عمري
أحمد حسن الزعبي
بعد شهر واحد من ولادتي ارتديت «تنورّة» بنّاتية بطيخية اللون كانت قد وهبتها إحدى الجارات لأمي بعد أن «أسقطت» جنينها في الشهر السادس من «الحمل» وكانت أنثى..وبقيت ارتديها حتى الشهر التاسع حيث قُصّ بنطال أخي الذي يكبرني بسبع سنوات حتى الركبة ، واختصر الخصر إلى النصف فأصبح بقدرة قادر بنطالا «لحديثي الولادة» صحيح أن جيبه اليسرى كانت بمنتصف صدري لكنه كان بنطالاً جميلاً.. بعد السنة الأولى تم شراء صفقة بناطيل قدرت بثلاثة بناطيل «ستريتش» تشبه معظم الأعلام العربية واحد ازرق والثاني أحمر والثالث أخضر ، كان خصرها من المطاط..ولها قطعة حديد مربعة الشكل في الأمام تشبه حزام الأمان، حتى اللحظة لا اعرف ما هو استخدامها الأصلي...المرحلة ما بين السنة الثانية ولغاية سن البلوغ ونبوت الشوارب بشكل متفرق أسفل الأنف وأنا أتوارث البنطال خلف البنطال والقميص خلف القميص والفانيلاً خلف الفانيلا من الأشقاء ، صحيح ان بعضها كان بحاجة الى صيانة عاجلة ، سحّاب او زر أو «تغيير قبّة» لكنها تبقى دعمة نوعية تماماً كالأسلحة المهداة من الغرب الى العرب...ولا أخفيكم أني كنت أفرح أيما فرح عندما يطول أخ أو يسمن آخر بشكل مفاجىء ، لا لأنه صار رجلاً او انه يتمتع بصحة جيدة وحسب ، بلّ لتؤول إليّ بناطيله القصيرة و»بلايزه» الضيقة عن طيب خاطر...
الدنيا مثل حلويات ليالي لبنان...
الرأي