كوكب غير صالح للاقامة
خيري منصور
جو 24 : في ستينيات القرن الماضي كتب شاعر متمرد قصيدة احتجاج على العالم قال فيها : ايها السادة اوقفوا كوكبكم أريد ان أترجل منه، فهو لم يعد صالحا للاقامة . يومئذ لم يكن كوكبنا ملغوما ومشحونا بالشرور كما هو الان، لكن ما من أحد يصرخ بسادة العالم ان يوقفوه كي ينزل منه، لأن الكواكب الاخرى المهجورة قد تكون ارحم منه، لكن ما سمعته قبل أيام من رجل طاعن في التجربة والسن معا، ذكّرني بصيحة الشاعر المتمرد، قال هذا الرجل انه مقتنع تماما ان الارهابيين الذين يمارسون اعدام البشر بوحشية غير مسبوقة قد يكونون من كوكب آخر نجهله، وهبطوا الى هذه الأرض دون ان نلاحظهم .
بالطبع تلك سخرية سوداء ومريرة، وما قاله الكهل الذي لم يرَ طيلة حياته ما يشبه هذه الشرور هو صيحة اخرى توشك ان تكون صدى لصرخة الشاعر المتمرد، وما نشاهده بين دم وآخر وعنق وآخر يستفز خيالنا ليذهب بعيدا في التحليلات والتّأويلات، ومقابل هذا الكهل السّاخر قال عالم نفس اوروبي ان الارهابيين يستخدمون عقاقير لتغييب الوعي عمن يستخدمونهم ادوات شيطانية .
وتحدّث عن نتوء في الدماغ اسمه « المجدلة « حيث يتم التلاعب به وبالخلايا الزواحفية التي تستجيب بقوة الغرائز ببدائية متوحشة، وسيبقى المجال مفتوحا لكل الاجتهادات ما دام الشر قد تجاوز حدود الخيال، وتم استئصال الضمائر كما لو انها زوائد دودية اصابها الالتهاب من بشر ينفذون ما يؤمرون به بلا تردد، تماما كما كان الحشاشون اتباع حسن الصبّاح يفعلون، فقد طلب عرّابهم من احدهم ان يلقي نفسه من فوق جبل فنفّذ الأمر على الفور .
ما يحدث الان له سوابق لكنها اقل مهارة وتقنية لأن الزمن تغيّر . وبقدر ما تطورت فلسفات الإنماء وتدجين اعداء البشر من حيوان وبيئة قاسية تطورت ايضا اساليب القتل وأدوات التعذيب لهذا قيل مرارا ان نظرية العلم من اجل العلم فقط هي نظرية مَنزوعة الاخلاق وتتيح توظيف منجزات العلم لتسميم البشر واعدامهم بوسائل تثير التقزز والغثيان حتى للحيوان الذي يعفّ عن القتل لمجرد التلذذ السادي برؤية الدماء، فهو يقتل إما جوعا او للدفاع عن بقائه .
ان الدهشة التي تصيبنا جميعا في حفلات الدم التنكرية التي يمارسها مُقنّعون لإخفاء ملامحهم لأنها قد تكون غير بشرية مصدرها ما تراكم من المخزون المعرفي والاخلاقي في ذاكرتنا، لأننا لم نكن نتخيّل ان يصل الانتقام الى هذا الحد، ويجري تجريف اناس في الألفية الثالثة من كل ما افرزته الاديان والعقائد والحضارات لألف السنين .
فالانسان ومجمل منجزاته على هذا الكوكب لم يكن ذات يوم في خطر كما هو الان، لأن عدوه أعمى ولا يرى الا من خلال مخالبه وأنيابه وقد تفوق على الضّبع وسمكة القرش معا !!
بالطبع تلك سخرية سوداء ومريرة، وما قاله الكهل الذي لم يرَ طيلة حياته ما يشبه هذه الشرور هو صيحة اخرى توشك ان تكون صدى لصرخة الشاعر المتمرد، وما نشاهده بين دم وآخر وعنق وآخر يستفز خيالنا ليذهب بعيدا في التحليلات والتّأويلات، ومقابل هذا الكهل السّاخر قال عالم نفس اوروبي ان الارهابيين يستخدمون عقاقير لتغييب الوعي عمن يستخدمونهم ادوات شيطانية .
وتحدّث عن نتوء في الدماغ اسمه « المجدلة « حيث يتم التلاعب به وبالخلايا الزواحفية التي تستجيب بقوة الغرائز ببدائية متوحشة، وسيبقى المجال مفتوحا لكل الاجتهادات ما دام الشر قد تجاوز حدود الخيال، وتم استئصال الضمائر كما لو انها زوائد دودية اصابها الالتهاب من بشر ينفذون ما يؤمرون به بلا تردد، تماما كما كان الحشاشون اتباع حسن الصبّاح يفعلون، فقد طلب عرّابهم من احدهم ان يلقي نفسه من فوق جبل فنفّذ الأمر على الفور .
ما يحدث الان له سوابق لكنها اقل مهارة وتقنية لأن الزمن تغيّر . وبقدر ما تطورت فلسفات الإنماء وتدجين اعداء البشر من حيوان وبيئة قاسية تطورت ايضا اساليب القتل وأدوات التعذيب لهذا قيل مرارا ان نظرية العلم من اجل العلم فقط هي نظرية مَنزوعة الاخلاق وتتيح توظيف منجزات العلم لتسميم البشر واعدامهم بوسائل تثير التقزز والغثيان حتى للحيوان الذي يعفّ عن القتل لمجرد التلذذ السادي برؤية الدماء، فهو يقتل إما جوعا او للدفاع عن بقائه .
ان الدهشة التي تصيبنا جميعا في حفلات الدم التنكرية التي يمارسها مُقنّعون لإخفاء ملامحهم لأنها قد تكون غير بشرية مصدرها ما تراكم من المخزون المعرفي والاخلاقي في ذاكرتنا، لأننا لم نكن نتخيّل ان يصل الانتقام الى هذا الحد، ويجري تجريف اناس في الألفية الثالثة من كل ما افرزته الاديان والعقائد والحضارات لألف السنين .
فالانسان ومجمل منجزاته على هذا الكوكب لم يكن ذات يوم في خطر كما هو الان، لأن عدوه أعمى ولا يرى الا من خلال مخالبه وأنيابه وقد تفوق على الضّبع وسمكة القرش معا !!