حكاية نائب يرضخ لضغوط الأجهزة الأمنية ويحارب أحد نشطاء الحراك في لقمة عيشه

تامر خرمه- الأجهزة الأمنية قامت بمحاربة الناشط صبري عكروش في لقمة عيشه، وذلك في سياق العودة إلى الأساليب القمعية التي كانت سائدة فترة الأحكام العرفية، حيث كان النشطاء السياسيون يقعون ضحية التدخلات والضغوط الأمنية عبر تهديدهم في أرزاقهم والتضييق عليهم اجتماعياً في سياق أقسى وسائل التعذيب النفسي.

وتورد jo24 ما تعرض له هذا الناشط بسبب مشاركته في الحراك الشبابي والشعبي المطالب بالإصلاح، حيث كان يعمل منذ 1- 10- 2010 في مدرسة ثيودور شنلر في عمان، التي يشغل النائب غازي مشربش منصب مديرها العام، إذ كان عكروش يقوم بكافة مهامه الوظيفية ضمن مشروع تأهيل وتدريب العراقيين، بإشراف ودعم مالي من المنظمة الدولية للإغاثة والتنمية (IRD) وهي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة".

وبحكم خبرته العملية والنظرية في التدريب المهني، كان عكروش يقوم بكل المهام الموكلة إليه بمنتهى الدقة، إلا أن الأجهزة الأمنية قامت، منذُ حوالي الشهرين، بالاتصال مع النائب غازي مشربش بصفته مدير عام المدرسة وطلبت منة فصل عكروش من العمل بسبب أفكاره ونشاطه السياسي في الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح.

الناشط دافع عن حقه عبر القيام برفع أكثر من دعوى قضائية، واستمر في عمله حتى نهاية عقده بتاريخ 31- 7- 2012. وقبل عدة أيام كان من المفترض أن يقوم بالتوقيع على عقد جديد اعتبارا من 9- 9- 2012(بداية المشروع الثالث)إلا أن مشربش طلب مقابلته قبل أيام.

وبعد حوار طويل وصريح أبلغ مشربش عكروش أنه غير قادر على مواجهة الأجهزة الأمنية، وأخبره بأنه تلقى تعليمات صارمة بعدم تجديد عقده، وانه غير قادر على رفض ضغوطات وتعليمات الأجهزة المعنية (المخابرات).

ويتساءل عكروش: "إلى متى ستبقى هذه الذهنية والعقلية الأمنية"، مضيفا في ذات السياق "أعاهدكم بانني لن أرضخ ولن أستكين لسياسة الضغط الاقتصادي، وسأبقى كما أنا".

ومن جهته نفى النائب مشربش ان يكون عدم تجديد عقد عكروش جاء نتيجة لنشاطه السياسي، كما نفى تعرضه لأي ضغط من قبل الأجهزة الأمنية.

ولكنه قال في رده على استفسارات jo24 إن احد أقاربه اتصل به هاتفياً وقال له أن "الأجهزة" تطلب منه تنبيه عكروش ومنعه من إثارة أية مواضيع لها صلة بالسياسة داخل المدرسة، "كما ان النظام الداخلي للمدرسة ينص على منع الاحاديث السياسية"، وفقاً لمشربش.

وأضاف مشربش: "قمت بتنبيه عكروش وإبلاغه بانه لا يجوز له التحدث في السياسة"، مشيراً في ذات السياق إلى أن هذه الحادثة جاءت بعد اعتصام نفذه مجموعة من النشطاء أمام رئاسة الوزراء.

واستدرك مشربش: "هو الذي بدأ (يتحزر) وينسج قصة عدم تجديد عقده بسبب نشاطه السياسي، غير ان ملاحظات كانت قد أثيرت حوله بسبب قيامه بالتدخين والنوم أثناء العمل، وفق ما أخبره مسؤوله المباشر السيد فاروق الداوود، حيث أبلغه الداوود أمامي استياء المدير الاجنبي من سلوكه".

ويتابع: "أنا لست مسؤولا مباشرا لعكروش، كما أنني احترم كافة النشطاء السياسيين، ولن أقوم بطرد أي كان من العمل بسبب ضغوط من الاجهزة الأمنية"، على حد تعبيره.

ونوه مشربش إلى أن المدرسة تقوم بإدارة مشروع مهني لتدريب اللاجئين العراقيين حتى يتسنى لهم إيجاد عمل، حيث كان عكروش مدربا في أعمال النجارة، وأضاف: "أنا أستغرب لماذا يفتعل قصة حيال الأمر، خاصة وأن عقده كان لمدة سنة"، على حد قوله.