jo24_banner
jo24_banner

السعودية والهجمة الايرانية الفارسية

المحامي عوني الزعبي
جو 24 : واجهت السعودية الاعتداء على سفارتها في طهران بقرار طرد الدبلوماسيين الايرانيين و قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران ، و هو حدث كبير بكل المقاييس السياسية و الدبلوماسية والأمنية ، و ربما ينتج عنه الكثير من النتائج التي سوف تنعكس على المنطقة بمزيد من الفوضى ، غير أن القرار يبقى قراراً سياديا سعودياً ، لا يحق لأحد أن يعترض عليه خاصة في ظل الظروف التي تتعرض لها السعودية على أكثر من صعيد و أكثر من جبهة.
و كان من الأولى أن تتعامل ايران مع القرار على هذا الأساس ، فنمر النمر مواطن سعودي، و ليس مواطناً ايرانياً، و بالتالي فإنه لا يجوز لإيران أو غيرها أن تتعامل مع الحدث و كأنه وقع على أحد مواطنيها ، و قد قامت ايران نفسها باعدامات للكثير من المعارضين و من بينهم عرب سنة و لم تكن ردة فعل السعودية او أي دولة عربية على ذلك مماثلة لردة فعل ايران على اعدام نمر النمر الشيعي و لكن بجنسية سعودية .

الحملة الايرانية الممنهجة ضد السعودية و كثير من الدول العربية والتي دفعت بحلفاء ايران في المنطقة الى التناغم معها، وخصوصاً ما صرح به الامين العام لحزب الله (حسن نصر الله) يجب ان لا يمر مرورالكرام والذي يهدد بالإنفراد بالسعودية و التعامل معها كعدو و بالتالي فمن الممكن أن تتعرض السعودية و مصالحها في الداخل و الخارج للكثير من التهديد و هذا يفرض على الدول العربية و جامعة الدول العربية ان تقف موقفاً موحداً ضد الهجمة الفارسية ضد العرب و الشيعية ضد أهل السنة و الجماعة ، خاصة و أن السعودية قامت وعلى مدى عقود طويلة بمساعدة الكثير من الدول العربية بعشرات المليارات و من بينها مصر مثلا.
على السعودية ان تعيد حساباتها، من حيث بناء كتلة اقليمية عربية مؤثرة ، يمثلها الاردن ومصر والسودان ودول الخليج العربي ، وذلك الى جانب دعم اقتصادي للبلدان التي تشهد اقتصادياتها تراجعا واضحا ، وهذا سيفرض على ايران واقعاً جديدا ستكون مضطرة للتعامل معه كند قوي، أما ان تبقى العلاقة على هذه الشاكلة التي نشهدها، فهذا سيؤدي الى تقوية النفوذ الايراني في المنطقة
الوضع المستجد على السعودية بالذات لا تنفع معه تصريحات اعلامية هنا وهناك ، وشتم ايران لن يقود الى نتيجة ، فالعبرة هي في الأفعال و ليس في الأقوال فحسب و من الواضح أن الأمة العربية و النظام السياسي العربي على مفترق طرق و السعودية بغض النظر عن اتفتقنا معها او اختلافنا فإنها تبقى بيضة القبان و قطب الرحى الذي تدور حوله و تتمحور تجاهه سياسات المنطقة و مستقبلها ، و هذا يفرض واقعاً كالقدر لا بد من التنبه اليه و التعامل معه قبل فوات الأوان و وقوع الجميع في مصيدة ايران الفارسية.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير