سنّ الرشد الوطني !
خيري منصور
جو 24 : الاسماء التي ترد في نشرات الاخبار سواء كانت لمدن او آثار او معالم ومتاحف، سرعان ما تنزلق من الأذن ولا تمكث في الذاكرة، وذلك لسببين اولهما تسارع الأحداث بحيث يتعذّر ضبط الخطوات على ايقاعها المحموم وثانيهما الجهل بهذه الاسماء، لأن بعضها يسمع للمرة الاولى، والفضل في ذلك للحروب خصوصا تلك التي يقودها الناتو كما حدث في ليبيا، فهناك اسماء أمكنة سمع بها العرب لأول مرة لحظة قصفها .
متحف باردو التونسي ومدينة الحضر العراقية وملويات سامراء، والمسلات المصرية التي تنتصب واحدة منها في باريس هذه اسماء تأتي بلا تفاصيل ولو عرف الناس ما الذي تحويه مدينة الحضر العراقية ومتحف الموصل لتوقفوا طويلا وتضاعف حزنهم على ما لحق بها، ففي باردو التونسي اكبر واقدم مساحة من الفسيفساء في العالم وفيه اعلنت الجمهورية التونسية، وكان يطلق عليه اسم العلوي او الباي علي . ولولا سارع المصريون الى افتداء المتحف المسمى الانتكخانة باجسادهم لتبعثرت المومياوات وتحولت الى هباء وكذلك مقتنيات رمسيس وكليوباترا ونفرتيتي وحتشبسوت، لكن الله قدّر ولطف حين وقف المخرج خالد يوسف يصرخ لاهثا أمام الكاميرات يناشد الناس باستغاثة يقطر منها الدمع كي يسارعوا الى حماية ما ائتمنهم عليه الاسلاف سبعة الاف عام !
ومنذ فقد العرب قرارهم وفشلت جامعتهم في تعريب قضاياها فتولاها التدويل خسروا ما يعجز أذكى الحواسيب عن احصائه، ليس من آثارهم واطلال الحضارات التي سادت ثم بادت في بلدانهم فقط، بل من الدماء ايضا والتي لو وجدت المصبّ لحررت قارة وليس بلدا صغيرا اسمه فلسطين .
ان آلة التدمير لا تكتفي الان بالحاضر بل تتمدد باتجاهين، الماضي لتمحو ما مَهَر به الاسلاف آثارهم من بصمات والمستقبل ايضا، لهذا فما يحدث الان تحت مختلف الذرائع الملفقة هو انتحار مزدوج . تصوروا ان اعداءنا وغزاة بلادنا هم الذين يتولون الان تثقيفنا بتضاريس اوطاننا واسماء قرانا ومتاحفنا وأهم المعالم الحضارية التي نجهلها !
يروي الراحل جبرا ابراهيم جبرا الذي عاش ومات في العراق انه كان يرى في شبابه خبراء آثار يجرّون تماثيل عبر الماء، وثمة فلاحون يراقبونهم ويسخرون منهم ! ومن يدري لعلّ مخطوطا عمره الف عام يلقى حتفه في حاوية قمامة في بلد ما او تستخدم لوحة قد يبلغ ثمنها عشرين مليون يورو لتناول الطعام الذي يقطر منه الزيت !
هل يكفي كل ما مرّ حتى الآن لايقاظ اهل الكهف ؟ ولكي يبلغ هذا العربي المحاصر من الجهات الخمس رشده الوطني ويتدارك ما تبقى ؟
سؤال راودني وانا اقرأ عن مُقتنيات متاحف زرت بعضها ولم يخطر ببالي انها ستتحول الى اسطبلات لثيران وفيلة دخلت الى متحف خزف !
متحف باردو التونسي ومدينة الحضر العراقية وملويات سامراء، والمسلات المصرية التي تنتصب واحدة منها في باريس هذه اسماء تأتي بلا تفاصيل ولو عرف الناس ما الذي تحويه مدينة الحضر العراقية ومتحف الموصل لتوقفوا طويلا وتضاعف حزنهم على ما لحق بها، ففي باردو التونسي اكبر واقدم مساحة من الفسيفساء في العالم وفيه اعلنت الجمهورية التونسية، وكان يطلق عليه اسم العلوي او الباي علي . ولولا سارع المصريون الى افتداء المتحف المسمى الانتكخانة باجسادهم لتبعثرت المومياوات وتحولت الى هباء وكذلك مقتنيات رمسيس وكليوباترا ونفرتيتي وحتشبسوت، لكن الله قدّر ولطف حين وقف المخرج خالد يوسف يصرخ لاهثا أمام الكاميرات يناشد الناس باستغاثة يقطر منها الدمع كي يسارعوا الى حماية ما ائتمنهم عليه الاسلاف سبعة الاف عام !
ومنذ فقد العرب قرارهم وفشلت جامعتهم في تعريب قضاياها فتولاها التدويل خسروا ما يعجز أذكى الحواسيب عن احصائه، ليس من آثارهم واطلال الحضارات التي سادت ثم بادت في بلدانهم فقط، بل من الدماء ايضا والتي لو وجدت المصبّ لحررت قارة وليس بلدا صغيرا اسمه فلسطين .
ان آلة التدمير لا تكتفي الان بالحاضر بل تتمدد باتجاهين، الماضي لتمحو ما مَهَر به الاسلاف آثارهم من بصمات والمستقبل ايضا، لهذا فما يحدث الان تحت مختلف الذرائع الملفقة هو انتحار مزدوج . تصوروا ان اعداءنا وغزاة بلادنا هم الذين يتولون الان تثقيفنا بتضاريس اوطاننا واسماء قرانا ومتاحفنا وأهم المعالم الحضارية التي نجهلها !
يروي الراحل جبرا ابراهيم جبرا الذي عاش ومات في العراق انه كان يرى في شبابه خبراء آثار يجرّون تماثيل عبر الماء، وثمة فلاحون يراقبونهم ويسخرون منهم ! ومن يدري لعلّ مخطوطا عمره الف عام يلقى حتفه في حاوية قمامة في بلد ما او تستخدم لوحة قد يبلغ ثمنها عشرين مليون يورو لتناول الطعام الذي يقطر منه الزيت !
هل يكفي كل ما مرّ حتى الآن لايقاظ اهل الكهف ؟ ولكي يبلغ هذا العربي المحاصر من الجهات الخمس رشده الوطني ويتدارك ما تبقى ؟
سؤال راودني وانا اقرأ عن مُقتنيات متاحف زرت بعضها ولم يخطر ببالي انها ستتحول الى اسطبلات لثيران وفيلة دخلت الى متحف خزف !