jo24_banner
jo24_banner

موائد البطر

أحمد حسن الزعبي
جو 24 : حتى مساء امس، حصيلة ما تلقيته من دعوات إفطار جماعية كانت 12 دعوة مختلفة المصدر من قبل مؤسسات كبرى، وجهات إعلامية وشخصيات عامة وفنادق، اعتذرت عنها جميعاً بدون استثناء لسببين رئيسيين :
أولاً: أنا رجل لا أجيد المضغ ولا استمرئ لقمتي الا في بيتي وبين افراد عائلتي حيث ارتدي في «العريشة» اكثر الثياب فضفضة واشدها «مخايلة» فأثخن ثوب لديّ سماكته «واحد ابسون».. وبهذا «الشيفون» الشرعي، امارس أقصى طقوس الحرية في الجلوس و»التمغّط» و»فك الرقاب» و»مصممة العظام» وغيرها من تصرفات بدائية مفرطة بعيداً عن كل ضروب الاتيكيت او الرسمية .. طبعاً هذا عطفاً على ان شعاري الخالد في رمضان: (.. لا بحب أعزم ولا أنعزم).
اما السبب الثاني للاعتذار : انه لا يمكنني ان أشارك في بطر وتبذير وبذخ لا مبرر له ، بينما الدولة كلها تعاني ظروفاً اقتصادية صعبة، ونصف سكانها يعيشون تحت خط الفقر وخمس «سكان الخط» يقتاتون على بقايا الحاويات وفضلات المطاعم و «نفايات» الميسورين..
بأي شهية وأي نفس..سأتنقل بين إطباق البوفيه، بين البحري والانتركونتننتال والمشاوي والخراف «المكتّفة» والأرز الملون، وأنا على علم ويقين تامين أن هناك العشرات ينتظرون مغادرتنا على احرّ من «الفقر» لينبشوا ما تبقى من وراء شراهتنا وفائض «تخمتنا»...
***
تخيلوا وأنا إعلامي «كسول»..ورجل غير مرغوب به من قبل معظم الشخصيات السياسية والوجاهية والمتنفّذة...تلقيت 12 دعوة إفطار جماعي...كيف لو كنت إعلاميا «نشيطاً» ومرغوبا بي ومدللا ومقرّبا من قبل معظم «الشخّ..صيات» سابقة الذكر، كم دعوة سأتلقى في رمضان؟؟؟..
تعالوا نحسبها: 12 دعوة في 25 دينارا (تكلفة الافطار المتوسط) = 300 دينار هو حصيلة الاعتذار عن الدعوات الموجهة اليّ... تخيلوا لو دعي معي 400 شخص في كل افطار ..فإن تكلفة طعامنا وشرابنا لل12 دعوة... سيساوي ( 120) الف دينار..مائة وعشرون الف دينار هذا المبلغ المرمي جله قرب حاويات الزبالة... كم أسرة سيستر؟؟ ..وكم أرملة سيفرح؟ وكم طالب جامعي سيدرّس؟؟؟...
فقط، تابعوا واقرأوا في الصحف والمواقع كم مائدة إفطار أقيمت على حساب غلابى هذا البلد؟؟..ثم احسبوا وحدكم.."الراي"
تابعو الأردن 24 على google news