حبل زينة
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : في الجمعة الأولى من نيسان ، وقبل أن ينقشع ضباب الكذب الأبيض تحتفل المنظمات والدول باليوم العالمي لليتيم..ينصبون له حبل زينة ، ويعلقون على المداخل أوراق ملوّنة وبالونات مرسوم عليها ابتسامات بالحبر الأحمر..يوقظونه باكراً ،يخرجونه من دفء فراشه، يتفقدون تزرير قميصه جيدا، ثم يأتون به مخفوراً من دار إيوائه إلى قاعة الاحتفال ليذكرونه بــ»يتمه» المقيم..
لئيم من اختار هذا اليوم تحديداً، ولئيم من اختار نيسان ليكون يوما «لليتم» والفقدان...فعلى حافة الشهر الأولى يكون الاحتفال بيوم الأرض الفلسطيني...وفي ثلثه الأول سقطت ولم تنهض..وفي نيسان الموزع على تقويم الانقسام ، يقطع كل عام شرياناً عربياً..نتركه ينزف ليموت... في نيسان تقف الغربان على شبابيك الحصون كما لم تفعل من قبل ، وفي نيسان تنمو شقائق النعمان حول زوايا القبور لتزيّت الموت ربما... هذا اليتم المسكون فينا يستحق ان يكون كرنفالاً اممياً لا مجرد احتفالا عابرا تحت رعاية ضيف من الدرجة الثالثة...
نحن امة اليتم ...فليعلّقوا لنا حبل زينة من أغادير الى عدن...وليلصقوا لنا قراراتهم الملونة على جدران فلسطين ودمشق وبغداد وطرابلس وصنعاء...ولينفخوا لنا بالونات الوعود ويربطونها بباب المندب..ومضيق هرمز..وليرسموا لنا ابتسامات حمراء بدماء الشعوب المراقة على كل ارض تعمّدت بالعروبة...نحن امة اليتم التي استحال وطنها الى دار إيواء..ننام بأمر المربية الغربية «أمريكا» ونصحو على صوت المربية الشرقية «روسيا»... يتقاسموننا كالواجب ، ويوزعوننا على القرعة...نحن مجرد نزلاء على الأرض لا ملاّك لها...علينا ترتيب الفراش «السياسي» وطي «الملاءات» الوطنية كما يروق للمشرفة المناوبة لا كما يروق لنا...
نحن امة اليتم..فمن ذا الذي يقيم لنا جدار اليقظة قبل ان ينقض ّ، حتى نبلغ أشدنا ونستخرج كنز عروبتنا ..ونلثم وجعنا وانقسامنا الذي لم نستطع عليه صبرا...
نحن امة اليتم..ليس كل من يمسد على رؤوسنا يبتغي الأجر فينا ، فربما يتحسس مكان الذبح..
نحن امة اليتم ..لم نعد بحاجة الى حبل زينة ..نحن بحاجة الى حبل من العقول الرزينة...
الراي
لئيم من اختار هذا اليوم تحديداً، ولئيم من اختار نيسان ليكون يوما «لليتم» والفقدان...فعلى حافة الشهر الأولى يكون الاحتفال بيوم الأرض الفلسطيني...وفي ثلثه الأول سقطت ولم تنهض..وفي نيسان الموزع على تقويم الانقسام ، يقطع كل عام شرياناً عربياً..نتركه ينزف ليموت... في نيسان تقف الغربان على شبابيك الحصون كما لم تفعل من قبل ، وفي نيسان تنمو شقائق النعمان حول زوايا القبور لتزيّت الموت ربما... هذا اليتم المسكون فينا يستحق ان يكون كرنفالاً اممياً لا مجرد احتفالا عابرا تحت رعاية ضيف من الدرجة الثالثة...
نحن امة اليتم ...فليعلّقوا لنا حبل زينة من أغادير الى عدن...وليلصقوا لنا قراراتهم الملونة على جدران فلسطين ودمشق وبغداد وطرابلس وصنعاء...ولينفخوا لنا بالونات الوعود ويربطونها بباب المندب..ومضيق هرمز..وليرسموا لنا ابتسامات حمراء بدماء الشعوب المراقة على كل ارض تعمّدت بالعروبة...نحن امة اليتم التي استحال وطنها الى دار إيواء..ننام بأمر المربية الغربية «أمريكا» ونصحو على صوت المربية الشرقية «روسيا»... يتقاسموننا كالواجب ، ويوزعوننا على القرعة...نحن مجرد نزلاء على الأرض لا ملاّك لها...علينا ترتيب الفراش «السياسي» وطي «الملاءات» الوطنية كما يروق للمشرفة المناوبة لا كما يروق لنا...
نحن امة اليتم..فمن ذا الذي يقيم لنا جدار اليقظة قبل ان ينقض ّ، حتى نبلغ أشدنا ونستخرج كنز عروبتنا ..ونلثم وجعنا وانقسامنا الذي لم نستطع عليه صبرا...
نحن امة اليتم..ليس كل من يمسد على رؤوسنا يبتغي الأجر فينا ، فربما يتحسس مكان الذبح..
نحن امة اليتم ..لم نعد بحاجة الى حبل زينة ..نحن بحاجة الى حبل من العقول الرزينة...
الراي