ثوار متقاعدون!!
خيري منصور
جو 24 : يلاحظ خلال الاعوام الاخيرة ان الكتب الاكثر تداولا واثارة للسجال في اوساط الثوار المتقاعدين والسياسيين العاطلين عن اي حراك هي تلك التي تشكل امتدادا لثقافة النميمة، ومنها ان لم يكن في مقدمتها كتب المذكرات، التي تخصص فيها من تغربوا او من مات ابناء جيلهم ولم يعد هناك شهود.
هذا النمط من الكتب كما لاحظت يكاد يخلو من المفاهيم لكنه يعج بسرد الوقائع التي غالبا ما يكون بطلها نائب فاعل، وهذه الموجة اجتذبت من اقتربوا من صانعي القرار، حتى لو كان هذا الاقتراب بروتوكوليا فقط او فرضته ظروف استثنائية .
وعلى سبيل المثال اصبح لدينا من خلال هذه الكتب اكثر من عشرين ياسر عرفات ما دام لكل واحد عرفاته الذي ساهم خياله في ابتكاره، وهذا ما حدث مرارا من قبل، فقد كتب عن عبد الناصر من رآه ذات يوم من شرفة مطار او مؤتمر، لهذا يقول الالمان ان بسمارك قد تعدد واصبح بسماركات لا آخر لها من خلال ما كتب عنه، ويصح ذلك على العديد من الزعماء الذين يصبح لهم اصدقاء من طرف واحد بعد دفنهم!
واذا كنا كعرب نشكو من شحّة القراءة وكساد الكتاب المطرود من عالم الاستهلاك المادي فان القلة التي تقرأ هي في الحقيقة تبحث عن فضائح تتسلى بها او عن وقائع تصلح للتداول باعتبارها نميمة راقية، وهي في الحقيقة ليست كذلك، لأنها فقط مُدوّنة في كتب مطبوعة .
ويبدو ان التقاعد لم يعد حكرا على موظفين واصحاب مهن، فالثورات ايضا لها مُتقاعدون، يتكرر فعل الماضي الناقص وهو كان في كل جملة تقريبا، رغم ان الثوار ينتمون الى المستقبل ويفرطون في استخدام السين والسوف تعبيرا عن حلم لم يتحقق بعد .
لكننا لم نر حتى الان او نسمع عن شهيد متقاعد او شهيد سابق لأن الفارق كما تحدث عنه جيفارا بين الثوار وقراصنة الثورات ولصوصها هو ان الثوار يموتون مبكرا، فهم لا يحصدون ما زرعوا، مقابل من احترفوا البحث عن النجاة حتى لو كانت على خوازيق الارض كلها !!
(الدستور)
هذا النمط من الكتب كما لاحظت يكاد يخلو من المفاهيم لكنه يعج بسرد الوقائع التي غالبا ما يكون بطلها نائب فاعل، وهذه الموجة اجتذبت من اقتربوا من صانعي القرار، حتى لو كان هذا الاقتراب بروتوكوليا فقط او فرضته ظروف استثنائية .
وعلى سبيل المثال اصبح لدينا من خلال هذه الكتب اكثر من عشرين ياسر عرفات ما دام لكل واحد عرفاته الذي ساهم خياله في ابتكاره، وهذا ما حدث مرارا من قبل، فقد كتب عن عبد الناصر من رآه ذات يوم من شرفة مطار او مؤتمر، لهذا يقول الالمان ان بسمارك قد تعدد واصبح بسماركات لا آخر لها من خلال ما كتب عنه، ويصح ذلك على العديد من الزعماء الذين يصبح لهم اصدقاء من طرف واحد بعد دفنهم!
واذا كنا كعرب نشكو من شحّة القراءة وكساد الكتاب المطرود من عالم الاستهلاك المادي فان القلة التي تقرأ هي في الحقيقة تبحث عن فضائح تتسلى بها او عن وقائع تصلح للتداول باعتبارها نميمة راقية، وهي في الحقيقة ليست كذلك، لأنها فقط مُدوّنة في كتب مطبوعة .
ويبدو ان التقاعد لم يعد حكرا على موظفين واصحاب مهن، فالثورات ايضا لها مُتقاعدون، يتكرر فعل الماضي الناقص وهو كان في كل جملة تقريبا، رغم ان الثوار ينتمون الى المستقبل ويفرطون في استخدام السين والسوف تعبيرا عن حلم لم يتحقق بعد .
لكننا لم نر حتى الان او نسمع عن شهيد متقاعد او شهيد سابق لأن الفارق كما تحدث عنه جيفارا بين الثوار وقراصنة الثورات ولصوصها هو ان الثوار يموتون مبكرا، فهم لا يحصدون ما زرعوا، مقابل من احترفوا البحث عن النجاة حتى لو كانت على خوازيق الارض كلها !!
(الدستور)