هل ستصبح سوريا أفغانستان جديدة في المنطقة ؟؟
المحامي عوني الزعبي
جو 24 : إن ما يحكم الأزمة السورية هو صراع دولي وإقليمي بين سوريا وروسيا والصين وإيران من جهة وبين أمريكا وحلفائها في محور ما يعرف بمحور الأعتدال من جهة أخرى، وهذا الصراع يستهدف مصالح كل هذه القوى، وللأسف فان الخاسر الوحيد من هذا الصراع هو الشعب العربي السوري الذي تنزف دماء أبناءه كل يوم سواء كان هذا المواطن السوري مدني أم عسكري في الجيش النظامي أوجندي في الجيش الحر.
إن الولايات المتحدة ترى في النظام السوري إمتداداً وحليفاً لايران وإسقاطه هو الخطوة الأولى لأفشال المشروع الايراني في الشرق الأوسط، وفي هذا تسعى لأن يفرز الصراع نظام حكم غير معادي لأسرائيل.
أما روسيا فهي تدرك تماماً أنه في حال إنهيار النظام السوري فانها سوف تفقد ثقلها في الشرق الأوسط، والآن لا تستطيع التراجع عن موقفها تجاه الأسد لأنها أقحمت نفسها بقوة في المشهد السوري ولم تعد قادرة إلا على دعم نظام الأسد حتى النهاية.
ومن جهة ثانية فان روسيا تعتبر سوريا أخر دولة صديقة وحليفة لها في الشرق الأوسط بعدما خسرت العراق وليبيا ولا تريد بالتالي أن تخسرسوريا ، ومن جانب أخر تريد روسيا أن تعيد هيبتها على المستوى الدولي سيما أن لها قاعدة عسكرية إستراتيجية بحرية متمركزة في طرطوس ومؤخراً نشرت صواريخها في أكثر من موقع في سوريا .
الأزمة السورية تعيد إلى أذهاننا الصراع الأمريكي – السوفياتي في أفغانستان ، وكثير مما نسمعه ونشاهده حالياً شبيه إلى حد كبير بذلك الصراع الذي حسم في نهاية المطاف لمصلحة الولايات المتحدة، بعد أن جندت الوهابية لمقاتلة السوفيات قبل ان ينقلبا على بعضهما بعد سنوات، وما نخشاه أن يطول الصراع لتصبح سوريا أفغانستان أخرى.
الدم السوري غالي على كل عربي وكل مسلم، وكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلمولايجوز أن يعرض للبيع والشراء والسمسرة من أي طرف سواء كان النظام أم القوى الأخرى، ودماء السوريين في أعناق كل من لا يريد لسوريا الخير ولا يريد لها ان تكون بلداً قادراً على النهوض والأستقلال، فسواء روسيا أم الولايات المتحدة لديهما مصلحة في دعم اياً من طرفي الصراع، وهاتين القوتين غير مهتمتان لا بحقوق الأنسان ولا بالحريات ولا بكرامة المواطن السوري.
وأعتقد أنه إذا استمر الوضع كذلك فان واحداً من أحد ستنتهي إليه الأمور: -
السيناريو الاول : بأن يبقى الوضع السوري كما هو ويستمر الأقتتال من أجل إستنزاف قوى النظام بحيث لا يكون قادراً على البقاء بسبب عامل الخراب الداخلي، وهو ما يجعل أي عملية تدخل عسكري خارجي بعد ذلك غير مكلفة مادياً عند الدول صاحبة المصلحة في ذلك، وفي مثل هذا الوضع تضمن تلك القوى تخلي الطائفة العلوية عنه أولاً بأول وكذلك الأقليات المسيحية والدرزية التي تشعر بحماية النظام لها، ومتوقع أن تعيد تلك الطوائف ترتيب أوراقها من جديد.
السيناريو الثاني : وهو ما أرجحه شخصياً وقد يتحقق في الأيام القريبة القادمة وهو أن تتم إزاحة بشار عن السلطة كما حدث في اليمن تماماً ويتم إستبدل الأسد بشخصية أخرى تقود مرحلة إنتقالية ترضى عنها روسيا مع الأبقاء على النظام، بذلك تبقى مصالح روسيا الأقتصادية في سوريا وقاعدتها العسكرية .
أما نحن في الأردن فأعتقد أن الموقف الرسمي يجب أن يقتصر على تقديم كل المساعدات الأنسانية لأخواننا السوريين، وفي نفس الوقت ليس من مصلحتنا الأنحياز لطرف من أطراف الصراع حتى لا يزج بجيشنا بالنهاية إلى خوض معركة ليست من أولوياته، لأن جيشنا العربي لايعرف إلا خصماً واحداً له وهو العدو الأسرائيلي ولم يعتد إلا قتال الأحتلال اليهودي.
ليس من مصلحة الأردن أن يخوض حروباً بالنيابة عن أحد، ستكون مكلفة أمنياً وإقتصادياً وإجتماعياً على الاردن على الصعيدين الرسمي والشعبي، لأننا نعلم أن النظام السوري وبمساعدة إيران يمكن أن يلجأ إلى إشعال المنطقة عندما يشعر أن وجوده بات مهدداً، وإذا ما أرادت بعض من أنظمة الخليج إسقاط النظام السوري فعليها أن تزحف بجيوشها الجرارة الى قلب دمشق وتسقط النظام هناك.
