تقرير : "الشرق اردنيون والاخوان المسلمون" خطران يتهددان النظام الاردني
جو 24 : د. حسن البراري - يحذر تقرير أميركي جديد من أن النظام الأردني يواجه خطرين حقيقيين يتمثلان في التحول في موقف الشرق أردنيين وصعود حركة الإخوان المسلمين. فبعد ان أنهى الوفد الاميركي غير الرسمي من مهمته في الاردن لقياس الاستقرار في الأردن، نشر في الولايات المتحدة تقرير يتحدث عن انطباعات روبرت ساتلوف، المديرالتنفيذي لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الادني وصديق العائلة المالكة في الاردن.
وقد التقى السيد ساتلوف في الفترة ما بين 15-23 من شهر أذار الماضي عددا كبيرا من الناشطين ومن المسؤولين السابقين وكتاب هامين. وقبل أن يأتي ساتلوف للأردن زار إسرائيل للاستماع لوجهة نظرهم حيال الأوضاع في الأردن وفي الإقليم. وفي تقريره يحذر ساتلوف من التحول في موقف الشرق اردنيين ومن صعود الاسلاميين ويرى في هذين الأمرين مؤشر خطر وتحدي حقيقي أمام النظام الأردني. ففي حين يرى أن مشكلة الشرق أردنيين قابلة للحل في حال توفر الإمكانات المادية والمرونة السياسية إلا أن الأمر مختلف مع الإخوان المسلمين. ويتحدث عن تغير بنيوي في الحركة وصعود ما أسماه جناح حماس الذي يمتطي الاتجاهات السائدة في الأقليم.
وتاليا ملخص لما قاله روبرت ساتلوف كما ورد بترجمته العربية على موقع المعهد الالكتروني:
"للمرة الأولى منذ عقود يتعرض الميثاق الذي حافظ على الاستقرار في المملكة الأردنية الهاشمية لضغط شديد. فعلى أحد أطراف الطيف هناك عناصر متنفذة داخل قاعدة الدعم التقليدية للنظام - قبائل الضفة الشرقية - تحتج على ما تتصوره من لامبالاة عمان تجاه ضوائقها الاقتصادية الشديدة وما تتصوره من تفضيل عمان للمصالح الاقتصادية للفلسطينيين وتساهلها المتصور مع الفساد. وفي الطرف الآخر من الطيف ثمة تطور خطير لـ «الإخوان المسلمين» الأردنيين. وفي العادة كانت لـ «الجماعة» علاقة متناقضة مع الحكومة. أما حالياً فإن المتعاونين من جيل قادة «الإخوان المسلمين» في الضفة الشرقية هم في انخفاض في ظل صعود جناح «حماس» الفلسطيني الأكثر تطرفاً والذي يمتطي الاتجاه السائد في المنطقة. على أن كلا التطورين - السخط بين أهل الضفة الشرقية التقليديين والمطالب المتزايدة بالتمثيل السياسي من قبل «الإخوان المسلمين» الذين أصبحوا أكثر جرأة - إنما يشكلان تحدياً خطيراً للنظام وخاصة في وقت لا تبدو فيه فرص الأردن الاقتصادية مشرقة.
ومشكلة الضفة الشرقية حقيقية وخطيرة ولكن يمكن حلها بالموارد والمرونة. ومع ذلك، ربما تكون مشكلة «الإخوان المسلمين» أبعد من قدرة النظام على السيطرة عليها لكونها تتغذى على أحداث إقليمية مثل ما ظهر من نجاح «الإخوان» في مصر والأسلمة المحتملة للمعارضة السياسية لحكم بشار الأسد في سوريا. وحالياً تتمثل استراتيجية الحكومة بدمج الذراع السياسي لـ «الإخوان المسلمين» - "جبهة العمل الإسلامي" - مع النظام السياسي بأسرع ما يمكن، وإجراء انتخابات بناءاً على قانون انتخابات معدل في غضون أشهر. غير أن «الإخوان المسلمين» ربما يقررون إبطاء هذه العملية شاعرين بأن الريح التي تهب عليهم من سوريا ربما تعطيهم ثقلاً أكبر بمرور الوقت. وفي هذه الحالة ربما تجد «الجماعة» نفسها في موقف أقوى للضغط على النظام والمطالبة بتمثيل أكبر وحتى كسب الهيمنة في البرلمان.
