jo24_banner
jo24_banner

انهم يمارسون دور (الكمبارس) ..!!

حسين الرواشدة
جو 24 : ابناؤنا الناجزون : هذا المصطلح صكه بامتياز وزير المستعمرات الفرنسي هنري سيمون قبل نحو تسعين عاما حين أشار الى ان هدف الحملة الفرنسية في افريقيا هو (تحويل أفضل العناصر من السكان الاصليين الى فرنسيين ناجزين )...وهو شعار تبنته الدول الاستعمارية كلها...ونجحت فيه ايما نجاح.
لاتسأل - بالطبع - عن وظيفة هؤلاء (الابناء) ، فقراءة سريعة لما تطفح به بعض الاقلام من تعليقات يضعك - تماما - في الصورة ، لكن سرعان ما تكتشف ان هذه المهمة لا تتجاوز ما يقوم به ( الكمبارس) ، حتى لو توهم انه البطل الوحيد على المسرح.
احيانا اشفق على هؤلاء الذين خضعوا لقانون الهزيمة الفكرية و النفسية التي انتزعت منهم الاحساس بالعزة و التشبث بالهوية و الاعتزاز بالأمة ، واحيانا اشعر بأنهم ضحايا لحالة من ( الاكراه) الحضاري الذي فرض على اجيالنا منذ قرون ...لكن هذا - بالطبع - ليس قدرا مفروغا منه ، فبمقدور هؤلاء ان يتمردوا على خوفهم واسترقاقهم ، ويتصالحوا مع انفسهم وامتهم ...ويخرجوا على أوامر استخدامهم ويتحرروا من تلك القيود.
ليس صحيحا - بالطبع - ان سيف (التبعية) مر من فوق رقبة الامة كلها ، وان هؤلاء - بالتالي - ضحايا لهوان عام ، وقاعدة لا مجرد استثناء ، فقد ثبت بأن (عموم البلوى)لم يمتد ليشمل الجميع ، وبأن ثمة من يقاوم ويرفض ، وثمة من يرفع الامل و التحرر ، ويتمسك بحقه وثوابت امته ، ولا يرضى ( السلّة مع الذلة) وقد نجح وانتصر وتجاوز محنة ( الخوف) من الآخر ، أو الاحساس بهزيمته تجاهه.
لا أحد يتوقع ان ينحاز مثقف عربي أو سياسي عربي للحصارالاسرائيلي( العربي ايضا) المستمرعلى غزة ، أو ان يشهر دعواته وامنياته بهزيمة المقاومة او تصنيفها في قائمة الارهاب ، او ان يتضامن مع الانظمة التي تقتل شعوبها بلا رحمة ، لكن ذلك حصل ، وسمعناه يتردد على أكثر من لسان ، بحجة ان انتصارالمقاومة على المحتل او الشعوب على جلاديها ، سيجعل الارهاب (ان شئت الاسلام السياسي ) قوة حاسمة في المنطقة ، وسيكون حينها من المتعذر على دولنا العربية و الاسلامية ان ترفع رأسها امامه (تصور!) ، وكأن الاسلاميين اخطر من تل ابيب ، أو ان الاخوان اكثر ازعاجا وقلقا من اليمين المتطرف في اسرائيل.
الكلام لا يحتاج الى تعليق ، ولكننا نتمنى على هؤلاء ( الابناء الناجزين)ان يعفوا امتنا من هذا (الضجيج) ، ويريحونا من هذا التذاكي ، فانتصار الشعوب ليس كارثة ، و الثمن الذي قدمته لا يمكن ان (يجير) لحساب طائفة واحدة ، او حزب ايدولوجي ،، الا اذا كان هؤلاء الذين يراهنون على الانظمة القمعية ومن يقف وراءها يرون في انتصارها انتصارا لدورهم ...وهزيمتها (استقالة)من مواقعهم ووظائفهم المحددة.
نعرف انه لافرق بين الجندي في الميدان ، وقلم المثقف ومواقفه في زمن الحرب ، ونعرف - ايضا - ان الجبهة الاعلامية ، بأدواتها واسلحتها ، تتقدم الآن في اهميتها على جبهة القتال ، واخشى ما نخشاه ان تكون هزيمتنا على الساحة الاولى قد امتدت الى الساحة الاخرى ، وان يكون ما نسمعه اليوم مجرد صدى لهاتين الهزيمتين ، لكن ما يطمئننا ان بعض نخبنا على الساحتين ماتزال بخير وعافية ، وان ما تفعلها لشعوب التي صحت من غفوتها ضد وزراء المستعمرات الجدد ، واستراتيجيات الاسترقاق والتبعية والاستئصال ، ومحاولات العبث واختراق الداخل العربي وتيئيسه ، اثبت انها تملك الكلمة الفصل .... والرد الحقيقي ... و الطلقة الاولى ضد كل ما يفكر به هؤلاء من خطط لتركيع الامة... ومكائد لاخراجها من جلدها ...ومن التاريخ ايضا.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير