مكعب حرية!
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : نحتاج إلى جهاز «طرد مركزي» بالحجم الأممي، لنقوم تحليل بعض العينات من أمتنا العربية التي عجزت كل كتب علم النفس عن تحليل مكنوناتها او فهم سلوكها المضطرب المتحدّي خصوصاً في «مناطحة» الحضارة...الغريب أن العربي يفخر بعطره الفرنسي ، وساعته السويسرية ، وخادمته الأسيوية ، وسيارته الأميركية ،ونعله الايطالي ، وهاتفه الياباني ، ويصرّ ان يتكلّم الانجليزية في بلاده أكثر من لغته حتى مع عامل المقهى الصعيدي..وعند ذهابه في إجازة أو دراسة إلى نموذجه المحبب في الغرب ، وفور وصوله الى مطار هيثرو يرخي «إزاره» و يصر على الا يتكلم مع أصحاب اللغة الا بلهجته الضيقة التي لم يكن يستخدمها مع أهله قبل ساعات ، ولا يتوانى باستخراج فتات «السلوك » السيء من جيبه كالمحارم التالفة ليقذفها في وجه الحضارة...
**
تداولت قبل ايام على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لشباب عرب يقضون سياحتهم على طريقتهم في أوروبا الموحدة ...فقد أظهر المقطع الأول سياحاً من ربعنا يدخنون «الشيشة» في ساحة برج ايفل ،الأرجيلة بكامل قيافتها..الجمر ناضج، والبربيش جديد، والنفس «سهل» والسحب ممتاز ، السياح القادمون من كل أصقاع الأرض يرفعون رؤوسهم عالياً ليروا قمة العجيبة الفرنسية، وجماعتنا القادمون من بلاد العرب أوطاني يخفضون رؤوسهم ليروا «سحب» عجيبة «المعسل البحريني»...بالمناسبة ثمة تشابه بين برج ايفل و»الشيشة» اولاً من حيث الشكل كلاهما رفيع القوام ومنبعج في القاعدة ،ومن حيث المفعول كلاهما «بيدوّخ»..لكن يبقى الاختلاف الوحيد بإمكانية تغيير الرؤوس!!.
**
المقطع الثاني لا يقل غرابة عن المقطع الأول..حيث أصر بعض السياح العرب الا ان يفرشوا «الحصيرة» ويفردوا طناجرهم ويخرجوا قطع «الضان» وبصلهم وفلفلهم في حديقة الهايد بارك الشهيرة ليعدّوا طبختهم بنفسهم ، غير آبهين في العيون المنتقدة ما زالت عيون الغاز متّقدة..في الهايد بارك وبالقرب من الــ» «Speakers Corner» أو ما يعرف بزاوية المتحدّثين حيث يقف أي شخص أو جماعة أو حزب ليقول رأيه بكل حرية وينتقد ويشتم بحرية مطلقة فهذه المنطقة أوجدت بحكم القانون ليقول الناس آراءهم ..فرد العرب طناجرهم...
تخيلوا في المكان الوحيد الذي يحق له ان يتنفس الحرية من رئة «القانون»، المكان الوحيد الذي يستطيع ان يقف فيه المرء ويرمي أكياس الملح عن ظهره ويطلق فيه الآه..نيابة عن أوجاع وطنه ،في المكان الوحيد الذي يحق للمكبوت ان يرفع صوته ويشير بيده ويلقي خطبته في الهواء الطلق دون ان يتوسد بسطار السجان بعدها ، أو ينام فوق بول المعذّبين بأوطانهم..يأتي العربي بأوانيه ليذوب مكعب الحرية في شوربة الخنوع...
**
في المكان الوحيد الذي اوجد لترفرف فيه «الحنجرة».
آثر العربي أن يخرج عن صمته ويغلي «الطنجرة»..
الرأي .
**
تداولت قبل ايام على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لشباب عرب يقضون سياحتهم على طريقتهم في أوروبا الموحدة ...فقد أظهر المقطع الأول سياحاً من ربعنا يدخنون «الشيشة» في ساحة برج ايفل ،الأرجيلة بكامل قيافتها..الجمر ناضج، والبربيش جديد، والنفس «سهل» والسحب ممتاز ، السياح القادمون من كل أصقاع الأرض يرفعون رؤوسهم عالياً ليروا قمة العجيبة الفرنسية، وجماعتنا القادمون من بلاد العرب أوطاني يخفضون رؤوسهم ليروا «سحب» عجيبة «المعسل البحريني»...بالمناسبة ثمة تشابه بين برج ايفل و»الشيشة» اولاً من حيث الشكل كلاهما رفيع القوام ومنبعج في القاعدة ،ومن حيث المفعول كلاهما «بيدوّخ»..لكن يبقى الاختلاف الوحيد بإمكانية تغيير الرؤوس!!.
**
المقطع الثاني لا يقل غرابة عن المقطع الأول..حيث أصر بعض السياح العرب الا ان يفرشوا «الحصيرة» ويفردوا طناجرهم ويخرجوا قطع «الضان» وبصلهم وفلفلهم في حديقة الهايد بارك الشهيرة ليعدّوا طبختهم بنفسهم ، غير آبهين في العيون المنتقدة ما زالت عيون الغاز متّقدة..في الهايد بارك وبالقرب من الــ» «Speakers Corner» أو ما يعرف بزاوية المتحدّثين حيث يقف أي شخص أو جماعة أو حزب ليقول رأيه بكل حرية وينتقد ويشتم بحرية مطلقة فهذه المنطقة أوجدت بحكم القانون ليقول الناس آراءهم ..فرد العرب طناجرهم...
تخيلوا في المكان الوحيد الذي يحق له ان يتنفس الحرية من رئة «القانون»، المكان الوحيد الذي يستطيع ان يقف فيه المرء ويرمي أكياس الملح عن ظهره ويطلق فيه الآه..نيابة عن أوجاع وطنه ،في المكان الوحيد الذي يحق للمكبوت ان يرفع صوته ويشير بيده ويلقي خطبته في الهواء الطلق دون ان يتوسد بسطار السجان بعدها ، أو ينام فوق بول المعذّبين بأوطانهم..يأتي العربي بأوانيه ليذوب مكعب الحرية في شوربة الخنوع...
**
في المكان الوحيد الذي اوجد لترفرف فيه «الحنجرة».
آثر العربي أن يخرج عن صمته ويغلي «الطنجرة»..
الرأي .