فايز الطراونة بين منطقين !
جو 24 : كتب د. حسن البراري - يقول فولتير أن "أول كاهن كان أول محتال قابل أول أحمق." لرئيس الوزراء الاردني الدكتور فايز الطراونة أراء ومواقف لا تنم بتاتا عن رؤية سياسية ثاقبة، وكأن الرجل يعيش في حالة من الاغتراب أو أنه بالفعل معزول عما يدور في المجتمع الاردني، هناك عدد من المشفقين على حالته يصرون على أن الرجل ينفذ ما يصدر اليه من أوامر وتعليمات في حين يصفه آخرون بأنه يتصرف بشكل ينسجم مع فلسفته العامه بالسياسة والادارة العامة، وبالتالي لا نعرف في هذه المعادلة من هو الكاهن المحتال ومن هو الاحمق.
شخصيا لست معجبا بالفكر السياسي (إن كان هناك فكر) لرئيس الحكومة ولا لحكومته التي تتخبط في كل الملفات التي تصدت لها منذ ان هبطت ثقيلة على صدور الاردنيين الذين لم يكن لهم رأي بها، وتعززت هذه القناعة بعد مراقبة الاداء العام للحكومة وللرئيس على وجه التحديد. ويمكن لنا أن نجادل في اغلب تصريحات الرئيس التي لم ينجح في أي منها بتنفيس الاحتقان السياسي الذي بدأ يتحول إلى عنف بحيث سالت دماء في الفترة الأخيرة.
الأردنيون طالبوا باصلاحات تعيد السلطة للشعب ولكنهم اصطدموا بالنخب الحاكمة التي ترتجف أوصالها خوفا من الاصلاح الحقيقي، وتحولت بعض هذه النخب ومن يدافع عنها من المتزلفين والمتسلقين والانتهازيين إلى عبء على البلد وعلى النظام، فهذا تيار لم يستوعب بعد أن الخلاص يتحقق فقط إن تم التوصل إلى توافق حول القضية الأهم وهي الاصلاح السياسي. وبعض التصريحات التي تصدر من الرسميين لا تبعث على الارتياح وتثير الاشمئزاز في كثير من الاحيان. فلا أعرف أي منطق سياسي يدفع رئيس الحكومة القول بأن الذي يقاطع الانتخابات القادمة يقصي نفسه طوعيا، والنتيجة المنطقية لهذا الرأي هو أن من يشارك في الانتخابات سيستفيد! وهذا هراء لأن شيئا من هذا القبيل لن يحدث، فالوطن يستفيد ان نجحت الاصلاحات وشكلت نقطة تحول تؤسس لمستقبل يتوافق على مضامينه الاردنيون.
غير أن منطق المقاطعة والاقصاء يذكرنا بالمنطق الصهيوني في مقاربته لملف اللاجئين. فالرواية الصهيونية الرسمية تفيد ان اللاجئين الفلسطينيين خرجوا من بيوتهم "طوعا" وبالتالي ليس لهم حق العودة. وترفض اسرائيل الرسمية مجرد الحديث عن مسؤوليتها عن التطهير العرقي الذي تحدث عنه المؤرخون الاسرائيليون من امثال ايلان بابيه ولا التهجير القصري الذي كتب عنه المؤرخ الاسرائيلي بني موريس. لكن عندما تسأل الاسرائيليين عن الذين أخرجوا من بيوتهم عنوة، يقولوا لك ان ارجاعهم غير ممكن عمليا لأن اسرائيل هي دولة يهودية وعودتهم تؤثر على القيمة الصهيونية العليا المتثلة بيهودية الدولة! وبالتالي يستوي الذي خرج "طوعا" مع الذي أخرج بقوة السلاح، فالعودة ممنوعة.
منطق رئيس الوزراء قريب من هذا المنطق الصهيوني ، فالذي يقاطع يقوم باقصاء نفسه اما المشاركون فسيتم اقصاؤهم من قبل الدولة في ظل هذا القانون المتخلف لأن الدولة ستسيطر على البرلمان القادم وكأنك يا أبو زيد ما غزيت. الفرق بين المنطقين هو أن الفكرة الصهيونية تعبر عن استراتيجية متأصلة في الفكر الصهيوني الاحلالي ويعاظم من قدرة اسرائيل على تحقيق مصلحتها القومية كما يراها الاسرائيليون في حين أن منطق الطروانة يعبر عن نزق وعناد وحماية لطغمة فاسدة معزولة متعالية على الشعب.
وحتى نقرب المسألة اكثر تذكرني هذه الحالة باحد الاصدقاء الخلص الذي تمت دعوته وزوجته الى حفل قران احدى الزميلات حيث سألته صاحبة الدعوة : هل ستُحضر زوجتك ؟فرد الصديق مازحا "انا رجل ديمقراطي وعصري فلا بد ان اسأل زوجتي ، فاذا رفضت هل اجبرها على القدوم هل اجرها من شعرها لتحضر العرس؟، اما اذا وافقت ؛ فسأرفض انا ، وسأحضر لوحدي " ففي الحالتين لن يحضر الصديق زوجته رغم استشارته لها .. وهذا ينسحب على موقف الطراونة الذي يسأل الناس المشاركة بالانتخابات واذا قرروا المشاركة فان المجلس القادم المنبثق عن قانون الصوت الواحد لن يمثلهم ولن يعكس ارادتهم الحرة . فمشاركتهم بالانتخابات وعدمها سيان ..
