jo24_banner
jo24_banner

نقّل خطابك

أحمد حسن الزعبي
جو 24 : الزواج الثاني بعد فترة «ترمّل» قصيرة ، بقدر ما يعتبر نقلة نوعية في حياة «الختيار»، بقدر ما يحمل في طياته أخطاء كارثية أيضا.
مثلاً يصرّ الحجي في كل لقاء مع رفاقه او أقاربه ان يشيد بـ»بنت الحلال» الجديدة..كما يحاول دائماً ان يقنع أولاده المتزوجين ان الزوجة الجديدة تحبّهم وتسأل عنهم وتدعوهم للزيارة في أي وقت ، حتى وان لم تفعل او تبادر الى ذلك في الواقع ..فهو فقط يحاول ان يدفع المركب «السائر» بما بقي لديه من قوة ورباط الخيل...
وتكمن الأخطاء الكارثية ، عندما تقف عِشرة العمر التي امتدّت أكثر من 60 عاماً حائلاً أمام الغاء اسم المرحومة «فضية» من «منيو» كلام الحجي واستبدالها فجأة بــالعروس «غضية» خلال ثلاثين يوماً فقط...فيحدث ان ينادي العروس باسم المرحومة أو يترحم على روح العروس بدلاً من الراحلة خطأ وارتباكاً...فمثلاً اذا بادرته «الجديدة» في صباح يوم الجمعة بــ»قرص عجّة» ورغيف خبز طابون فإنه يقول تحت تأثير الفرح: «الله يسلم اديتش يا فضية على هالخبزات»..فتنظر اليه الأخيرة بغضب مبرر، فما يكون منه الا ان يتراجع بسرعة عن كلامه ويقول «ليش هذيك كانت تعرف تخبز»...وكلما شاهد مسلسلا بدويا يتحدث المشهد الدرامي فيه عن ترمّل الشيخ وجلوسه وحيداً في «بيت الشَّعر» فإنه يقول بصوت مسموع: الله يرحمك يا غضية...فجأة ودون سابق انذار تتغير المحطة الى «سبيس تون» وهلم جرا...المهم يبقى صاحبنا على هذه الحالة «يعكّ ويعتذر»..»يعك ويعتذر» حتى يأخذ الله أمانته.
**
لا نستطيع ان نلوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري عندما زلّ لسانه على هامش المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ أول من أمس قائلاً: «لا بد أن نسعى جميعا لأجل مستقبل إسرائيل». بدلاً من ان يقول: «لا بد ان نسعى جميعاً لأجل مستقبل مصر»...فهذه الخربطة لا تخرج عن خربطة الختيار بين «فضيّة» و»غضية».

هم ببساطة «لا يحبوننا» هم فقط يحاولون مجاملتنا و مسايرتنا من باب المصلحة وما تقتضيه متطلبات المرحلة لا أكثر، وعلينا الا نتوقّع ان عشرة العمر بين امريكا و»الكيان» التي تعود لأكثر من «67» سنة ان تلغي اسم «اسرائيل» فجأة من «منيو» كلام ودعم امريكا، واستبدالها بين يوم وليلة بمصر او الأردن او فلسطين ..

وعليه نقول للختيار كيري ..ما قاله ابو تمام مع بعض التصرّف:
نقل خطابك حيث شئت يا كيري **
ما الدعم إلا للحليف الأول
كم دولة في الأرض زرتها مجاملاً *
وحنــــينك أبدا للغاصب الأنذل...

الرأي
تابعو الأردن 24 على google news