حمى الله الاردن وطناً وملكاً وشعباً .
حمى الله الأمة من أعدائها وممن يمكرون لها من أبناء جلدتها .
إن الولايات المتحدة ترى في النظام السوري إمتداداً وحليفاً لايران وإسقاطه هو الخطوة الأولى لأفشال المشروع الايراني في الشرق الأوسط، وفي هذا تسعى لأن يفرز الصراع نظام حكم غير معادي لأسرائيل.
أما روسيا فهي تدرك تماماً أنه في حال إنهيار النظام السوري فانها سوف تفقد ثقلها في الشرق الأوسط، والآن لا تستطيع التراجع عن موقفها تجاه الأسد لأنها أقحمت نفسها بقوة في المشهد السوري ولم تعد قادرة إلا على دعم نظام الأسد حتى النهاية.
ومن جهة ثانية فان روسيا تعتبر سوريا أخر دولة صديقة وحليفة لها في الشرق الأوسط بعدما خسرت العراق وليبيا ولا تريد بالتالي أن تخسرسوريا ، ومن جانب أخر تريد روسيا أن تعيد هيبتها على المستوى الدولي سيما أن لها قاعدة عسكرية إستراتيجية بحرية متمركزة في طرطوس ومؤخراً نشرت صواريخها في أكثر من موقع في سوريا .
الأزمة السورية تعيد إلى أذهاننا الصراع الأمريكي – السوفياتي في أفغانستان ، وكثير مما نسمعه ونشاهده حالياً شبيه إلى حد كبير بذلك الصراع الذي حسم في نهاية المطاف لمصلحة الولايات المتحدة، بعد أن جندت الوهابية لمقاتلة السوفيات قبل ان ينقلبا على بعضهما بعد سنوات، وما نخشاه أن يطول الصراع لتصبح سوريا أفغانستان أخرى.
الدم السوري غالي على كل عربي وكل مسلم، وكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلمولايجوز أن يعرض للبيع والشراء والسمسرة من أي طرف سواء كان النظام أم القوى الأخرى، ودماء السوريين في أعناق كل من لا يريد لسوريا الخير ولا يريد لها ان تكون بلداً قادراً على النهوض والأستقلال، فسواء روسيا أم الولايات المتحدة لديهما مصلحة في دعم اياً من طرفي الصراع، وهاتين القوتين غير مهتمتان لا بحقوق الأنسان ولا بالحريات ولا بكرامة المواطن السوري.
وأعتقد أنه إذا استمر الوضع كذلك فان واحداً من أحد ستنتهي إليه الأمور: -
السيناريو الاول : بأن يبقى الوضع السوري كما هو ويستمر الأقتتال من أجل إستنزاف قوى النظام بحيث لا يكون قادراً على البقاء بسبب عامل الخراب الداخلي، وهو ما يجعل أي عملية تدخل عسكري خارجي بعد ذلك غير مكلفة مادياً عند الدول صاحبة المصلحة في ذلك، وفي مثل هذا الوضع تضمن تلك القوى تخلي الطائفة العلوية عنه أولاً بأول وكذلك الأقليات المسيحية والدرزية التي تشعر بحماية النظام لها، ومتوقع أن تعيد تلك الطوائف ترتيب أوراقها من جديد.
السيناريو الثاني : وهو ما أرجحه شخصياً وقد يتحقق في الأيام القريبة القادمة وهو أن تتم إزاحة بشار عن السلطة كما حدث في اليمن تماماً ويتم إستبدل الأسد بشخصية أخرى تقود مرحلة إنتقالية ترضى عنها روسيا مع الأبقاء على النظام، بذلك تبقى مصالح روسيا الأقتصادية في سوريا وقاعدتها العسكرية .
أما نحن في الأردن فأعتقد أن الموقف الرسمي يجب أن يقتصر على تقديم كل المساعدات الأنسانية لأخواننا السوريين، وفي نفس الوقت ليس من مصلحتنا الأنحياز لطرف من أطراف الصراع حتى لا يزج بجيشنا بالنهاية إلى خوض معركة ليست من أولوياته، لأن جيشنا العربي لايعرف إلا خصماً واحداً له وهو العدو الأسرائيلي ولم يعتد إلا قتال الأحتلال اليهودي.
ليس من مصلحة الأردن أن يخوض حروباً بالنيابة عن أحد، ستكون مكلفة أمنياً وإقتصادياً وإجتماعياً على الاردن على الصعيدين الرسمي والشعبي، لأننا نعلم أن النظام السوري وبمساعدة إيران يمكن أن يلجأ إلى إشعال المنطقة عندما يشعر أن وجوده بات مهدداً، وإذا ما أرادت بعض من أنظمة الخليج إسقاط النظام السوري فعليها أن تزحف بجيوشها الجرارة الى قلب دمشق وتسقط النظام هناك.
حمى الله الاردن وطناً وملكاً وشعباً .
حمى الله الأمة من أعدائها وممن يمكرون لها من أبناء جلدتها .