قبل مغيب الشمس.. ناصر جودة ينتصر لضحايا الإرهاب منذ عصر هينري الرابع !!

تامر خرمه- "قبل مغيب الشمس"، الفيلم الثاني لثلاثيّة المخرج الأميركي ريتشارد لينكلاتر، ليس مجرّد فيلم رومانسيّ يسحرك برقّته، بل يمكن لما يتضمّنه هذا الفيلم من حوار أن يختصر كثيرا من فلسفة الحياة.

ولكن لنترك تفاصيل هذا لنقّاد السينما، ونتناول جزئيّة بسيطة تلفت الانتباه في إحدى لقطات هذا الفيلم الرائع. تحت الجسر تبدو كنيسة نوتردام بأجمل حالاتها، لتذكّرنا بأحدب فيكتور هوغو، الذي عبّر موته عن وحشيّة الإرهاب الديني في العصور الوسطى.

في ذلك المشهد توافق جولي ديبلي على صعود القارب السياحي مع إيثان هاك، في مشهد رومانسيّ ساحر، يتضمّن حوارا رقيقا مفعما بذكرى ساحرة. بعد ذلك يترجّل العاشقان في محطّة هينري الرابع، فمن هو هينري الرابع يا ترى ؟

هينري الرابع، التي أطلقت باريس اسمه على إحدى المحطّات تيمّنا به، هو ملك فرنسا للفترة الممتدّة بين عاميّ 1589 و1610، ومن أهمّ إنجازاته هو رأب الصدع الذي مزّق فرنسا خلال الحرب الأهليّة، وذلك عبر التوفيق بين الكاثوليك والبروتستانت. هينري النافاري قتل في النهاية على يد راهب، قيل أنّه "مجنون".

كثير من الناس أنهيت حياتهم بجرائم تقترف باسم الدين، ومازالت هذه الجرائم تحصد أرواح الأبرياء حتّى اليوم. كلّ لحظة هنالك ضحيّة لهذا الإرهاب الذي لا ينتهي، فقط ألق بنظرة سريعة غرب نهر الأردن، هناك حيث بات الموت جزءً من حياة  أطفال غزّة اليوميّة. تمعّن جيّدا في الصورة، لتدرك بشاعة هذه الجرائم.

"الحرب على الإرهاب هي أشبه بحرب عالمية ثالثة بشكل أو بآخر، وهي حرب الجميع ضد الإرهاب، لأن الإرهاب يهدّد كلّ الدول وكلّ الأفراد، وهي حربنا كمسلمين بدرجة أولى"، بهذه العبارة وصف وزير الخارجيّة ناصر جودة فداحة الوضع خلال مؤتمر مكافحة التطرّف بواشنطن.. ولكن ؟

هل تشمل الحرب على الإرهاب كافّة الكيانات التي تمارسه ؟ يعني، هل سيوحّد العالم جهوده مثلا لمحاربة ما يدعى بـ "الدولة الاسرائيلية في المشرق" ISIL ؟! أم هل تخضع مكافحة الإرهاب أيضا لنطريّة "الخيار والفقّوس" ؟!

على أيّة حال، قد يكون من المفيد التذكير بأبسط قواعد دوران الأرض، فغياب الشمس عن بلاد اليانكيز، لا يعني إلا أنّها في كبد سماء بلاد المشرق. هنا.. حيث لا يمكن تغطيتها بغربال.