في أروقة السلفيين.. ورثة "الزرقاوي" ورحلة "الجهاد" إلى الأراضي السورية

انس ضمرة- أردني لم يتجاوز الخامسة والعشرين عاما من عمره بعد، ولن يتجاوز اكثر من ذلك، يسكن في حي معصوم بمدينة الزرقاء، كان قد خرج سابقا الى العراق بقصد الجهاد هناك قبل أن يدخل سوريا تهريبا عبر حدود جابر، وينضم الى صفوف "الجيش الحر".

أ.ح لقي مصرعه على ايدي الجيش النظامي السوري في احدى عمليات الجيش الحر في مدينة حلب، حيث وبحسب معلومات حصلت عليها jo24 أن السلفيين القادمين من الاردن او الدول العربية يكونون في مقدمة الصفوف ويشغلون رأس الحربة في المواجهات، حيث توكل لهم المهمات والعمليات الخطيرة كالهجوم على مقر المخابرات الجوية مؤخرا.

التيار السلفي اصبح يجهز اعضاءه للجهاد في سوريا، حيث أن احد ابرز قادة هذا التيار وهو اردني الجنسية، قدم من العراق الى الاردن ليعد اعضاء التيار للجهاد في سوريا، ما يدلل على احتمال تكرار النموذج العراقي في 2004 حيث ذهب المئات من اعضاء هذا التيار بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين للجهاد في العراق وترأسهم المعروف ب"ابي مصعب الزرقاوي" والذي كان يسكن حي معصوم في مدينة الزرقاء.. فذلك الحي بات ارضا خصبة لاصحاب هذا الفكر.

كما علمت jo24 ان عدد الاردنيين المتدفقين الى الاراضي السورية وصل إلى نحو 70 مواطنا قتل منهم 4 وأُسر اثنين، فيما لم يتمكن11 اخرين من اجتياز الحدود الشمالية.

ملف الجهاد في سوريا يضع الاردن في مأزق التدخل في الشؤون السورية ودعم الجيش الحر وهو القوة المضادة للجيش النظامي السوري هناك، الا ان مراقبين اعتبروا ان الاردن يسهل عملية تهريب من ينتمون للتيار السلفي الجهادي الى سوريا، في اسهل خطوة للتخلص من اصحاب هذا الفكر "المتشدد".

بينما ذهب الكاتب د محمد ابو رمان الى ان العلاقات الاردنية السورية تحكمها اسس اكبر من ذلك وانه من الممكن ان يستغل النظام الحاكم في سوريا تدفق الجهاديين الى اراضيه في تعزيز نظرية المؤامرة على سوريا اعلامياً.

وقال ابو رمان "اعتقد ان العدد كان سيتضاعف لو أن الحكومة الأردنية لم تشدد الخناق على المتدفقين الى الاراضي السورية.


محامي التنظيمات الاسلامية موسى العبدللات اشار الى ان " المجاهدين الاردنيين" في سوريا كان لهم دور مميز في عمليات نوعية مثل عملية تصفية مدير المخابرات السوري آصف شوكت الذي قام بها اعضاء التيار السلفي في الجيش الحر. 

ولفت العبدللات الى ان التيار السلفي اعلن النفير للجهاد في سوريا وما زال اعضاء التيار يتدفقون للاراضي السورية سواء عبر الحدود الاردنية او التركية.

وشدد العبدللات على أن التيار السلفي يدفع بإتجاه ان يكون للاسلاميين دور رئيسي في استلام السلطة في سوريا، وان لا يتكرر السيناريو العراقي الذي تسيدت مشهده المخابرات المركزية الامريكية.

وحول العلاقات الاردنية السورية قال العبدلللات "ان السلطات الأردنية لم تتخذ حتى الآن موقفا حاسما تجاه الاحداث في سوريا حيث كان موقفها وسطي يسير نحو المصلحة الذاتية الانية"، على حد تعبيره. 

ولفت العبدلات الى ان اربعة من اعضاء التيار السلفي سيحاكمون في الأردن الاحد القادم بتهمة التسلل الى الاراضي السورية.