هكذا ينعقون !!
ما نعق به ليبرمان ولم يكن تغريدا على الاطلاق حول ابعاد حنين زعبي من وطنها عقابا لها على تشبثها بجمرة هويتها وانسانيتها، يصلح عيّنة من ثقافة عمياء ومن ايديولوجيا صمّاء، فالمعادلة مقلوبة، والمستوطن يطالب المواطن بالرحيل، وهنا نتذكر المثل العربي المشحون بالمرارة وهو فوق حقّه دقّه، والمحتل هو المريب الذي لا يُفارقه الاحساس بأنه طارئ، لهذا فان الحاجة هو تعويض عن شيء مفقود جذريا.
وسواء كانت حنين زعبي نائبا في الكنيست او مجرد مواطنة فلسطينية تعيش على ارضها، فإن هذا التهديد بابعادها يختصر سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات، وحين يصل الهلع بوزير حرب يمتلك ترسانة نووية من امرأة فلسطينية فذلك بحدّ ذاته يفتضح كوميديا الاحتلال السوداء، ولو احتكم ليبرمان الى التاريخ ناهيك عن الجغرافيا وحاول البحث عن جذر له في تلك الارض لما وجده على الاطلاق.. لهذا فهو كسائر السلالة مصاب بفوبيا يعبر عنها بين نعيق وآخر على نحو معكوس والدولة المستولدة بأنبوب كولونيالي حين تعلن الحرب على طفلة فلسطينية فهي لا تفاجئنا حين يعلن وزير حربها الترانسفير على مواطنة فلسطينية جينات ضفيرتها هي جينات سنابل القمح في مسقط رأسها.
ويتناسى ليبرمان في نعيقه ان اجداد حنين وجيلها لم يهددوا اجداده بالترحيل حين لاذوا بهم من الحرائق، ورحم الله ابا الطيب الذي سبقنا بقرون حين تحدث عن تمرد اللئيم على فضائل الكريم!
انها غطرسة تبعث على الغثيان، فالسيل من دم وقد تجاوز الزّبى كلها !!!