حكومة تستجدي فاسدين
يستغرب الأردنيون سلسلة الإجراءات التي إتخذتها حكومة فايز الطراونة مؤخراً، في الوقت الذي تنظر شريحة واسعة من المراقبين إلى أن الحكومة ماضية في تطبيق سياسات لا تأخذ بالأعتبار الرغبة الشعبية في تحقيق إصلاحات هيكلية سياسية وإقتصادية.
لا نملك أرقاماً واضحة ونِسَباً محددة من مراكز دراسات معنية بالامر، لكن الملاحظ أن هناك تململ شعبي من تلك الإجراءات، نقرأ لمراقبين ونستشف من كتاب مواقع الكترونية ونجد في مواقع التواصل الأجتماعي وجود شعور لدى الكثيرين بأن الحكومة تخلّت عن مشروعها الإصلاحي التي عممت سابقاً أنها ماضية فيه على الرغم أنها حكومة إنتقالية كما عبرت عن نفسها في بداية تكليفها.
حكومة الطراونة ظهرت جريئة في التغوّل على لقمة المواطن الذي إستضعفته حين قررت رفع أسعار المحروقات وغيرها، متناسية أن خطوط الفقر في المجتمع بلغت مستويات فلكية ومتناسية أن المواطن الأردني بات يشعر أن صبره بات ينفذ بعدما دفعته الحكومات المتعاقبة الى ذلك، وبدت كذلك جريئة في إستجداء رضى شخصيات بعينها حين قررت تعيين أبناءها ومحاسيبها في مناصب عليا بينما يتلوى أصحاب الكفاءات في مؤسسات الدولة من غياب العدالة
والمساواة في التعيينات، فهل صدفة أن يصل أبناء الذوات إلى المناصب العليا أم أن هناك نهجاً كامناً يتطلب إصلاحاً هيكلياً عند هذه الحكومات ؟!!
أيا يكن الأمر فاننا نخشى أن تتفاقم الأزمات وتتعقد ويصعب نتيجة تلك السياسات حلها، ونخشى أن تتحول الأحتجاجات الى برميل بارود نخشى بوطننا أو بنظامنا السياسي لاسمح الله أن تنعكس سلباً عليه، ، ولو عرف المسؤولون وأصحاب القرار كم يحرص الأردنيون على وطنهم لأختبأوا خوفاً من ردود فعلهم، ولكنهم للأسف مصرون على إعتبار الأردنيين رعايا لديهم لامواطنين في وطن كريم.
صرنا نلاحظ كم بات الأردنيون يستذكرون بالخير والذكر الطيب وصفي التل وهزاع المجالي والرعيل الأول الذين بنوا الأردن لبنة لبنة في الوقت الذي يستمر آخرون في تخريبه مدماكاً مدماك، ورحم الله زماناً غير هذا الزمان.
حمى الله الأردن من الفاسدين ومن أصحاب الأجندات الخاصة ورعاه بالخير ووحدة أبناءه وبناته.