الأمن يطلق ثلاثين رصاصة على سيارة مواطن "بالخطأ"
أمل غباين - طالبت عائلة الشاب الثلاثيني تامر الغزاوي جهاز الأمن العام بتحمل مسؤوليته "الأدبية" جراء تعرض الغزاوي لإطلاق عيارات نارية مساء الأحد في منطقة الهاشمي الشمالي خلال مطاردة أحد المطلوبين أمنيا والذي لقى حتفه هو وشخص آخر جراء تبادل لإطلاق النار.
وقال عدد من أفراد العائلة الذين ما زالوا تحث تأثير الصدمة إن ما تعرض له ابنهم أثناء قيادته لسيارته، التي صادف انها من ذات النوع واللون لسيارة أحد المطلوبين، جاء نتيجة لغياب "الوعي" الأمني وعدم وجود تنسيق بين الاجهزة الامنية .
وأكدوا في حديث خاص لـjo24 أنهم لن يلتزموا الصمت حيال ما جرى لابنهم مؤكدين أنه كان بعيد عن مكان الحادثة التي اشتبك بها الأمن مع المطلوبين مسافة تزيد عن 2كم.
وقد أصيب الغزاوي بأربعه عيارات نارية استقرت في جسده، بعد أن أطلق على سيارته أكثر من ثلاثين رصاصة، وفق شقيقه.
وأشار عبد الرحمن الغزاوي الشقيق الأكبر لتامر أن أخيه كان ذاهبا لشراء بعض الحاجيات من محل يعود لأحد أصدقائه، وعند وصوله لإشارات العنبتاوي استغرب وجود اعداد كبيرة من رجال الأمن والقوات الخاصة وكانت حركة السير شبه معطله وفوجئ برجال القوات الخاصة يطلقون على سيارته الرصاص بشكل كثيف.
وتابع أن شقيقه أطلعه بأنه وبعد توقف السيارة استمرت القوات الخاصة بإطلاق العيارات النارية وسط ذهوله واستغرابه من الحدث الذي استمر دقائق قليلة غيرت من مجرى حياة شقيقه الذي شهد بها أقسى انواع "الترهيب" الذي قد يشهده مواطن في بلد يعد الأمن والأمان من سماته الأساسية – حسب قوله-.
ونوه الغزاوي إلى أن الأجهزة الأمنية قامت بنقل شقيقه لمستشفى الأمير حمزة الذي "تباطأ" المعالجون فيه بإسعافه، مؤكداً أن بعض رجال الأمن حاولوا وقبل إسعافه، إجباره على توقيع ورقة، فرفض واصر على انه لن يوقع على أية ورقة إلا بوجود أشقائه الذين لم تظهر الورقة بعد وصولهم المستشفى.
وقال إن محاولة إجبار شقيقه على التوقيع كانت بهدف توريطه، مشيرا إلى أن أحد عمداء الأمن العام الذين تواجدوا في المستشفى تطاول على الشاب وأفراد عائلته واتهمه بالإجرام، متوعدا إياهم رغم مصابهم، كما بين أن عدداً من رجال الدرك دخلوا غرفة العلاج التي تم اسعاف شقيقه فيها وحاولوا الاعتداء على أفراد عائلته.
وإثر وضعه الصحي السيئ وجراء عدم وجود عناية جيدة بمستشفى الأمير – حسب قوله- نقلت العائلة ابنها لمستشفى خاص حيث اجريت له عمليتان جراحيتان لاستخراج الرصاص فيما يحتاج لعملية اخرى كون احدى الرصاصات لم يتمكن الأطباء من استخراجها لغاية اللحظة.
واستنكر الغزواي طريقة تعامل الأمن مع حادثة شقيقه مؤكدا ان العائلة لا تريد سوى حقها المشروع برد اعتبارها كون ابنها برئ، وظهر بصورة مغايرة جراء الرواية الرسمية للحادثة التي لم توضح أنه كان مجرد مار بالطريق.
وقال" على الأمن العام الاعتراف اولا بانه اخطأ وهذا ابسط حق ومن ثم عليه تحمل مسؤوليته الأخلاقية تجاه مواطن أعزل لا ذنب له إلا انه كان متواجدا في المكان الخاطئ وبالتوقيت الخطأ" مضيفاً " إن كان المواطن لا قيمه له لدى الدولة، فإن لدم ابننا قيمة لا تقدر بثمن، ونحن قادرون على انتزاع حقه بالطرق القانونية والشرعية".
وتساءل الغزاوي " بعد هذه الحادثة كيف لي أن أمشي بالشارع وانا غير مرعوب من عيار ناري يصيبني ممن هم موكلون بحمايتي؟".
ووجه رسالة لجهاز الأمن العام مفادها " تكرار مثل هذه الحوادث التي يذهب الأبرياء ضحايا بها ستخسركم الكثير من رصيدكم وستؤثر على سمعتكم الطيبة وستتحولون بنظر كل المواطنين لخصماء لا شركاء.. لا نريد منكم سوى رد اعتبارنا وكرامتنا كعائلة مشهود لها بالسمعة الحسنة".
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
.