ذاكرة السمك!!
خيري منصور
جو 24 : يُقال ان ذاكرة السمك عمرها اقل من ربع دقيقة، لهذا يبتلع الطعم ويكرر الاخطاء ذاتها، وهناك من البشر من يشبهون السمك ليس بسبب الاصابة بالزهايمر بل لأنهم يكررون الاخطاء ولا يتعظون بتجاربهم، ويلدغون من الجُحر ذاته الف مرة .
وما عاناه العرب المعاصرون خلال اكثر من سبعين عاما من الخديعة السياسية وتكرار الشعارات المفرغة من المحتوى والوعود العرقوبية كان كافيا لتلقيحهم وتحصينهم ضد تكرار اللدغ والخديعة، فهناك اكثر من عشرين انقلابا عسكريا كانت بياناتها الاولى وعدا بتحرير فلسطين والوحدة العربية والتحرر من التبعية، لكن ما حدث هو انها كانت تمتطي الموجات كي تصل الى هدفها ثم تقلب ظهر المجن لمن صفقوا لها وصدقوها، وسرعان ما يشبه شهاب الدين اخاه، واحيانا يتفوق عليه، لهذا يتراكم في الواقع العربي اي شيء، وكانت العودة الى الصفر واول السطر قدر امة تراوح مكانها على طريقة محلك سر .
وهناك مقولة للفيلسوف سانتيانا عن الذين يكررون الاخطاء ولا يستفيدون من تجاربهم تختصر المسألة كلها، يقول ان هؤلاء ضحايا التاريخ، وهم مهددون بالطرد منه الى العدم، بعكس من يحولون الضارة الى نافعة ورافعة بفضل الادراك، والقدرة على تجنب المواقف التي ادت الى الهلاك، ولو اخذنا مثالا الفترة الاستعمارية وما امتصه الاستعمار من هذه الشعوب حتى النخاع لوجد ان ذاكرة السمك حرمتها من تحصين نفسها ضد تكرار الخديعة، فما تغير الان هو الاسماء، ولقب المندوب السامي والخطاب المراوغ الذي يسمي التابع حليفا او شريكا، وكأن الشراكة ممكنة بين القط والفأر او الذئب والحمل! انها ذاكرة السمك التي تجعل الضحية تعود لابتلاع الطعم ذاته عدة مرات!!!
وما عاناه العرب المعاصرون خلال اكثر من سبعين عاما من الخديعة السياسية وتكرار الشعارات المفرغة من المحتوى والوعود العرقوبية كان كافيا لتلقيحهم وتحصينهم ضد تكرار اللدغ والخديعة، فهناك اكثر من عشرين انقلابا عسكريا كانت بياناتها الاولى وعدا بتحرير فلسطين والوحدة العربية والتحرر من التبعية، لكن ما حدث هو انها كانت تمتطي الموجات كي تصل الى هدفها ثم تقلب ظهر المجن لمن صفقوا لها وصدقوها، وسرعان ما يشبه شهاب الدين اخاه، واحيانا يتفوق عليه، لهذا يتراكم في الواقع العربي اي شيء، وكانت العودة الى الصفر واول السطر قدر امة تراوح مكانها على طريقة محلك سر .
وهناك مقولة للفيلسوف سانتيانا عن الذين يكررون الاخطاء ولا يستفيدون من تجاربهم تختصر المسألة كلها، يقول ان هؤلاء ضحايا التاريخ، وهم مهددون بالطرد منه الى العدم، بعكس من يحولون الضارة الى نافعة ورافعة بفضل الادراك، والقدرة على تجنب المواقف التي ادت الى الهلاك، ولو اخذنا مثالا الفترة الاستعمارية وما امتصه الاستعمار من هذه الشعوب حتى النخاع لوجد ان ذاكرة السمك حرمتها من تحصين نفسها ضد تكرار الخديعة، فما تغير الان هو الاسماء، ولقب المندوب السامي والخطاب المراوغ الذي يسمي التابع حليفا او شريكا، وكأن الشراكة ممكنة بين القط والفأر او الذئب والحمل! انها ذاكرة السمك التي تجعل الضحية تعود لابتلاع الطعم ذاته عدة مرات!!!
الدستور