معركة تكسير العظام..!!
حسين الرواشدة
جو 24 : أفهم ان تتعامل بعض الانظمة السياسية بمنطق “العداء” مع الاسلاميين، واتفهم -ايضا- موقف الغرب من “المشروع السياسي الاسلامي” واصحابه القادمين على ظهر “الديمقراطية”، لكنني لا افهم ولا اتفهم مواقف بعض النخب اليسارية والليبرالية من الاسلاميين لدرجة انني اصبحت اشك بان قاعدة الاختلاف التي ينطلق منها هؤلاء سياسية لا عقائدية، اذ لو كانت هذه القاعدة سياسية نظيفة لما وصلنا الى هذه النتيجة من الاستقطاب والتنابذ ولما انتهى خطابنا الى هذا المستوى من “الركاكة” والفجاجة والابتذال.
لدي عشرات النماذج( في مصر ابرزها) التي تؤكد ان بعض اخواننا “الليبراليين” وضعوا صراعهم مع الاسلاميين في مقدمة اولوياتهم، وبالتالي فان قضيتهم اصبحت محددة في “تكسير” عظام الاسلاميين وتشويههم والدفع ما امكن نحو اقصائهم وتنفير الجماهير منهم، وحين تسأل لماذا؟ لا تجد الا جوابا واحدا، وهو ان هؤلاء يشعرون بعقدة “العجز” تجاه منافسة الاسلاميين -سياسيا- في الشارع وبالتالي فكل ما يستطيعون ان يفعلوه هو “التخويف” من قدوم الاسلاميين الى الحكم سواء باشغالهم في سجالات لا قيمة لها او تجريحهم امام الناس او اغراء الانظمة لقتلهم ومحاصرتهم او اتهامهم بتحالفهم مع الغرب تارة او “بارتباطات” غير وطنية تارة اخرى.
في بلادنا، ثمة اصوات “ليبرالية” بدأت تجيّش ضد الاسلاميين، ومع ان منطق “المرحلة” يفرض الالتقاء على ارضيات تسمح “للشركاء” مهما كانت اتجاهاتهم السياسية ان يلتقوا لانجاز “الاصلاح” والتوافق على برنامجه، والحفاظ على امن البلد واستقراره، الا ان احساس هؤلاء بان “نصيبهم” من المقاعد او رصيدهم الشعبي سيكشف وزنهم في الشارع - وهو وزن متواضع - فيما لو انتقلنا الى الاصلاح الحقيقي جعلهم يستبقون الاحداث لاطلاق احكامهم ضد الاسلاميين والشماتة بما حدث لهم والتحريض عليهم ايضا .
شعار بعض اخواننا هؤلاء هو: لا نريد الاصلاح ولا التغيير اذا كانت النتيجة ان يكسب الاسلاميون “الجولة” ولو قيض لأحدنا ان يدقق في “مبادراتهم” لانتهى الى حقيقة واحدة وهي انهم يمكن ان يقبلوا تأجيل “التغيير” ويقبلوا بقاء الاوضاع على ما هي عليه ويمكن ان يدخلوا في اي صفقة مع الحكومات او مع الغرب او حتى مع “الشيطان” اذا كان “الثمن” اقصاء الاسلاميين من الميدان او حذفهم من معادلة “اللعبة” السياسية.. او “اغلاق” الصناديق امام اية ورقة تصب في حساباتهم السياسية.
من المفارقات ان هؤلاء يتهمون الاسلاميين “بالتفرد” في العمل وفي رفض الآخر وفي انكار التعددية والشراكة الوطنية واحتكار الرأي فيما الحقيقة انهم يمارسون كل ذلك دون ان يرف لهم جفن.
من المفارقات –ايضا- انهم يدافعون عن “خيارات” الناس وعن الديمقراطية وشرعية ما تفرزه الصناديق ويرفضون سياسات القمع والفساد والاستبداد ولكنهم حين “يحسبون” معادلاتهم ويجدون انهم سيخسرون اذا ما دقّت ساعة “التغيير” سرعان ما ينقلبون على هذه المبادىء والقيم وبدل ان يراجعوا حساباتهم الداخلية واسباب خيبة الناس منهم يتوجهون الى مصارعة “الاسلاميين” وتهميشهم وكأنهم هم سبب انفضاض الناس عن موائدهم السياسية.
لا ندافع عن الاسلاميين لأننا نعرف ايضا اخطاءهم ولا نريد ان يتحول الصراع على الاصلاح والتغيير في عالمنا العربي الى صراع بين “النخب” سواء كانت قومية او اسلامية او ليبرالية لكننا نقول ان اسوأ ما يمكن ان نفعله هو استغفال الناس والاستهتار بذكائهم او محاولة تضليلهم واعتقد ان اخواننا من الليبراليين سيخسرون اكثر من غيرهم اذا ما استغرقوا في لعبة “الصراع” مع الاسلاميين واننا -ايضا- سنخسر معهم لان المستفيد الوحيد هو انظمة القمع والاستبداد و التطرف وميليشياته واصحابه الذين لا يترددون في صب الزيت على نيران اية معركة تقوم بين النخب في المجتمع لان نتيجتها هي ضمان بقائهم في مدرجاتهم للتمتع بممارسة التوحش و”التفرج” والنهب وربما التصفيق ايضا.