وبين المنطقين نستذكر مقولة لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهة عندما قال "رأس الجهل معاداة الناس.”
شخصيا لست معجبا بالفكر السياسي (إن كان هناك فكر) لرئيس الحكومة ولا لحكومته التي تتخبط في كل الملفات التي تصدت لها منذ ان هبطت ثقيلة على صدور الاردنيين الذين لم يكن لهم رأي بها، وتعززت هذه القناعة بعد مراقبة الاداء العام للحكومة وللرئيس على وجه التحديد. ويمكن لنا أن نجادل في اغلب تصريحات الرئيس التي لم ينجح في أي منها بتنفيس الاحتقان السياسي الذي بدأ يتحول إلى عنف بحيث سالت دماء في الفترة الأخيرة.
الأردنيون طالبوا باصلاحات تعيد السلطة للشعب ولكنهم اصطدموا بالنخب الحاكمة التي ترتجف أوصالها خوفا من الاصلاح الحقيقي، وتحولت بعض هذه النخب ومن يدافع عنها من المتزلفين والمتسلقين والانتهازيين إلى عبء على البلد وعلى النظام، فهذا تيار لم يستوعب بعد أن الخلاص يتحقق فقط إن تم التوصل إلى توافق حول القضية الأهم وهي الاصلاح السياسي. وبعض التصريحات التي تصدر من الرسميين لا تبعث على الارتياح وتثير الاشمئزاز في كثير من الاحيان. فلا أعرف أي منطق سياسي يدفع رئيس الحكومة القول بأن الذي يقاطع الانتخابات القادمة يقصي نفسه طوعيا، والنتيجة المنطقية لهذا الرأي هو أن من يشارك في الانتخابات سيستفيد! وهذا هراء لأن شيئا من هذا القبيل لن يحدث، فالوطن يستفيد ان نجحت الاصلاحات وشكلت نقطة تحول تؤسس لمستقبل يتوافق على مضامينه الاردنيون.
غير أن منطق المقاطعة والاقصاء يذكرنا بالمنطق الصهيوني في مقاربته لملف اللاجئين. فالرواية الصهيونية الرسمية تفيد ان اللاجئين الفلسطينيين خرجوا من بيوتهم "طوعا" وبالتالي ليس لهم حق العودة. وترفض اسرائيل الرسمية مجرد الحديث عن مسؤوليتها عن التطهير العرقي الذي تحدث عنه المؤرخون الاسرائيليون من امثال ايلان بابيه ولا التهجير القصري الذي كتب عنه المؤرخ الاسرائيلي بني موريس. لكن عندما تسأل الاسرائيليين عن الذين أخرجوا من بيوتهم عنوة، يقولوا لك ان ارجاعهم غير ممكن عمليا لأن اسرائيل هي دولة يهودية وعودتهم تؤثر على القيمة الصهيونية العليا المتثلة بيهودية الدولة! وبالتالي يستوي الذي خرج "طوعا" مع الذي أخرج بقوة السلاح، فالعودة ممنوعة.
منطق رئيس الوزراء قريب من هذا المنطق الصهيوني ، فالذي يقاطع يقوم باقصاء نفسه اما المشاركون فسيتم اقصاؤهم من قبل الدولة في ظل هذا القانون المتخلف لأن الدولة ستسيطر على البرلمان القادم وكأنك يا أبو زيد ما غزيت. الفرق بين المنطقين هو أن الفكرة الصهيونية تعبر عن استراتيجية متأصلة في الفكر الصهيوني الاحلالي ويعاظم من قدرة اسرائيل على تحقيق مصلحتها القومية كما يراها الاسرائيليون في حين أن منطق الطروانة يعبر عن نزق وعناد وحماية لطغمة فاسدة معزولة متعالية على الشعب.
وحتى نقرب المسألة اكثر تذكرني هذه الحالة باحد الاصدقاء الخلص الذي تمت دعوته وزوجته الى حفل قران احدى الزميلات حيث سألته صاحبة الدعوة : هل ستُحضر زوجتك ؟فرد الصديق مازحا "انا رجل ديمقراطي وعصري فلا بد ان اسأل زوجتي ، فاذا رفضت هل اجبرها على القدوم هل اجرها من شعرها لتحضر العرس؟، اما اذا وافقت ؛ فسأرفض انا ، وسأحضر لوحدي " ففي الحالتين لن يحضر الصديق زوجته رغم استشارته لها .. وهذا ينسحب على موقف الطراونة الذي يسأل الناس المشاركة بالانتخابات واذا قرروا المشاركة فان المجلس القادم المنبثق عن قانون الصوت الواحد لن يمثلهم ولن يعكس ارادتهم الحرة . فمشاركتهم بالانتخابات وعدمها سيان ..
وبين المنطقين نستذكر مقولة لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهة عندما قال "رأس الجهل معاداة الناس.”