jo24_banner
jo24_banner

الأردن في مواجهة عاصفة «اللاجئين»

حسين الرواشدة
جو 24 : تدفق اعداد هائلة من اللاجئين السوريين يضع الأردن في موقف لا يحسد عليه، فهو من جانب أخلاقي وانساني لا يستطيع ان «يغلق» حدوده امام «الهاربين» من جحيم الحرب التي يشنها النظام على شعبه، وهو من جانب اقتصادي لا يجد ما يلزم من «الامكانيات» التي يمكن ان يسعف بها «الاشقاء» المهجرين، وهو من جانب –امني- يتوجس من «اختراقات» امنية مفتعلة لا يستبعد ان يفكر بها «النظام» لتصدير ازمته او الانتقام من جيرانه .. اما الحسابات السياسية فلها قصة اخرى.

اذا وصل عدد «اللاجئين» السوريين –كما نتوقع- الى نحو 200 الف شخص، واذا ما استمرت «احتجاجات» هؤلاء على سوء اوضاعهم في المخيمات فان السؤال الذي لا بد ان يطرح على الصعيد الرسمي هو: ما العمل؟ هل سنكتفي ببناء مخيمات جديدة؟ هل سننتظر «المساعدات» العريبة والاجنبية التي ما تزال متواضعة، ام اننا سنحذو حذو «تركيا» التي اعلنت بانها لن تستقبل اكثر من 100 الف لاجىء.. وبأن الحل –من وجهة نظرها- هو اقامة «مناطق» عازلة على الارض السورية تخضع لحماية دولية.

اما السؤال الاخر فهو: ما الذي يدفع الاردن الى «استقبال» هذه الاعداد المتصاعدة؟ دعك بالطبع من الاسباب الانسانية المقدّرة والمفهومة، لكن دعونا نفكر بشكل موضوعي، اللاجئون هنا يقولون بأنهم هربوا من جحيم القتل الى جحيم «المخيم»، وهم يخرجون –يوميا- للاحتجاج ويتصادمون مع رجال الامن، وبعضهم يطالب «بالعودة» الى بلاده.. ونحن ايضا نشعر –بالحرج- من عدم قدرتنا على «استضافتهم» لانه «ما في اليد حيلة» وهم يعرفون ذلك، والعالم كله ما زال يتفرج، والقليل من المنظمات الانسانية وبعض الدول الشقيقة بعثت بعض «المساعدات» فهل يجوز ان يستمر هذا «المسلسل» وان يدفع البلد من سمعته وأمنه ثمنا لا يستطيع -اصلا- ان يتحمله؟

سيقال –هنا- بان كل «الطرق» مسدودة، وانه ليس امامنا سوى القبول «بالواقع» والتعامل مع، هذا بالطبع غير صحيح، وعلينا –بالتالي- ان نواجه «الازمة» بمزيد من الشجاعة، فالعالم –مثلا- يجب ان يتحمل مسؤولياته «واللاجئون» الذين كان يفترض «من وجهة نظر بعض الحلفاء- ان يكونوا ورقة ضد النظام اصبحوا «ورقة» ضد الجميع، النظام والمعارضة وحلفائها، ومن الممكن –هنا- ان تفعل الاردن ما فعله الاتراك، وان تدفع «بملف» اللاجئين الى الامم المتحدة، او ان تبحث عن مخارج سياسية –مهما كانت- لكي تتخفف من اعبائه الثقيلة.

في الايام الماضية شهدنا «مظاهرات» في الزعتري، وقبلها في شوارع اربد، ويمكن ان تمتد هذه الاحتجاجات الى العاصمة، لكن الاهم من ذلك هو ما نتحمله من «اساءات» لسمعتنا بسبب اوضاع اللاجئين وما نقرؤه من تقارير اعلامية تنقل بالصورة والصوت ما يحدث في «الخيام» المنصوبة التي تحولت الى «مكاره لا انسانية».

كان الله في عون اخواننا «المهجرين» وكان الله في عوننا ايضا.


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير