jo24_banner
jo24_banner

رسالة مفتوحة من احد اولياء الامور الى وزير التربية :ماذا جنينا من صرامتكم الاستثنائية؟

رسالة مفتوحة من احد اولياء الامور الى وزير التربية :ماذا جنينا من صرامتكم الاستثنائية؟
جو 24 : وجه ولي امر احد طلبة التوجيهي او كما فضل ان يسمي نفسه باحد اولياء امور ضحايا الصرامة الاستثنائية محمد يونس حيان رسالة مفتوحة الى وزير التربية والتعليم انتقد فيها تحويل وزارة التربية الى مختبر للتجارب وكيف ان اعادة الاعتبار لمرحلة التوجيهي وضعت الطلبة في حالة رعب قاسية وتحت ضغط لا تتحمله هذه الفئة العمرية ، واضاف في رسالته الهامة ان اصلاح العملية التربوية لا يبدأ من مرحلة التوجيهي ،وكان لا بد من اعداد الطلبة في مراحل مبكرة لمواجهة هذا التحدي قبل زجهم في ظروف لا قبل لهم بها ، كما تطرق المواطن حيان في رسالته لواقع المعلم وكيف ان الظروف الاقتصادية الصعبة تجبره على الاعتماد على الدروس الخصوصية .
المواطن الحيان طرح العديد من الاسئلة وسجل الكثير من الملاحظات الوجيهة على اداء الوزارة وكيف انها تسببت في تحويل الطلبة الى ضحايا نتيجة الاجراءات الصارمه الاستثنائيه التي تبنتها الوزارة "بما حملته من تهديد ووعيد ومفاجئات سواء كانت بنمط الاسئله او بأساليب التصحيح او بالعقوبات التي لا تتناسب مع حجم الاخطاء واجواء الرعب التي مورست على مرحله عمريه خطيره جدا "..

وتاليا نص الرسالة ننشرها كما وردتنا على امل ان نتلقى ردا واجابة على ما جاء فيها من ملاحظات واسئلة :



رسالة مفتوحة

معالي السيد وزير التربية والتعليم الأكرم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إسمح لي معاليكم أن لا أدخل في تفاصيل الأرقام الصادمة وربما التي ليس لها سابقة ولكن عندنا قد يكون لها لاحقة. فنسب النجاح الأربعين في المئة المفجعة تعرفونها، ومدارس لم ينجح أحد الأربعماية وإثنين وثلاثين تعرفونها أيضاً.

لا أريد أن أضيف لمعاليكم وانت العارف بالتربية والتعليم ماذا يعني تحويل وزارة التربية والتعليم إلى مختبر بدل أن تكون مركز تفكير استراتيجي في التعليم. ولا أريد أن أثقل عليكم بالحديث حول تحويل أبنائنا لفئران تجارب بدل أن يكونوا مشاريع قيادات للمستقبل وبناة حقيقيين للوطن.

لن أحدثكم عن ذلك ليس لعدم أهميته وخطورته على العملية التربوية التي هي أساس نهضة الوطن، بل لأنني أعتقد أن ما حصل هذا العام يحمل في ثناياه ما أهو أخطر من كل ذلك.

ما حصل هذا العام يا معالي الوزير هو أنه كان عام تجريب الصرامة الاستثنائية كما سميتها تجاه أبنائنا في مرحلة التوجيهي لتعيد له اعتباره. وإعادة الإعتبار هنا لم يدخل فيها بتاتاً حساب المقدمات التي يجب أن توضع لنتوقع منها النتائج. فهل يعقل يا معالي الوزير أن يبدأ التصحيح الصارم من التوجيهي؟ ماذا ستتوقع من طالب كانت كل مراحل تعليمه ما قبل ذلك بكل البؤس الذي رأينا نتائجه، وهو الضحية لهذا البؤس وليس منتجه، ثم تأتي اجراءات وزارتكم وسياساتكم الصارمه الاستثنائيه بما حملته من تهديد ووعيد ومفاجئات سواء كانت بنمط الاسئله او بأساليب التصحيح او بالعقوبات التي لا تتناسب مع حجم الاخطاء واجواء الرعب التي مورست على مرحله عمريه خطيره جدا ليس لها ذنب بما اصبحت عليه، كل ذلك يا معالي الوزير كان يجب أن يسبقه عملية تربويه وتعليميه تتيح للطالب الوصول إلى قدرة المواجهة على هذا التحدي والصرامة التي طرحتموها معاليكم في امتحان الثانوية العامة.

لو كانت وزارتكم في مراحل ما قبل التوجيهي - وخصوصا مرحلة الاول ثانوي والتي تربى ابنائنا على انها سنة استراحة المحارب - تؤهل الطالب لهذا التحدي ما كان لنا أي اعتراض، ولما كنا اضطررنا أن ندفع ما فوقنا وما تحتنا من أجل تقوية أبنائنا بالدروس الخصوصية لمواجهة تحديات معاليكم الدونكشوتية.

ماذا عن معلمي وزارتكم، اليس جزء كبير منهم هم نتاج مرحلة البؤس التي تعالجونها، وفوق ذلك إذا كان راتب المعلم لم يعد يكفيه خبزاً وصار التعليم الخصوصي بالنسبة له هو مدخل الرزق وليس أبواب وزارتكم، اذا صار تعيين المعلم (المربي) هو تحت مظلة سياسات البطاله المقنعة، دون ادنى معايير التأهيل، فماذا تتوقع من مواصفات المنتج التعليمي، وما ذنب المنتج؟ الحذر يا معالي الوزير مما هو أخطر، فالوطن كله بسياسات وزارتكم بات على أبواب جيل محبط أثخنتموه بالجروح من تحدياتكم دون أن تعطوه السلاح الذي يواجه به هذه التحديات.

نحن مع كل اجراءات تصحيح المسار، وعلاج الخلل، ولكن بما لا تصبح الاثار الجانبيه لهذا العلاج اخطر من المرض نفسه، ماذا اعدت وزارتكم من سياسات واجراءات وبرامج لمعالجة واستيعاب وانصاف هذا الجيل الذي بدأتم تجارب العلاج عليه؟ ام انها هي الحرب وهؤلاء هم الثمن المجاني لكسب المعركه؟.

لا أبشع يا معالي الوزير وأنت المتعلم العارف من الشعور بالمظلومية، خاصة في مثل سن الثانوية العامة، والذي قد يحول أبناءنا إلى مشاريع مجرمين لمجرد الانتقام من المظلومية التي لحقت بهم. فهم لن يرون إلا أن البناء المجتمعي كله قد ساهم في ظلمهم، فلم تعطوا للمعلم المقومات التي يؤهل بها الطالب لمواجهة تحدياتكم، ولم تتركوا للأب فرصة التقاط الآنفاس لملاحقة خراب التعليم من أوله لآخره، فلا تدريسه الذاتي ولا التدريس الخصوصي بات كافياً لمواجهة هذا الخراب فكيف بمواجهة تحدياتكم الحاسمة.

بتحديكم الشنيع هذا قضيتم على طلاب كانوا ناجحين في كل موادهم باستثناء مادة واحدة أو اثنتين، ليجيء تحديكم ويجبرهم على العودة لتقديم امتحانات سنة كاملة ومرارة المظلومية تلاحقهم في سنتهم القادمة وما لها من آثار سيكولوجية عليهم قد تعيد إنتاج الفشل مرات ومرات.

أنتم لا يهمكم على ما يبدوا نفسيات أبنائنا ما قد تنتجه من سلبيات قد لا نستطيع توقع نتائجها، ربما يهمكم أن تتحدث الأجيال القادمة عن حزمكم فقط، وربما جرأتكم أو تجارؤكم على تدمير مستقبل أبنائنا، ولا يهمكم إلى أين آلوا أو سيؤولون.

معالي الوزير، من موقعي كأب ومن شعوري مع كل الآباء وبكل جرأة أقول لكم، أنتم تتحملون مسؤولية أي سلوك بشع أو انحراف قد يلجأ إليه من عانى من ظلم تحدياتكم المجانية.

أنتم معالي الوزير وحكومتكم تتحملون كامل المسؤولية القانونية عن كل ما يترتب على إجراءاتكم من مخاطر على أبناء هذا الوطن وأجياله اللاحقة، ويجب أن تنسب لكم جيمع الجرائم كمتسببين بها، وتجمع عليكم وتواجهون أحكامها.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولي امر احد الضحايا

محمد يونس حيان

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير