دبلوماسية للاستجمام فقط ...!!
حسين الرواشدة
جو 24 : حين قرأت البيان الختامي للدورة 42 لمجلس وزراء خارجية الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي التي عقدت نهاية شهر ايار الماضي في الكويت استغربت عدم الاشارة الى الجهود التي يقدمها الاردن من اجل حماية القدس ودعم الصمود الفلسطيني فيما ثمن بيان المؤتمر في فقرتين طويلتين الجهود التي تبذلها الدولة المغربية الشقيقة , والاخرى التي قدمها امين عام منظمة التعاون الاسلامي .
اعتقدت للوهلة الاولى ان الدبلوماسية الاردنية غابت عن المؤتمر, لكن احد الحاضرين بعث الي محضر الاجتماع, واسماء المشاركين فيه من الاردن, حيث ضم الوفد الاردني - بالاضافة الى وزير الخارجية و السفير الاردني في الكويت - خمسة من كبارالموظفين في وزارة الخارجية.
لا اعرف – بالطبع – تفاصيل ما حدث داخل المؤتمر, لكن النتيجة ان الوفد الاردني الذي ضم “7” اعضاء , على راسهم وزير الخارجية , لم ينجح في اقناع المشاركين, بالاشارة, مجرد الاشارة الى الجهود الاردنية في حماية القدس و دعم الاخوة الفلسطينيين, مما يعني ان مهمة وفدنا كانت استجمامية ولم تكن دبلوماسية, وان هدف المشاركة هو تسجيل الحضور فقط, اما التعريف بالدور الاردني و الدفاع عن المواقف الاردنية فهذه ليست من واجب الدبلوماسية الاردنية في هذا المؤتمر على الاقل .
القصة , بالطبع , صدمتني , ليس فقط لاننا نتوقع من اخواننا في وزارة الخارجية ما تتوقعه اي دولة من وفودها او سفرائها في الخارج, باعتبارهم ممثلين عنها و مؤتمنين (بحكم الوظيفة على الاقل ) على توضيح مواقفها و جهودها , وانما لان ما حصل في “الكويت” ليس اكثر من مثال بسيط يعبر عن حالة “ اللامبالاة” التي حولت معظم سفاراتنا في الخارج الى “ مكاتب” مغلقة على موظفيها , كما حولت وفودنا الدبلوماسية الى شهود صامتين او مستمعين فقط.
اعرف ان الاردن لا يحتاج الى فقرة في “بيان” لكي يطمئن الى الدور الذي يقوم به تجاه المقدسات في فلسطين , كما انه لا ينتظر شكرا من احد ,فهو يقوم بواجبه الديني والوطني والانساني ، لكن هذه الواقعة فتحت عيني على قصص اخرى سمعتها من اخواننا “المغتربين” الذين شاركوا في مؤتمر البحر الميت قبل اسبوعين ، ومن المؤسف ان معظم ما ذكره هؤلاء يصب في خانة “الشكوى” المرّة من غياب دبلوماسيتنا و سفرائنا في الخارج عن قضايانا و عن اهلنا المغتربين هناك.
احد اخواننا المغتربين ذكر لي انه اكمل دراسة الماجستير في احدى الجامعات الغربية , وحين بدأت الاستعدادات للتخرج اكشتف ان الجامعة دعت ممثلين عن سفارات كل الطلبة الخريجين باستثناء الاردن للمشاركة في الاحتفال , فتوجه الى عميد الكلية ليذكره بضرورة دعوة من يمثل الاردن من سفارتها هناك , وقد استجاب لذلك على الفور ، وجرت اتصالات مع السفارة الاردينة لتحديد اسم الشخص الذي سيمثلها , و تم تحديد الشخص وتأكيد حضوره ، لكن المفاجأة كما يرويها “المغترب” كانت بعدم حضور اي موظف من السفارة , وعدم اعتذاره عن عدم الحضور ايضا , مما وضعه في حرج كبير امام العميد و زملائه الخريجين.
ترى ماذا يفعل سفرائنا في الخارج , وما هي علاقاتهم مع وسائل الاعلام ومع مراكز صناعة القرار في البلدان التي يمثلون الاردن فيها , ثم ماذا يقدمون لجالياتنا الاردنية ..؟ اعتقد ان فتح هذا الملف اصبح واجبا , لا لتجريح احد او التهوين من جهود الوزارة , وانما لمعرفة ما يحدث حقا و استدراك اي خطأ فيه , فالاردن يحتاج في هذه المرحلة بالذات الى سفراء حقيقيين , قادرين على تقديم صورته و الدفاع عن مواقفه وترويجه سياحيا واقتصاديا ،وتمثليه لدى البلدان الاخرى تماما كما يمثل السفراء الاخرون الذين نراهم يتحركون في بلداننا عواصمهم , لكن من الاسف ان مهمة بعض سفاراتنا و بعض وفودنا الدبلوماسية اصبحت محصورة في اعمال تقليلدية لا تتجاوز التمثيل البروتوكولي , فيما المفترض ان تقوم بادوار اخرى نعرفها جميعا لكننا لم نرها حتى الان.
الدستور
اعتقدت للوهلة الاولى ان الدبلوماسية الاردنية غابت عن المؤتمر, لكن احد الحاضرين بعث الي محضر الاجتماع, واسماء المشاركين فيه من الاردن, حيث ضم الوفد الاردني - بالاضافة الى وزير الخارجية و السفير الاردني في الكويت - خمسة من كبارالموظفين في وزارة الخارجية.
لا اعرف – بالطبع – تفاصيل ما حدث داخل المؤتمر, لكن النتيجة ان الوفد الاردني الذي ضم “7” اعضاء , على راسهم وزير الخارجية , لم ينجح في اقناع المشاركين, بالاشارة, مجرد الاشارة الى الجهود الاردنية في حماية القدس و دعم الاخوة الفلسطينيين, مما يعني ان مهمة وفدنا كانت استجمامية ولم تكن دبلوماسية, وان هدف المشاركة هو تسجيل الحضور فقط, اما التعريف بالدور الاردني و الدفاع عن المواقف الاردنية فهذه ليست من واجب الدبلوماسية الاردنية في هذا المؤتمر على الاقل .
القصة , بالطبع , صدمتني , ليس فقط لاننا نتوقع من اخواننا في وزارة الخارجية ما تتوقعه اي دولة من وفودها او سفرائها في الخارج, باعتبارهم ممثلين عنها و مؤتمنين (بحكم الوظيفة على الاقل ) على توضيح مواقفها و جهودها , وانما لان ما حصل في “الكويت” ليس اكثر من مثال بسيط يعبر عن حالة “ اللامبالاة” التي حولت معظم سفاراتنا في الخارج الى “ مكاتب” مغلقة على موظفيها , كما حولت وفودنا الدبلوماسية الى شهود صامتين او مستمعين فقط.
اعرف ان الاردن لا يحتاج الى فقرة في “بيان” لكي يطمئن الى الدور الذي يقوم به تجاه المقدسات في فلسطين , كما انه لا ينتظر شكرا من احد ,فهو يقوم بواجبه الديني والوطني والانساني ، لكن هذه الواقعة فتحت عيني على قصص اخرى سمعتها من اخواننا “المغتربين” الذين شاركوا في مؤتمر البحر الميت قبل اسبوعين ، ومن المؤسف ان معظم ما ذكره هؤلاء يصب في خانة “الشكوى” المرّة من غياب دبلوماسيتنا و سفرائنا في الخارج عن قضايانا و عن اهلنا المغتربين هناك.
احد اخواننا المغتربين ذكر لي انه اكمل دراسة الماجستير في احدى الجامعات الغربية , وحين بدأت الاستعدادات للتخرج اكشتف ان الجامعة دعت ممثلين عن سفارات كل الطلبة الخريجين باستثناء الاردن للمشاركة في الاحتفال , فتوجه الى عميد الكلية ليذكره بضرورة دعوة من يمثل الاردن من سفارتها هناك , وقد استجاب لذلك على الفور ، وجرت اتصالات مع السفارة الاردينة لتحديد اسم الشخص الذي سيمثلها , و تم تحديد الشخص وتأكيد حضوره ، لكن المفاجأة كما يرويها “المغترب” كانت بعدم حضور اي موظف من السفارة , وعدم اعتذاره عن عدم الحضور ايضا , مما وضعه في حرج كبير امام العميد و زملائه الخريجين.
ترى ماذا يفعل سفرائنا في الخارج , وما هي علاقاتهم مع وسائل الاعلام ومع مراكز صناعة القرار في البلدان التي يمثلون الاردن فيها , ثم ماذا يقدمون لجالياتنا الاردنية ..؟ اعتقد ان فتح هذا الملف اصبح واجبا , لا لتجريح احد او التهوين من جهود الوزارة , وانما لمعرفة ما يحدث حقا و استدراك اي خطأ فيه , فالاردن يحتاج في هذه المرحلة بالذات الى سفراء حقيقيين , قادرين على تقديم صورته و الدفاع عن مواقفه وترويجه سياحيا واقتصاديا ،وتمثليه لدى البلدان الاخرى تماما كما يمثل السفراء الاخرون الذين نراهم يتحركون في بلداننا عواصمهم , لكن من الاسف ان مهمة بعض سفاراتنا و بعض وفودنا الدبلوماسية اصبحت محصورة في اعمال تقليلدية لا تتجاوز التمثيل البروتوكولي , فيما المفترض ان تقوم بادوار اخرى نعرفها جميعا لكننا لم نرها حتى الان.
الدستور