كيف حال العرب؟
أحمد حسن الزعبي
- تشرب شي استاذ؟..
- قهوة بدون سكر..
بخوف وريبة جلس وحيداً يفكر بما حدث له خلال نصف قرن من الغياب ، وكلما دخل المقهى زبون او صاحب حاجة كان يواري يديه المتسختين بالتراب وأظافره السوداء الطويلة ،هناك من خلف طاولته العتيقة المرتفعة ، كان يراقبه صاحب المقهى ، قام عن كرسيه اقترب منه..أستأذنه بالجلوس فأذن له الميت الحي بالجلوس..
- صاحب المقهى: لا تآخذني من أول ما دخلت القهوة وانا بسأل حالي وين شايفك؟..
- الميت الحي: أنا؟؟..أنا محمد فخري البارودي..
- صاحب المقهي: يا سلام على اسم الشاعر العظيم..الله يرحمك يا بارودي!.
- محمد فخري البارودي: انا هو .. صاحب قصيدة «بلاد العرب أوطاني»!.
- صاحب المقهي ضاحكاً: دمك خفيف مثله سبحان الله.
- البارودي: قسماً بالله انا هو بشحمه ولحمه!.
- صاحب المقهى: عموه..هداك الرجال مات بالستينات يعني قبل 50سنة..
- البارودي: قسما بالله انا هو..والآن طلعت من القبر ..وقلت آجي اشرب فنجان قهوة بـ»الوحدة العربية»..
- صاحب المقهى يقوم عن كرسيه ممتعضا وينادي على صبي المقهى: جيب قهوة هون يا ولد...ثم يتمتم (فكرناه عاقل)..
- محمد فخري البارودي: يا اخي اعتبرني مجنوناً...واجلس!.
- جلس صاحب المقهى من جديد: أمر ايش بتريد؟
- محمد فخري البارودي :ما رح آخذ من وقتك ..بس خبّرني كيف حال العرب؟..
- صاحب المقهي: زفت!..
- البارودي: ليش شو صار بالخمسين سنة التي غبتهم ؟؟
- صاحب المقهي: احكي شو ما صار..فلسطين سلامتك..العراق انقسام واقتتال..سوريا انقسام واقتتال ..اليمن انقسام واقتتال....ليبيا انقسام واقتتال... السودان انقسام بدون اقتتال..مصر اقتتال بدون الانقسام...والبقية تأتي...!.
- الباردوي: آآخ يا وطني...معك ورقة وقلم؟
- صاحب المقهى مناديا: هات ورقة وقلم يا ولد...ثم همس للبارودي مستهزئاً: شو بدك تكتب أستاذ؟..
- البارودي: بدي صلّح خطأ مطبعياً عمره 70 سنة ويمكن اكثر ..تناول القلم وفتح جرح الحاء وقال بمرارة هيك قصيدتي ازبط : «بلاد الحُرب أوطاني»...ثم ترك فنجان قهوته وغادر..!
الراي