(الدستور)
لدي عشرات النماذج( في مصر ابرزها) التي تؤكد ان بعض اخواننا “الليبراليين” وضعوا صراعهم مع الاسلاميين في مقدمة اولوياتهم، وبالتالي فان قضيتهم اصبحت محددة في “تكسير” عظام الاسلاميين وتشويههم والدفع ما امكن نحو اقصائهم وتنفير الجماهير منهم، وحين تسأل لماذا؟ لا تجد الا جوابا واحدا، وهو ان هؤلاء يشعرون بعقدة “العجز” تجاه منافسة الاسلاميين -سياسيا- في الشارع وبالتالي فكل ما يستطيعون ان يفعلوه هو “التخويف” من قدوم الاسلاميين الى الحكم سواء باشغالهم في سجالات لا قيمة لها او تجريحهم امام الناس او اغراء الانظمة لقتلهم ومحاصرتهم او اتهامهم بتحالفهم مع الغرب تارة او “بارتباطات” غير وطنية تارة اخرى.
في بلادنا، ثمة اصوات “ليبرالية” بدأت تجيّش ضد الاسلاميين، ومع ان منطق “المرحلة” يفرض الالتقاء على ارضيات تسمح “للشركاء” مهما كانت اتجاهاتهم السياسية ان يلتقوا لانجاز “الاصلاح” والتوافق على برنامجه، والحفاظ على امن البلد واستقراره، الا ان احساس هؤلاء بان “نصيبهم” من المقاعد او رصيدهم الشعبي سيكشف وزنهم في الشارع - وهو وزن متواضع - فيما لو انتقلنا الى الاصلاح الحقيقي جعلهم يستبقون الاحداث لاطلاق احكامهم ضد الاسلاميين والشماتة بما حدث لهم والتحريض عليهم ايضا .
شعار بعض اخواننا هؤلاء هو: لا نريد الاصلاح ولا التغيير اذا كانت النتيجة ان يكسب الاسلاميون “الجولة” ولو قيض لأحدنا ان يدقق في “مبادراتهم” لانتهى الى حقيقة واحدة وهي انهم يمكن ان يقبلوا تأجيل “التغيير” ويقبلوا بقاء الاوضاع على ما هي عليه ويمكن ان يدخلوا في اي صفقة مع الحكومات او مع الغرب او حتى مع “الشيطان” اذا كان “الثمن” اقصاء الاسلاميين من الميدان او حذفهم من معادلة “اللعبة” السياسية.. او “اغلاق” الصناديق امام اية ورقة تصب في حساباتهم السياسية.
من المفارقات ان هؤلاء يتهمون الاسلاميين “بالتفرد” في العمل وفي رفض الآخر وفي انكار التعددية والشراكة الوطنية واحتكار الرأي فيما الحقيقة انهم يمارسون كل ذلك دون ان يرف لهم جفن.
من المفارقات –ايضا- انهم يدافعون عن “خيارات” الناس وعن الديمقراطية وشرعية ما تفرزه الصناديق ويرفضون سياسات القمع والفساد والاستبداد ولكنهم حين “يحسبون” معادلاتهم ويجدون انهم سيخسرون اذا ما دقّت ساعة “التغيير” سرعان ما ينقلبون على هذه المبادىء والقيم وبدل ان يراجعوا حساباتهم الداخلية واسباب خيبة الناس منهم يتوجهون الى مصارعة “الاسلاميين” وتهميشهم وكأنهم هم سبب انفضاض الناس عن موائدهم السياسية.
لا ندافع عن الاسلاميين لأننا نعرف ايضا اخطاءهم ولا نريد ان يتحول الصراع على الاصلاح والتغيير في عالمنا العربي الى صراع بين “النخب” سواء كانت قومية او اسلامية او ليبرالية لكننا نقول ان اسوأ ما يمكن ان نفعله هو استغفال الناس والاستهتار بذكائهم او محاولة تضليلهم واعتقد ان اخواننا من الليبراليين سيخسرون اكثر من غيرهم اذا ما استغرقوا في لعبة “الصراع” مع الاسلاميين واننا -ايضا- سنخسر معهم لان المستفيد الوحيد هو انظمة القمع والاستبداد و التطرف وميليشياته واصحابه الذين لا يترددون في صب الزيت على نيران اية معركة تقوم بين النخب في المجتمع لان نتيجتها هي ضمان بقائهم في مدرجاتهم للتمتع بممارسة التوحش و”التفرج” والنهب وربما التصفيق ايضا.
(الدستور)