مطرقة من ياسمين
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : في عيده افعلوا ما يحلوا لكم... زينوّا المداخل للاحتفال ..ارسموا المطارق على الجدران..ارتدوا «طواقي» السلامة ..وسّعوا الممرات لأصحاب الفخامة...لكن لا تؤخروه عن عشّه النائي بين غفوتين...
***
لا تجعلوا عيد «العامل «...على غرار حفلات التأبين..تذكر المناقب..وتتلى المآثر..تعدّ الصفات...تسقط دمعة او اثنتين ضرورة «الواجب»...والمُحتفى به ضمير غائب..
هذا المتّشح بسمرة الكدّ...لا يعنيه كثيراً بريق المهرجانات ،فقد اعتاد أن يحمل «مكنسته» وينظف الورق الملون بعد الكرنفال...هذا المنسي على الطرق المستعجلة لا يعنيه كثيراً المجد المؤقت المحشو بــ»فلين» اللغة، فقد اعتاد ان يفكك خشب المسرح وينقل الكراسي على ظهره المقوّس وحيداً...هذا الذي استحال لحم كًفّيه الى كُفّيه لا تعنيه كثيراً باقة الورد...فالأولاد جياع ، ولم يعتد ان يحضر لهم «رغيفاً من قرنفل «...
أيها الناعمون ،الناعسون، الرومانسيون ، السياسيون ، الإقطاعيون ، لا تحاولوا أن تمشطوا شعر الأسد المقيد لتثبتوا شجاعتكم ، لا تحاولوا ان تشرحوا أوجاعه بالشوكة والسكين..لا تحاولوا ان تختصروه بنداً في «الموازنة» ، أو ضوءاً عاكساً في ذوات «الخمس نجوم» ..لا تحاولوا ان تسرقوا منه رضاه بالمقسوم... ثم لماذا تصرون في كل أيار انه في صلب اهتمامكم ...وهو المُلظّى بالنار النازف جهراً أمامكم...انه لا يشبهكم...وان حاولتم...هو الصيف المزنّر بقناديل الحنين...هو قِباب العرق النابتة على الجبين..هو اللقمة الحلال، والدمعة الزلال...هو لهاث العيش..هو أنا وهو وهي وهم ،هو كلهم الا أنت ..هو رائحة الرغيف الممزوجة بالاسمنت...
اتركوه يعمل ليعيش...واحتفلوا انتم ...عيده فقط عندما ينام الصغار جميعاً على ذراعه التي لا تلين..فهي وسادة طهر ووطن ...وهي مطرقة من ياسمين...
الرأي
***
لا تجعلوا عيد «العامل «...على غرار حفلات التأبين..تذكر المناقب..وتتلى المآثر..تعدّ الصفات...تسقط دمعة او اثنتين ضرورة «الواجب»...والمُحتفى به ضمير غائب..
هذا المتّشح بسمرة الكدّ...لا يعنيه كثيراً بريق المهرجانات ،فقد اعتاد أن يحمل «مكنسته» وينظف الورق الملون بعد الكرنفال...هذا المنسي على الطرق المستعجلة لا يعنيه كثيراً المجد المؤقت المحشو بــ»فلين» اللغة، فقد اعتاد ان يفكك خشب المسرح وينقل الكراسي على ظهره المقوّس وحيداً...هذا الذي استحال لحم كًفّيه الى كُفّيه لا تعنيه كثيراً باقة الورد...فالأولاد جياع ، ولم يعتد ان يحضر لهم «رغيفاً من قرنفل «...
أيها الناعمون ،الناعسون، الرومانسيون ، السياسيون ، الإقطاعيون ، لا تحاولوا أن تمشطوا شعر الأسد المقيد لتثبتوا شجاعتكم ، لا تحاولوا ان تشرحوا أوجاعه بالشوكة والسكين..لا تحاولوا ان تختصروه بنداً في «الموازنة» ، أو ضوءاً عاكساً في ذوات «الخمس نجوم» ..لا تحاولوا ان تسرقوا منه رضاه بالمقسوم... ثم لماذا تصرون في كل أيار انه في صلب اهتمامكم ...وهو المُلظّى بالنار النازف جهراً أمامكم...انه لا يشبهكم...وان حاولتم...هو الصيف المزنّر بقناديل الحنين...هو قِباب العرق النابتة على الجبين..هو اللقمة الحلال، والدمعة الزلال...هو لهاث العيش..هو أنا وهو وهي وهم ،هو كلهم الا أنت ..هو رائحة الرغيف الممزوجة بالاسمنت...
اتركوه يعمل ليعيش...واحتفلوا انتم ...عيده فقط عندما ينام الصغار جميعاً على ذراعه التي لا تلين..فهي وسادة طهر ووطن ...وهي مطرقة من ياسمين...
الرأي