رسالة لليائسين
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : رمضان ليس ظاهرة كونية تأتي في العمر مرة وتنتهي ، كما انه ليس عاصفة رملية او موجة حرّ قد تحيد عنّا وتصيب غيرنا أو العكس..رمضان جزء من دوران السنة وركن زمني سيبقى يتكرر ما دام على الأرض حياة وثمة أرواح في الأجساد الطائعة...بمعنى آخر «ح تنباس..يعني ح تنباس..ح تنباس يا عباس»...لذلك لا فائدة من التذمّر و»التطحمر» ، فرمضان ليس حرباً نووية ولا حرب ابادة، رمضان شهر التزام ونظام و عبادة...فلتكن الفكرة الأساسية كيف تحوّل هذا الشهر الى شهر استمتاع ولو بحده الأدنى...
بمعنى أوضح لا داعي للغة الصينية التي تتكلمها صباحاً مع أم العيال نتيجة ارتخاء الحنك السفلي وصعوبة ملامسة اللسان لسقف الحلق ، فانخفاض الجلوكوز الذي تتخيله بسبب الصيام يحتاج على الأقل ست ساعات حتى تظهر علاماته بعد انتهاء السحور ، كما أرجو تهدئة حاجبيك المستنفرين كحاجبي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق «وارن كريستوفر» فالاستفزاز يأتي بالعدوى والاستعداد المسبق..حاول ان تأخذ نفساً عميقاً واعتبر كل معيق في الطريق من أزمات سير وارتفاع حرارة وتأخر عن الدوام هو في صالحك..فالنهار طويل ولا بد للطريق ان ينتهي...
في سباقات الجري كان معلم الرياضة دائماً ينبهنا الا نركض بسرعة عالية في بداية السباق كي لا نتعب باكراً ، فالهرولة المتزنة تطيل مسافة الجري وتحقق نتائج أفضل في النهاية...وعليه أخي الصائم عليك ان تسقط مثال السباق على الورع ..فلكما التزمت كثيراً دفعة واحدة وحاولت الحصول على أعلى كم من الحسنات «خاوة» - لا سيما انه قبل يومين كان رصيدك من الحسنات كرصيد «ابو تريكة» في البنك هذه الأيام - فحتماً سوف تتعب وتمل وتعود الى عهد «الفنطزة» اياها ...
***
في رمضان رسالة لليائسين دائماً، ان الرحمة موجودة والمغفرة متوفرة بكميات هائلة..فلا تنتبهوا لوعيد بعض «الشيوخ» حول عقاب الأخطاء والخطايا، الله وحده من يغفر الذنوب وليس امام الجامع ..كما انه رسالة لليائسين من حال الأمة الإسلامية، لو تفكرنا قليلاً لأبصرنا هذه الرسالة...تخيلوا أكثر من 2 مليار مسلم تفرقهم السياسة والجغرافيا وأنظمة الحكم؛ وهذا أسيوي هذا أوروبي هذا إفريقي هذا أمريكي ...لكن يجمعهم يوم صيام واحد ويوم إفطار واحد ...اكثر من ملياري مسلم تفرقهم السياسة لكن يمكن ان يتوحّدوا على موعد طبق الإفطار وموعد طبق السحور..أرأيتم ما أسهل الوحدة اذا ما خيّطت بخيط الرحمن؟..
بكل قسوته وحرارة قيظه ...يبقى رمضان شهراً مفتوحاً للتفكّر والمعاني...وتذكّر يا الحبيب كلما خرجت عن طور الصائم الهانئ...انك تحمل بحفنتك حسناتك وتمضي من طلوع الفجر الى غياب الشمس..في آخر النهار إما أن ترتوي من حصاد كفيك...واما لن ينالك من حفنتك سوى رطوبة اليدين وتعب المشوار...
رمضان كريم..وكريم جدا..
رح أنهي المقال لأنه :»حاس حالي قلبت عمرو خالد»...
(الرأي)
بمعنى أوضح لا داعي للغة الصينية التي تتكلمها صباحاً مع أم العيال نتيجة ارتخاء الحنك السفلي وصعوبة ملامسة اللسان لسقف الحلق ، فانخفاض الجلوكوز الذي تتخيله بسبب الصيام يحتاج على الأقل ست ساعات حتى تظهر علاماته بعد انتهاء السحور ، كما أرجو تهدئة حاجبيك المستنفرين كحاجبي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق «وارن كريستوفر» فالاستفزاز يأتي بالعدوى والاستعداد المسبق..حاول ان تأخذ نفساً عميقاً واعتبر كل معيق في الطريق من أزمات سير وارتفاع حرارة وتأخر عن الدوام هو في صالحك..فالنهار طويل ولا بد للطريق ان ينتهي...
في سباقات الجري كان معلم الرياضة دائماً ينبهنا الا نركض بسرعة عالية في بداية السباق كي لا نتعب باكراً ، فالهرولة المتزنة تطيل مسافة الجري وتحقق نتائج أفضل في النهاية...وعليه أخي الصائم عليك ان تسقط مثال السباق على الورع ..فلكما التزمت كثيراً دفعة واحدة وحاولت الحصول على أعلى كم من الحسنات «خاوة» - لا سيما انه قبل يومين كان رصيدك من الحسنات كرصيد «ابو تريكة» في البنك هذه الأيام - فحتماً سوف تتعب وتمل وتعود الى عهد «الفنطزة» اياها ...
***
في رمضان رسالة لليائسين دائماً، ان الرحمة موجودة والمغفرة متوفرة بكميات هائلة..فلا تنتبهوا لوعيد بعض «الشيوخ» حول عقاب الأخطاء والخطايا، الله وحده من يغفر الذنوب وليس امام الجامع ..كما انه رسالة لليائسين من حال الأمة الإسلامية، لو تفكرنا قليلاً لأبصرنا هذه الرسالة...تخيلوا أكثر من 2 مليار مسلم تفرقهم السياسة والجغرافيا وأنظمة الحكم؛ وهذا أسيوي هذا أوروبي هذا إفريقي هذا أمريكي ...لكن يجمعهم يوم صيام واحد ويوم إفطار واحد ...اكثر من ملياري مسلم تفرقهم السياسة لكن يمكن ان يتوحّدوا على موعد طبق الإفطار وموعد طبق السحور..أرأيتم ما أسهل الوحدة اذا ما خيّطت بخيط الرحمن؟..
بكل قسوته وحرارة قيظه ...يبقى رمضان شهراً مفتوحاً للتفكّر والمعاني...وتذكّر يا الحبيب كلما خرجت عن طور الصائم الهانئ...انك تحمل بحفنتك حسناتك وتمضي من طلوع الفجر الى غياب الشمس..في آخر النهار إما أن ترتوي من حصاد كفيك...واما لن ينالك من حفنتك سوى رطوبة اليدين وتعب المشوار...
رمضان كريم..وكريم جدا..
رح أنهي المقال لأنه :»حاس حالي قلبت عمرو خالد»...
(الرأي)