في غياب الشفافية !!
خيري منصور
جو 24 : من يتحدثون عن جدوى الشفافية فقط كمن يقول شبه جملة مفيدة، لها مبتدأ لكنه بلا خبر، وقد يكون الأهم في هذا السياق هو الوجه الآخر للمسألة، اي ما يترتب على غياب الشفافية وحجب المعلومات، وهو بالضرورة اللجوء الى الاستنتاجات والبحث عن الحيثيات والقرائن، ولأن هذه قضية نسبية فإن مجال الاختلاف فيها كبير، لأنه مشروط بمنسوب الوعي والخبرة، ومهما بلغ الاستنتاج من المهارة فإنه لا يُعوّض غياب المعلومة لأنه عرضة للاسقاط النفسي والايديولوجي وفيه مجال رحب وحيوي للخيال السياسي الذي يذهب بعيدا ويحلّق عاليا في بعض الاحيان، مما يهدده بالانفصال عن جاذبية الواقع .
وعصرنا الذي تتردد فيه كلمة الشفافية بشكل مضجر خصوصا وان هذه الكلمة تستخدم بمعناها المباشر، وتقترن بموروث جنسوي لدى شعوب عانت من فائض الكبت بمختلف محاصيله، فإن الأذى الذي يترتب على غيابها او بمعنى ادق تغييبها لا يدركه الا من جربوا الاقصاء عن قرارات منها ما يخص مصائرهم الوطنية والشخصية، وقد كتب واحد من أبرز مثقفي وروائيي عصرنا هو ميلان كونديرا مقالة بالغة الاهمية والثراء في دلالاتها بعنوان « كثافة الدولة وشفافية الفرد « ، فبقدر ما تتوغل الدول في الغموض وتحاط بالاسوار يطالب الفرد بالتعري واحيانا يتعرض لأشعة x كي يكتشف ما في احشائه، خصوصا بعد ان اوشك ان يكون لكل مواطن كاميرا تراقبه، فعدد الكاميرات في لندن وواشنطن لم يتوقعه حتى صاحب 1984 جورج اورويل الذي جعل ممن اطلق عليه اسم الاخ الاكبر كابوسا يتسلل الى غرف النوم والحمامات !
الاستنتاج رياضة منطقية تبدأ بالهواية وتنتهي الى الاحتراف وأخطر ما في ذلك هو القياس، بحيث يسترشد من يقوم بهذه العملية باحداث سابقة مماثلة، رغم ان السياسة بمعناها الحديث نشاط مضاد للقياس لانها تعتمد المفاجآت احيانا، فيأتي من الشرق ما كان متوقعا قدومه من الغرب او الشمال .
والاضطراب الذي يحدثه غياب الشفافية في مجتمعات تعاني من التوتر يعمق خطوط الاختلاف ويحفر حدودا بالفأس كانت من قبل مرسومة بالطباشير او قلم الرصاص !
ان الافراط في الثرثرة عن اي شيء هو الدليل على غيابه، فمن يتحدثون طيلة الوقت عن الديموقراطية هم الذين لا يمارسونها لهذا تتحول المصطلحات الى أيقونات او حجارة كريمة، الشفافية ليست كما يتصور البعض مجرد تصريحات موسمية او تعليقات باردة على احداث ساخنة، انها مفتاح الشراكة وأحد اهم اقانيم المواطنة !!
وعصرنا الذي تتردد فيه كلمة الشفافية بشكل مضجر خصوصا وان هذه الكلمة تستخدم بمعناها المباشر، وتقترن بموروث جنسوي لدى شعوب عانت من فائض الكبت بمختلف محاصيله، فإن الأذى الذي يترتب على غيابها او بمعنى ادق تغييبها لا يدركه الا من جربوا الاقصاء عن قرارات منها ما يخص مصائرهم الوطنية والشخصية، وقد كتب واحد من أبرز مثقفي وروائيي عصرنا هو ميلان كونديرا مقالة بالغة الاهمية والثراء في دلالاتها بعنوان « كثافة الدولة وشفافية الفرد « ، فبقدر ما تتوغل الدول في الغموض وتحاط بالاسوار يطالب الفرد بالتعري واحيانا يتعرض لأشعة x كي يكتشف ما في احشائه، خصوصا بعد ان اوشك ان يكون لكل مواطن كاميرا تراقبه، فعدد الكاميرات في لندن وواشنطن لم يتوقعه حتى صاحب 1984 جورج اورويل الذي جعل ممن اطلق عليه اسم الاخ الاكبر كابوسا يتسلل الى غرف النوم والحمامات !
الاستنتاج رياضة منطقية تبدأ بالهواية وتنتهي الى الاحتراف وأخطر ما في ذلك هو القياس، بحيث يسترشد من يقوم بهذه العملية باحداث سابقة مماثلة، رغم ان السياسة بمعناها الحديث نشاط مضاد للقياس لانها تعتمد المفاجآت احيانا، فيأتي من الشرق ما كان متوقعا قدومه من الغرب او الشمال .
والاضطراب الذي يحدثه غياب الشفافية في مجتمعات تعاني من التوتر يعمق خطوط الاختلاف ويحفر حدودا بالفأس كانت من قبل مرسومة بالطباشير او قلم الرصاص !
ان الافراط في الثرثرة عن اي شيء هو الدليل على غيابه، فمن يتحدثون طيلة الوقت عن الديموقراطية هم الذين لا يمارسونها لهذا تتحول المصطلحات الى أيقونات او حجارة كريمة، الشفافية ليست كما يتصور البعض مجرد تصريحات موسمية او تعليقات باردة على احداث ساخنة، انها مفتاح الشراكة وأحد اهم اقانيم المواطنة !!