jo24_banner
jo24_banner

في غياب "جردة الحساب".. النسور باق ويتمدّد

في غياب جردة الحساب.. النسور باق ويتمدّد
جو 24 : تامر خرمه- الإشاعات التي تنطلق بين الحين والآخر، حول قرب رحيل حكومة د. عبدالله النسور، لا يرفّ لها جفن الرجل المتربّع على صدر الدوّار الرابع بأمان من دخل بيت أبو سفيان. النسور يتمتّع بأقصى درجات الرضا، سواء من المرجعيّات العليا أو من المؤسّسات الماليّة الدوليّة.

الرئيس "أقوى" من كافّة الطامحين المنافسين، فهو ماض في قراراته إلى ما بعد النهاية، ويفعل كلّ ما يحلو له، دون أن يواجهه أيّ كان بجردة حساب، تقيّم أداء حكومته خلال عمرها المديد، فهو باق ويتمدّد على ما يبدو.

وبما أن "العمّ سام" سعيد لتطرّف النسور في تطبيق املاءات صندوق النقد والبنك الدوليين، وبالاستمرار في انتزاع حلول الحكومة السحريّة من جيوب الغلابى، لا يمكن لأي متربّص يطمح بمنصب الرجل أن ينازعه الكرسيّ. هذا ما يفسّر رباطة جأش صاحبنا، الذي يقرّر ما يشاء في الوقت الذي يستهويه، ويمنح الأعطيات، ويحرم كلّ من لا يروق له من تعييناته الحاتميّة.

أمّا تلك الإشاعات التي تقتحم الإعلام بين الفينة والأخرى، فيطلقها بعض المتنافسين على مائدة السلطة التنفيذيّة، دون الاستناد إلى أيّة معلومة أو توّجهات لدى صانع القرار. كلّ ما في الأمر أن البعض يستميت في تلميع نفسه، علّه يرتدي عباءة الرئاسة ذات يوم.

طريف كيف يتنافس المتنافسون على ارتداء "الميك أب" وتلطيخ حضورهم بكثير من "البوليش"، لتصوير أنفسهم على أنّهم الجهابذة الأعظم، أصحاب الحضور الاجتماعي- السياسيّ، الراسخ رغم تبدّل توازنات القوى.

بعضهم من يحاول تسويق ذاته على أنّه صاحب النفوذ والحضور الصلب محليّاً، وأن له قاعدة اجتماعيّة تمتدّ إلى ما لا تدركه عين زرقاء اليمامة، فتراه يركض من مناسبة اجتماعيّة لأخرى، وينظّم الندوات والمؤتمرات، متهافتاً على كاميرات الإعلام، رغم حقيقة واقعه الذي يمكن تلخيصه بالمثل الشعبي: "على بال مين يلّي بترقص بالعتمة".

وهناك من وجّه بوصلته إلى الغرب، فتجده يسبق نجمة الصبح إلى مقرّ بعثة الاتّحاد الأوروبي، أو إلى سفارات القارّة الباردة، ويبدأ بطرح المواضيع التي يظنّ أنّها تفتح شهيّة أصحاب الرقاب الحمراء، محاولاً إقناعهم بأنّه "الرجل المطلوب".

أمّا الأدهى فهو من يعمل على محورين، ويسوّق ذاته غربيّاً دون أن ينسى الاستمرار في طبخ المناسف وعقد الصالونات المغلقة، وإثارة الشائعات التي تنسب لمصادر "مطّلعة" وأخرى "عليمة"، لا يعلم بها إلاّ هواه.

وفي نهاية المطاف، مازال النسور في منصبه، ماضيا في قراراته، التي تفوّق فيها على جميع من سبقوه في مغازلة واشنطن وأخواتها، واستنزاف الناس بضرائب لا تبقي ولا تذر. فمن يملك القدرة على منافسة هذا الصنديد العتيد القاهر ؟!

ولكن هل لك أن تتصوّر كيف سيكون الوضع في حال نجح أحدهم -صدفة- في المضي إلى ما بعد الطرف الذي بلغه النسور ؟ ما هو المطلوب من خليفة الرئيس ليستحقّ انتزاع منصبه ؟! الرئيس الحالي لم يبق شاردة ولا واردة في أذهان عشّاق "اللبرلة" إلاّ وفرضها على أرض الواقع، فما الذي سيأتي به الطامح المنتظر ؟! وهل سنبلغ في ذلك العهد "نهاية التاريخ" ؟؟
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير