دليل للدفاع عن «اسرائيل» في امريكا..!
نواف الزرو
جو 24 : حينما كتب اوري افنيري أن "اللوبي اليهودي يحتل البيت الأبيض" لم يبالغ في ذلك، وحينما تحدث البروفيسوران ميرشايمر ووالت عن سطوة اللوبي اليهودي لم يبالغا في ذلك، وقد تعرضا للمطاردة والعقاب الاجتماعي والمعيشي، فالحقيقة الساطعة التي أكدها الرئيس أوباما في جولته وتصريحاته الأخيرة في "اسرائيل" والمنطقة، أن النفوذ الصهيوني في المؤسسات الأمريكية السياسية والتشريعية مرعب، لكن يتضح وفق بعض المعطيات أن هذا النفوذ يتغلغل أيضا في المؤسسات التعليمية الأمريكية، وكأن الصهيونية تعمل من أجل السيطرة على كل العناوين في المجتمع الأمريكي، وقد يرى البعض في ذلك مبالغة كبيرة، غير أن الحقائق تتحدث عن نفسها، وفي هذا الصدد كشف النقاب عن دليل تعليمي جديد موجه للطالب الأمريكي حول كيف يمكن الدفاع عن اسرائيل، كتب على غلافه: "العاطفة وحدها لا تكفي ولكن لا بد من معرفة الحقائق". تصوروا... كيف يمكن الدفاع عن"اسرائيل" يدرس للطالب الامريكي بهدف إجراء غسيل دماع له وأدلجته صهيونيا...!
والواضح هنا-وفق تقرير موسع حول الدليل- أن اللوبي اليهودي يلعب دوراً مؤثراً في صنع السياسات الأمريكية ومن ضمنها التعليمية تجاه إسرائيل، وحسب دراسة "اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية" التي أعدها كل من "جون ميرشايمر"، و"ستيفن والت"، ترجع قوة ونفوذ هذا اللوبي إلى وجود بعض ممثليه بالكونغرس الأمريكي، وداخل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وامتلاكهم منظمات قوية مثل منظمة "ايباك"، بالإضافة إلى نفوذهم الكبير داخل وسائل الإعلام الأمريكية ومطبوعات اليمين الأمريكي والمحافظين الجدد، وتأثيرهم القوي على وسائل الإعلام الليبرالية بالولايات المتحدة، ولا يقتصر تأثير اللوبي اليهودي على الجانب السياسي فقط، إنما هناك محاولات جادة من أجل أن يمتد هذا التأثير إلى قطاعات الشعب الأمريكي، وبصفة خاصة الشباب أو طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، ومن بين الجهات التي تقوم بهذا الدور مشروع " أكتب لأجل إسرائيل"، وهو برنامج الدفاع الصحافي لطلاب الجامعات، ويعد المشروع أحد مشروعات صحيفة نيويورك جويش الأسبوعية" أكبر الصحف اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما عن التمويل فيُمول- كما جاء في التقرير- مشروع " أكتب لأجل إسرائيل" بواسطة مؤسسة خاصة تأسست عام 1984 على يد زلمان سي برنستين الذي تعهد بـ "تخليد الشعب اليهودي، والديانة اليهودية، ومركزية دولة إسرائيل إلى الشعب اليهودي"، وتعمل المؤسسة في الولايات المتحدة وإسرائيل وتنوي أن تمد نشاطها في كل الأماكن التي توجد بها كثافة سكانية يهودية كبيرة، وتقوم بتمويل 80 مشروعاً آخر في الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد السوفييتي السابق، ويهدف المشروع، كما يقول جاري روزنبلات محرر وناشر النيويورك جويش الأسبوعية وأحد المسؤولين عن المشروع الى تعليم طلاب المدارس الثانوية والجامعات "حقائق الصراع الحالي في الشرق الأوسط"، ومنحهم "المعرفة التاريخية ومهارات الاتصال لجعل قضية إسرائيل فعالة، وليغرس فيهم الثقة الأخلاقية كي يصبحوا محامين فخورين عندما يذهبون إلى الكلية"، وتركز الدورات التعليمية على اليهود وتاريخ إسرائيل وحقائق وأساطير الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى مواجهة انحياز الصحافة وجعل قضية إسرائيل إلى أجهزة الإعلام وكيفية التعامل مع التحديات في الحرم الجامعي، ويطلب من الطلاب المشاركين حضور سبع دورات دراسية أثناء السنة الأولى، والمشاركة في التكليفات التي تطلب بين هذه الدورات، والمشاركة في "مهمة تقصي حقائق" لمدة عشرة أيام إلى إسرائيل في نهاية السنة الأولي، وكذلك المشاركة في مشاريع الدفاع عن إسرائيل وزمالات التدريبية أثناء السنة الثانية، ويُتوج العمل الدراسي في السنة الأولى برحلة إلى إسرائيل تستغرق عشرة أيام وتشمل جولات موجّهة للمواقع التاريخية ولقاءات مع المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين. تعد هذا الرحلة الشيء المهم في البرنامج إذ يساعد – على حد قول مسؤولي المشروع- على ترسيخ دروس "الدفاع عن إسرائيل" التي تلقاها الطلاب أثناء الدورات السبع التي عقدت في مركز "كرافت" بجامعة كولومبيا.
ويبدو اهتمام المشروع بآراء ووجهات نظر الطلاب الراغبين في الانضمام إليه من خلال مطالبتهم بكتابة مقالتين في حدود 500 كلمة عن بعض الموضوعات التي ترتبط بإسرائيل، وقد طلب منهم على سبيل المثال أن يكتبوا في اثنين من الموضوعات الآتية:-* لماذا أريد الاشتراك في برنامج "أكتب لأجل إسرائيل"؟، * أجهزة الإعلام والشرق الأوسط: تحيز أم توازن؟، * ماذا تعني إسرائيل بالنسبة لي؟، * ما هي أكثر الكتب الذي تأثر بها في حياته؟
أما عن هيئة التدريس، فيقوم بالتدريس في المشروع مجموعة متنوعة من المحاضرين تغلب عليهم صفة التأييد لإسرائيل وسياساتها، وتشمل: كبار المثقفين، صحافيين محترفين، مسؤولين إسرائيليين، ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي، طلبة كليات، مدراء تنفيذيين ومحترفين كبار آخرين، يتواجد مقر المشروع حاليا في نيويورك وشيكاغو وهناك بحث من أجل مده إلى أماكن إضافية، يتولى إدارة مشروع " أكتب لأجل إسرائيل" مجموعة من المتخصصين في العمل الإعلامي.
وكأننا هنا أمام برنامج تعليمي تعبوي صهيوني يهدف الى صقل وتخريج افواج متفوقة من المثقفين والاعلاميين والاكاديميين للدفاع عن "اسرائيل"، وكأن هذا البرنامج ينفذ في قلب "اسرائيل" وليس هناك في قلب الولايات المتحدة...؟! (العرب اليوم)
n.alzarow@alarabalyawm.net
والواضح هنا-وفق تقرير موسع حول الدليل- أن اللوبي اليهودي يلعب دوراً مؤثراً في صنع السياسات الأمريكية ومن ضمنها التعليمية تجاه إسرائيل، وحسب دراسة "اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية" التي أعدها كل من "جون ميرشايمر"، و"ستيفن والت"، ترجع قوة ونفوذ هذا اللوبي إلى وجود بعض ممثليه بالكونغرس الأمريكي، وداخل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وامتلاكهم منظمات قوية مثل منظمة "ايباك"، بالإضافة إلى نفوذهم الكبير داخل وسائل الإعلام الأمريكية ومطبوعات اليمين الأمريكي والمحافظين الجدد، وتأثيرهم القوي على وسائل الإعلام الليبرالية بالولايات المتحدة، ولا يقتصر تأثير اللوبي اليهودي على الجانب السياسي فقط، إنما هناك محاولات جادة من أجل أن يمتد هذا التأثير إلى قطاعات الشعب الأمريكي، وبصفة خاصة الشباب أو طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، ومن بين الجهات التي تقوم بهذا الدور مشروع " أكتب لأجل إسرائيل"، وهو برنامج الدفاع الصحافي لطلاب الجامعات، ويعد المشروع أحد مشروعات صحيفة نيويورك جويش الأسبوعية" أكبر الصحف اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما عن التمويل فيُمول- كما جاء في التقرير- مشروع " أكتب لأجل إسرائيل" بواسطة مؤسسة خاصة تأسست عام 1984 على يد زلمان سي برنستين الذي تعهد بـ "تخليد الشعب اليهودي، والديانة اليهودية، ومركزية دولة إسرائيل إلى الشعب اليهودي"، وتعمل المؤسسة في الولايات المتحدة وإسرائيل وتنوي أن تمد نشاطها في كل الأماكن التي توجد بها كثافة سكانية يهودية كبيرة، وتقوم بتمويل 80 مشروعاً آخر في الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد السوفييتي السابق، ويهدف المشروع، كما يقول جاري روزنبلات محرر وناشر النيويورك جويش الأسبوعية وأحد المسؤولين عن المشروع الى تعليم طلاب المدارس الثانوية والجامعات "حقائق الصراع الحالي في الشرق الأوسط"، ومنحهم "المعرفة التاريخية ومهارات الاتصال لجعل قضية إسرائيل فعالة، وليغرس فيهم الثقة الأخلاقية كي يصبحوا محامين فخورين عندما يذهبون إلى الكلية"، وتركز الدورات التعليمية على اليهود وتاريخ إسرائيل وحقائق وأساطير الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى مواجهة انحياز الصحافة وجعل قضية إسرائيل إلى أجهزة الإعلام وكيفية التعامل مع التحديات في الحرم الجامعي، ويطلب من الطلاب المشاركين حضور سبع دورات دراسية أثناء السنة الأولى، والمشاركة في التكليفات التي تطلب بين هذه الدورات، والمشاركة في "مهمة تقصي حقائق" لمدة عشرة أيام إلى إسرائيل في نهاية السنة الأولي، وكذلك المشاركة في مشاريع الدفاع عن إسرائيل وزمالات التدريبية أثناء السنة الثانية، ويُتوج العمل الدراسي في السنة الأولى برحلة إلى إسرائيل تستغرق عشرة أيام وتشمل جولات موجّهة للمواقع التاريخية ولقاءات مع المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين. تعد هذا الرحلة الشيء المهم في البرنامج إذ يساعد – على حد قول مسؤولي المشروع- على ترسيخ دروس "الدفاع عن إسرائيل" التي تلقاها الطلاب أثناء الدورات السبع التي عقدت في مركز "كرافت" بجامعة كولومبيا.
ويبدو اهتمام المشروع بآراء ووجهات نظر الطلاب الراغبين في الانضمام إليه من خلال مطالبتهم بكتابة مقالتين في حدود 500 كلمة عن بعض الموضوعات التي ترتبط بإسرائيل، وقد طلب منهم على سبيل المثال أن يكتبوا في اثنين من الموضوعات الآتية:-* لماذا أريد الاشتراك في برنامج "أكتب لأجل إسرائيل"؟، * أجهزة الإعلام والشرق الأوسط: تحيز أم توازن؟، * ماذا تعني إسرائيل بالنسبة لي؟، * ما هي أكثر الكتب الذي تأثر بها في حياته؟
أما عن هيئة التدريس، فيقوم بالتدريس في المشروع مجموعة متنوعة من المحاضرين تغلب عليهم صفة التأييد لإسرائيل وسياساتها، وتشمل: كبار المثقفين، صحافيين محترفين، مسؤولين إسرائيليين، ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي، طلبة كليات، مدراء تنفيذيين ومحترفين كبار آخرين، يتواجد مقر المشروع حاليا في نيويورك وشيكاغو وهناك بحث من أجل مده إلى أماكن إضافية، يتولى إدارة مشروع " أكتب لأجل إسرائيل" مجموعة من المتخصصين في العمل الإعلامي.
وكأننا هنا أمام برنامج تعليمي تعبوي صهيوني يهدف الى صقل وتخريج افواج متفوقة من المثقفين والاعلاميين والاكاديميين للدفاع عن "اسرائيل"، وكأن هذا البرنامج ينفذ في قلب "اسرائيل" وليس هناك في قلب الولايات المتحدة...؟! (العرب اليوم)
n.alzarow@alarabalyawm.net