حفيف لا يقبل الترجمة
خيري منصور
جو 24 : أدركت الصهيونية منذ البدء ان السطو على الأرض وحده لا يكفي، وان الاستيطان يجب ان يكون مزدوجا يشمل التراب والذاكرة معا، لهذا لم تكن مجرد مصادفة ان يكون الجنرال مُنقبا في الاثار كما هو الحال بالنسبة ليائيل دايان، لهذا حاول الاحتلال ان يستلب وعي ضحيته، ويمحو هويتها فغيّر اسماء امكنة منها مئات القرى العربية وكانت العَبْرنة بالنسبة لاستراتيجيته هي توأم الأسرَلَة ورديفها، ثم تمدد السطو الى رموز وأزياء وفولكلور حتى شمل أطعمة شهيرة وارتدت مضيفات شركة العال للطيران اثوابا فلسطينية مطرّزة، لكنها بدت غريبة عن الاجساد التي ترتديها، وآخر محاولات السطو على الموروث الفلسطيني شملت الموسيقى والاغنية الشعبية والأزهار التي تبشّر بالربيع .
السطو على الاغنية ليس فقط من خلال « عبرنتها « بل من خلال موسيقاها ايضا بحيث لم يسلم من هذا السطو فنانون من مختلف أنحاء الوطن العربي بدءا من ام كلثوم وفريد الاطرش وليس انتهاء بفيروز ! لكن ثالثة الاثافي كما كان اجدادنا العرب يقولون في هذا السياق هو السطو على شقائق النعمان التي كانت وستبقى الى الابد ترمز الى دم الشهداء، لأنها حمراء بلون الدم ولها حفيف يشبه الانين الشجي .
هكذا تعلمنا في طفولتنا منذ لثغنا باسم البلاد وكنا نحاذر من قطفها او الاقتراب منها وكأنها عشبة مقدّسة، ذلك لأن ما سمعناه عنها لا يجعلها مجرد زهرة برية تظهر في بواكير الربيع ... الان يبلغ السطو الى هذا الحد، ويسرق دم الشهيد وذلك تمهيدا لسطو قادم يزعم فيه اللصوص ان شقائق النعمان هي من دمائهم وذلك استكمالا للخرافة التي روّجوا لها قبل سبعة عقود وهي ان فلسطين ارض بلا شعب ، ثم قلبوا المعادلة ليصبح هناك شعب لكن بلا أرض !
قبل هذه الشقائق سطوا على الزيتون بل حاولوا احراقه في الجليل لأن حفيفه بالابجدية وليس بالعبري، ولأن كل قطرة زيت هي دمعة من زارعه! ان مشروع التهويد لم يتوقف عند القدس، فهو شامل لم يسلم منه اسم نهر صغير او طلل قديم او زهرة برية .
لن اسأل ماذا نحن فاعلون ازاء كل هذا السطو والقَرصنة، فنحن العرب مشغولون ومنهمكون في شجون اخرى، منها ما نتلذذ به من قتل ذوي القربى لأنهم الاشد مضاضة كما علّمتنا ثقافة الصحراء ولأننا اصبحنا عورا لا نرى غير جهة واحدة .
شقائق النعمان التي كتب عنها غسان وسقاها من دمه وقبّل محمود ساقها النحيلة لا تقبل الترجمة، وسيبقى حفيفها بالابجدية الى الأبد !!
السطو على الاغنية ليس فقط من خلال « عبرنتها « بل من خلال موسيقاها ايضا بحيث لم يسلم من هذا السطو فنانون من مختلف أنحاء الوطن العربي بدءا من ام كلثوم وفريد الاطرش وليس انتهاء بفيروز ! لكن ثالثة الاثافي كما كان اجدادنا العرب يقولون في هذا السياق هو السطو على شقائق النعمان التي كانت وستبقى الى الابد ترمز الى دم الشهداء، لأنها حمراء بلون الدم ولها حفيف يشبه الانين الشجي .
هكذا تعلمنا في طفولتنا منذ لثغنا باسم البلاد وكنا نحاذر من قطفها او الاقتراب منها وكأنها عشبة مقدّسة، ذلك لأن ما سمعناه عنها لا يجعلها مجرد زهرة برية تظهر في بواكير الربيع ... الان يبلغ السطو الى هذا الحد، ويسرق دم الشهيد وذلك تمهيدا لسطو قادم يزعم فيه اللصوص ان شقائق النعمان هي من دمائهم وذلك استكمالا للخرافة التي روّجوا لها قبل سبعة عقود وهي ان فلسطين ارض بلا شعب ، ثم قلبوا المعادلة ليصبح هناك شعب لكن بلا أرض !
قبل هذه الشقائق سطوا على الزيتون بل حاولوا احراقه في الجليل لأن حفيفه بالابجدية وليس بالعبري، ولأن كل قطرة زيت هي دمعة من زارعه! ان مشروع التهويد لم يتوقف عند القدس، فهو شامل لم يسلم منه اسم نهر صغير او طلل قديم او زهرة برية .
لن اسأل ماذا نحن فاعلون ازاء كل هذا السطو والقَرصنة، فنحن العرب مشغولون ومنهمكون في شجون اخرى، منها ما نتلذذ به من قتل ذوي القربى لأنهم الاشد مضاضة كما علّمتنا ثقافة الصحراء ولأننا اصبحنا عورا لا نرى غير جهة واحدة .
شقائق النعمان التي كتب عنها غسان وسقاها من دمه وقبّل محمود ساقها النحيلة لا تقبل الترجمة، وسيبقى حفيفها بالابجدية الى الأبد !!