حربنا والضغوط التي نتعرض لها للدخول فيها –كما حصل في حرب العراق بالنسبة لنا- يمكن ان نواجهها، وكل المؤشرات تؤكد ان اقحامنا في هذه الحرب سيخدم “اجندات” اخرى لا علاقة لنا بها ابدا.

سؤال الحرب، اذن يتردد في “عمان” ولكن الاجابة عليه ما تزال مرتبطة بالاجابة على سؤال اهم وهو: ماذا بعد الحرب؟ على صعيد الشق الاول يبدو ان دمشق تريد ان “تصدّر” ازمتها للخارج، وفي اعتباراتها ثمة مسألتان: احداهما تتعلق بما تملكه من دعم روسي وايراني، وما يمكن ان يفضي اليه “التدويل” من خلط للاوراق السياسية والعسكرية وجرّ المنطقة كلها الى حرب شاملة، والمسألة الاخرى تتعلق باستخدام “المواجهة مع أي طرف ضعيف لفرض واقع عسكري جديد يسمح للنظام السوري بالدفاع عن “مشروعية” وجوده، ويفتح أمامه “أبوابا” للهروب من ازمته الداخلية وذرائع لتصدير ما لديه من ادوات “ارهابية” لدول الجوار.

مهما تكن المبررات والسيناريوهات، فان أمامنا فرصة لحساب مواقفنا السياسية ووزنها “بميزان” الذهب، صحيح ان من واجبنا ان نحمي حدودنا وندافع عن بلدنا، وصحيح أن “دعم” اشقائنا في سوريا في صميم قناعاتنا الوطنية، لكن الصحيح ايضاً هو ان هذه الحرب ليست حربنا ابداً، وان الدخول فيها مهما كانت الاغراءات والضغوطات ستكلفنا ثمناُ باهضاً لا نعرف حجمه ولا مداه، وبالتالي فان افضل ما يمكن ان نفعله هو “النأي” بالنفس كما فعل اشقاء آخرون.الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير