لا تَتركوا النيل وحيداً !!
خيري منصور
جو 24 :
كان نهر الأردن ندّاهة القمة العربية الأولى، لأن حرب المياه ليست كما يتصور البعض من الحروب القادمة، فهي قائمة، ومنذ عدة عقود ومن يتذكر ما كتبه بن غوريون عن الليطاني يدرك ذلك جيدا، وان لم يدركه فالحملات العسكرية التي استهدفت لبنان تفرض عليه هذا الإدراك، واذا كانت الدولة العبرية كما يقال بلا حدود حتى في دستورها فهي كما يقول شعار صهيوني مبكر تمتد من الماء الى الماء، ومن نهر يعبر الشام الى العراق الى نهر يعبر مصر الى السودان واذكر أنني سمعت من عالم متخصص في شجون الماء رحل قبل عامين هو العالم رشدي سعيد الجاف، وتلك مفارقة في اسمه الذي ينتهي بالجاف رغم ان النيل يفيض في ثيابه لشدة عشقه له ولمعرفته بأدق أسراره منذ عرائسه اللاتي يردد النهر الخالد حفيفهن حتى ما يهدده الآن من سدود .
والقمة العربية القادمة، تستحق ممن يشاركون فيها استذكار القمة الأولى، فالنيل الآن يجري ويتلفت وراءه والتسعون مليون الذين يعيشون على سبعة بالمئة من مساحة مصر حوله وعلى ضفافه وحيث يصل ماؤه مهددون لأنهم حفظوا قبل سواهم مقوله «هيرودوتس» الشهيرة وهي مصر هبة النيل، إذ بدونه تنعدم الحياة وتسميته شريانا ليست مجازا او استعارة، لأنه بالفعل كذلك، هذا إذا لم يكن القلب ذاته !
ما قرأته وسمعته عن سد النهضة الاثيوبي به الكثير من التناقضات وهي تراوح بين التهوين والتهويل وبين الاستخفاف و قرع الأجراس التي لا حجة لمن لا يسمع رنينها حتى لو كان أطرش !
الماء العربي كاليابسة العربية بصحاريها وهضابها وسهولها هو في الصميم من الأمن القومي، وقد يأتي يوم يصبح فيه الماء أغلى من الدم، لأن العرب إذا عادوا الى التيمم بالرمل في وضوئهم، ولم يجدوا ما يغسلون به موتاهم وهاجروا من الظمأ هذه المرة ستكون النهاية قد كُتبت بخط أسود عريض على الافق !
من حق النيل على العرب الذين طالما شربوا منه واغتسلوا وتوضأوا بمائه، ان يطالبهم بأن يكون من اولويات أية قمة، واية ندوة في النطاق القومي تتمحور حول الأمن القومي .
النيل نجاشي، كما تقول أغنية لعبد الوهاب، والنجاشي كما نعرف هو اسم من كان يحكم الحبشة عندما هاجر اليها اوائل المسلمين فلا تَدَعوه وحيدا لأنكم لو فعلتم فإن « النيلة « ستشملكم جميعا من الماء الى الماء !
الدستور
كان نهر الأردن ندّاهة القمة العربية الأولى، لأن حرب المياه ليست كما يتصور البعض من الحروب القادمة، فهي قائمة، ومنذ عدة عقود ومن يتذكر ما كتبه بن غوريون عن الليطاني يدرك ذلك جيدا، وان لم يدركه فالحملات العسكرية التي استهدفت لبنان تفرض عليه هذا الإدراك، واذا كانت الدولة العبرية كما يقال بلا حدود حتى في دستورها فهي كما يقول شعار صهيوني مبكر تمتد من الماء الى الماء، ومن نهر يعبر الشام الى العراق الى نهر يعبر مصر الى السودان واذكر أنني سمعت من عالم متخصص في شجون الماء رحل قبل عامين هو العالم رشدي سعيد الجاف، وتلك مفارقة في اسمه الذي ينتهي بالجاف رغم ان النيل يفيض في ثيابه لشدة عشقه له ولمعرفته بأدق أسراره منذ عرائسه اللاتي يردد النهر الخالد حفيفهن حتى ما يهدده الآن من سدود .
والقمة العربية القادمة، تستحق ممن يشاركون فيها استذكار القمة الأولى، فالنيل الآن يجري ويتلفت وراءه والتسعون مليون الذين يعيشون على سبعة بالمئة من مساحة مصر حوله وعلى ضفافه وحيث يصل ماؤه مهددون لأنهم حفظوا قبل سواهم مقوله «هيرودوتس» الشهيرة وهي مصر هبة النيل، إذ بدونه تنعدم الحياة وتسميته شريانا ليست مجازا او استعارة، لأنه بالفعل كذلك، هذا إذا لم يكن القلب ذاته !
ما قرأته وسمعته عن سد النهضة الاثيوبي به الكثير من التناقضات وهي تراوح بين التهوين والتهويل وبين الاستخفاف و قرع الأجراس التي لا حجة لمن لا يسمع رنينها حتى لو كان أطرش !
الماء العربي كاليابسة العربية بصحاريها وهضابها وسهولها هو في الصميم من الأمن القومي، وقد يأتي يوم يصبح فيه الماء أغلى من الدم، لأن العرب إذا عادوا الى التيمم بالرمل في وضوئهم، ولم يجدوا ما يغسلون به موتاهم وهاجروا من الظمأ هذه المرة ستكون النهاية قد كُتبت بخط أسود عريض على الافق !
من حق النيل على العرب الذين طالما شربوا منه واغتسلوا وتوضأوا بمائه، ان يطالبهم بأن يكون من اولويات أية قمة، واية ندوة في النطاق القومي تتمحور حول الأمن القومي .
النيل نجاشي، كما تقول أغنية لعبد الوهاب، والنجاشي كما نعرف هو اسم من كان يحكم الحبشة عندما هاجر اليها اوائل المسلمين فلا تَدَعوه وحيدا لأنكم لو فعلتم فإن « النيلة « ستشملكم جميعا من الماء الى الماء !
الدستور