2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الملف المنسي ...؟!

نواف الزرو
جو 24 :

لا نيأس ولا نمل من التذكير دائما، بان ما يجري عند العرب من حروب وخراب ودمار وفتنة طائفية، انما يخدم في الحاصل الاستراتيجي مشاريع الغرب الاستعماري وتلك الاجندة الصهيونية، والحروب الامريكية الصهيونية الاطلسية على المنطقة العربية، ومن ضمن ذلك الحرب المكشوفة على سورية، تأتي تحت مزاعم محاربة وإسقاط أنظمة الإرهاب والاستبداد والإجرام والدم، بينما يتجاهل العالم فلسطين المحتلة والمغتصبة والمهودة بالقوة والإرهاب، ويتناسى تاريخا صهيونيا طافحا مدججا بمجازر وجرائم الابادة الجماعية والتهديم الشامل للمجتمع المدني العربي في فلسطين، وكأن الأمم المتحدة قائمة فقط لاتخاذ القرارات والإجراءات ضد العرب ، بينما تقف متفرجة وعاجزة حينما يتعلق الأمر بالدولة الصهيونية وارهابها، وكأنه لا علاقة للعرب بما يجري في فلسطين، وكأنهم تأقلموا مع وجود الدولة الصهيونية ومع اغتصاب وتهويد فلسطين العربية، وكأنهم تروتنوا على وقع المجازر الدموية ضد اهل فلسطين.


ومفيد في هذا السياق دائما استحضار ما امكن من الوثائق والوقائع والشهادات المتعلقة بالارهاب الصهيوني للتذكير، وفي ذلك تأتي كل شهادة صهيونية بالف شهادة عربية او دولية.


فجاء في تقرير شامل عن الارهاب" الصهيوني على سبيل المثال بقلم الاسرائيلي "نوعم بيركوبتش" نشرته صحيفة هآرتس العبرية: "في ظل الاحتفالات المئوية للمشروع الصهيوني –آنذاك -، واليوبيل الخمسين لاقامة دولة اسرائيل، تظهر لنا اللوحة تاريخا منسيا لن يسر احدا، فقبل 60 عاما، وعلى وجه التحديد بتاريخ 14/11/1937 نفذت اكبر عملية إرهابية يهودية ضد العرب، وكان حصاد ذلك اليوم الذي اطلق عليه "يوم الاحد الاسود" سبعة قتلى من العرب، وكانت هذه العملية مؤشرا لبداية حملة ارهابية يهودية استمرت حتى حرب عام 1948 واقامة الجيش الاسرائيلي، وقامت المنظمات اليهودية خلال هذه الفترة بتنفيذ مئات العمليات الارهابية ضد العرب، اسفرت عن مقتل المئات منهم"، ويقول التقرير /الاعتراف الاسرائيلي الموثق/ : "ان الارهاب اليهودي كان اكثر تطورا وتنظيما من الارهاب العربي، وان الارهابيين اليهود كانوا اول من استخدم تكتيك تنفيذ عدة عمليات ارهابية في وقت واحد وفي اماكن مختلفة وذلك بغية تقوية مفعول العمليات.."، ويؤكد:"ان الارهاب اليهودي كان أول من وضع عبوات ناسفة في اماكن عامة تغص بالحياة مثل الاسواق ومحطات المواصلات، وكان اول من استخدم قطع الحديد لمضاعفة الفتك.. وأول من استخدم السيارات المتفجرة.."، ويبين ايضا: "من المذهل ان نكتشف الى أي حد طوي الفصل الدموي اليهودي ضد العرب في الذاكرة الاسرائيلية، علما بان معظم مادة هذا التقرير تم الحصول عليها من البيانات الرسمية لمنظمات "الاتسل" و"الهاغاناه".


ولا شك ان الوثائق التي يفرج عنها تباعا ولو متأخرا جدا...جدا منها ما هو بعد نحو ستين عاما على مطاردة بيغن- ومنها ما هو بعد عقد او عقدين او ثلاثة عقود من الزمن، انما تنطوي اليوم ايضا على اهمية اخلاقية وقانونية عالية جدا، ذلك انها تحاكم الارهاب الصهيوني ضد عرب فلسطين بأثر رجعي، كما تفتح للعالم مجددا ملف ذلك الارهاب المستمر منذ ذلك الوقت وحتى اليوم متوجا بعمليات الاجتياحات والاغتيالات والاختطاف الجماعي التي تقوم بها دولة الاحتلال ضد اهلنا في فلسطين.


الى ذلك كله، فان كانت التنظيمات الارهابية الصهيونية هي التي قادت الإرهاب الدموي ضد الفلسطينيين والعرب آنذاك، فإننا اليوم نواجه "دولة اسرائيل" العظمى المدججة بأسلحة الابادة الجماعية والتدمير الشامل، ونواجه اجهزة اسرائيلية عريقة في الارهاب تبدأ بقياداتهم السياسية والايديولوجية، لتمر عبر الجيش والموساد والشاباك والوحدات الخاصة وفرق التصفية والموت، لتصل الى جمهورية المستعمرين اليهود الارهابية المنتشرة على امتداد الارض الفلسطينية المحتلة، ونواجه مجتمعا صهيونيا عنصريا اصبح ما لا يقل عن 70% من كبار ضباطه وجنوده مجرمي حرب حسب تحقيق أجرته باحثة امريكية.


فالارهاب لديهم فكر وسياسة ونهج وتطبيق مع سبق النوايا والتخطيط والاصرار.. وارهابهم ايضا شامل لم يترك مجالا من مجالات الحياة الفلسطينية إلا وألحق به الأذى، ولم يترك بنية من البنى التحتية المدنية الفلسطينية إلا وألحق بها الخراب والدمار، ولم يترك بيتا فلسطينيا إلا وألحق به القتل والأسر والعذاب.


فما الذي يجري اذن للمواثيق والقوانين والمرجعيات الاخلاقية الدولية هنا..؟!
وما الذي يحدث للعرب...أليس من الأجدر لهم فتح هذا الملف الصهيوني المنسي، واعادة صياغة اولوياتهم في مواجهة هذا التراث الارهابي الصهيوني..؟!، وفي مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي السرطاني الذي لن يتوقف عند فلسطين،
بدل الانشغال بالحروب والمؤامرات العربية العربية...؟

Nzaro22@hotmail.com
(العرب اليوم)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير