قليل من الرحمة
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : الأب الأردني هو الأب الوحيد في الدنيا الذي يضحّي بأرضه ،او يرهن بيته، أو يأخذ قرضاَ على راتبه من اجل تدريس أبنائه..لأنه يعتبر أن الاستثمار الأنبل والأغلى والأجمل هو أن يحمل أولاده شهاداتهم بأيديهم حتى لو كلفه ذلك من الضيق والعوز ما كلّفه...وكم من طبيب أو مهندس أو حامل لحرف «الدال» لبس قبّعة التخريج بورق «القواشين» التي تم التنازل عنها..وهذه وحدها تكفي الآباء والأمهات الأردنيات فخراً وعزّاً وانحناءً لهم طوال العمر...
أمس أسرّ لي بعض أولياء الأمور أن تكلفة التدريس الخصوصي لطلاّب التوجيهي أصبح مبالغ فيها إلى حد الابتزاز ، الآن وقبل انطلاق الامتحانات بأيام وصل سعر الساعة الواحدة في البيت إلى ثلاثين ديناراً ومرشحة للارتفاع مع العد التنازلي لبدء الامتحانات الثانوية...فلو كل طالب احتاج معلمين او ثلاثة هذا يعني أن ولي الأمر سوف «يتحزّم» على مئة دينار يومياً على الأقل، ليوفي بمتطلبات بعض المدرسين ...فأين الرحمة يا أهل الرحمة!.
الدروس الخصوصية ظاهرة عربية وربما عالمية وليست محلية فقط، لا يمكن الخلاص او الحد منها لتفاوت جدية المدارس والمدرسين بالتعليم ،ومنعها يشبه تماماً محاربة طواحين الهواء لأنها موجودة شئنا أم أبينا ، والحمد لله ان جلّ مدرسينا لديهم ضمائر حية وعندهم إخلاص في العطاء قل نظيره ، وقد عاصرت بعضهم على زماننا، حيث كان يأتي الساعة السادسة صباحاً ليعطي دروس تقوية للطلاب الضعفاء تحصيلياً بغض النظر عن قدرتهم المالية ودون معرفة المدرسة أو طلب منها...بالمقابل هناك من يعتبر «التوجيهي» موسم حصاد ولا بد من استغلاله حتى آخر دقيقة في عقارب الساعة...
ثلاثون ديناراً ثمن الحصة الواحدة والله حرام.. سيما في ظل ظروف الناس المادية الصعبة وضنك العيش ..حرام استغلال حاجة الأهالي لإيصال الأولاد إلى قدر كاف من التعليم فهذه رسالة وعاطفة الآباء التي لا يستطيعون التباطؤ أو التقصير فيها..
معقول ثمن حصتين خاصتين للطالب في بيته نصفها «مثاوبة» و»واتساب» ،صار يعادل مبيت ليلة في الشيراتون مع عشاء ومطرب وإفطار صباحي ...
***
التعليم رسالة عظيمة، مهما شوّهت صورته ...سيطفو نبله على ملوحة المادة...
التعليم مهنة الفلاسفة والزاهدين ..أرجوكم أرجوكم لا تزّجوه في شراك الجشع...
(الراي)
أمس أسرّ لي بعض أولياء الأمور أن تكلفة التدريس الخصوصي لطلاّب التوجيهي أصبح مبالغ فيها إلى حد الابتزاز ، الآن وقبل انطلاق الامتحانات بأيام وصل سعر الساعة الواحدة في البيت إلى ثلاثين ديناراً ومرشحة للارتفاع مع العد التنازلي لبدء الامتحانات الثانوية...فلو كل طالب احتاج معلمين او ثلاثة هذا يعني أن ولي الأمر سوف «يتحزّم» على مئة دينار يومياً على الأقل، ليوفي بمتطلبات بعض المدرسين ...فأين الرحمة يا أهل الرحمة!.
الدروس الخصوصية ظاهرة عربية وربما عالمية وليست محلية فقط، لا يمكن الخلاص او الحد منها لتفاوت جدية المدارس والمدرسين بالتعليم ،ومنعها يشبه تماماً محاربة طواحين الهواء لأنها موجودة شئنا أم أبينا ، والحمد لله ان جلّ مدرسينا لديهم ضمائر حية وعندهم إخلاص في العطاء قل نظيره ، وقد عاصرت بعضهم على زماننا، حيث كان يأتي الساعة السادسة صباحاً ليعطي دروس تقوية للطلاب الضعفاء تحصيلياً بغض النظر عن قدرتهم المالية ودون معرفة المدرسة أو طلب منها...بالمقابل هناك من يعتبر «التوجيهي» موسم حصاد ولا بد من استغلاله حتى آخر دقيقة في عقارب الساعة...
ثلاثون ديناراً ثمن الحصة الواحدة والله حرام.. سيما في ظل ظروف الناس المادية الصعبة وضنك العيش ..حرام استغلال حاجة الأهالي لإيصال الأولاد إلى قدر كاف من التعليم فهذه رسالة وعاطفة الآباء التي لا يستطيعون التباطؤ أو التقصير فيها..
معقول ثمن حصتين خاصتين للطالب في بيته نصفها «مثاوبة» و»واتساب» ،صار يعادل مبيت ليلة في الشيراتون مع عشاء ومطرب وإفطار صباحي ...
***
التعليم رسالة عظيمة، مهما شوّهت صورته ...سيطفو نبله على ملوحة المادة...
التعليم مهنة الفلاسفة والزاهدين ..أرجوكم أرجوكم لا تزّجوه في شراك الجشع...
(الراي)