ويواجه الأردن أيضاً السؤال الصعب حول ما إذا كان سيلعب دوراً نشطاً كمنصة لدعم المعارضة السورية. وعلى الرغم من أن الملك عبد الله قد تحدث صراحة وبشجاعة ضد الأسد في وقت مبكر من الأزمة إلا أن الأردن ليست متلهفة لكسب غضب الأسد بوضع نفسها مباشرة في معركة ضده خاصة وأنها تخشى من أن يزيد خليفته الإسلامي الضغط على عمان. ومع ذلك، فإن الحوافز الخارجية المربحة يمكن أن تقنع الأردن عكس ذلك، وخاصة نظراً لوضعها الاقتصادي السيئ.
وفي إسرائيل لا يسع المرء إلا أن يشعر بالتأثر بحرفية ورزانة النقاش على أعلى المستويات السياسية فيما يخص حكمة العمل العسكري الوقائي ضد البرنامج النووي الإيراني. ولا تتعلق هذه المناقشة بالإمكانيات فحسب بل تركز على الاتصال بين العمل العسكري الممكن والهدف الاستراتيجي النهائي وهو إقناع إيران بأن تكلفة الإصرار على مساعيها النووية عالية جداً من أن تستطيع تحملها. وفي هذا الصدد، هناك اعتراف واسع بأنه أياً ما تقرر إسرائيل القيام به من جانبها فلن يتم إنجاز الهدف النهائي بدون تعاون وشراكة دول أخرى وخاصة الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، ثمة قلق وغضب كبيرين من التسربات من واشنطن بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي بدا أنها تتناقض مع رسالة الرئيس أوباما وأن الغرض منها من وجهة نظر الإسرائيليين هو تقييد حريتهم في التصرف.
وعلى نحو أعم تؤكد زيارة المنطقة أهمية وتيرة التغيير في سوريا وليس فقط حقيقة التغيير النهائي. فهذه العملية البطيئة الطاحنة تزيد من احتمالية ظهور معارضة ذات صبغة سلفية في سوريا من شأنها أن تصطبغ بالانقسامات الطائفية وهو الموقف الذي ستكون فيه العناصر العسكرية القابضة حالياً على السلطة، والتي تتحكم في مخزون النظام من الأسلحة الكيماوية، أقل ميلاً إلى قبوله. وتعتبر هذه المحصلة لعنة على المصالح الأمريكية وحلفائها الإقليميين المعتدلين. وللدفع بتغيير سريع يجب على واشنطن العمل بقوة أكبر لتعميق الانقسامات بين عائلة الأسد وعشيرته وجيشه ومناصري النظام وأن تغرس بذور الانشقاق بينهم. على أن إمكانيات حرب المعلومات الرامية إلى تحقيق هذا الهدف لم تُستغل بعد بشكل كامل."
وقد التقى السيد ساتلوف في الفترة ما بين 15-23 من شهر أذار الماضي عددا كبيرا من الناشطين ومن المسؤولين السابقين وكتاب هامين. وقبل أن يأتي ساتلوف للأردن زار إسرائيل للاستماع لوجهة نظرهم حيال الأوضاع في الأردن وفي الإقليم. وفي تقريره يحذر ساتلوف من التحول في موقف الشرق اردنيين ومن صعود الاسلاميين ويرى في هذين الأمرين مؤشر خطر وتحدي حقيقي أمام النظام الأردني. ففي حين يرى أن مشكلة الشرق أردنيين قابلة للحل في حال توفر الإمكانات المادية والمرونة السياسية إلا أن الأمر مختلف مع الإخوان المسلمين. ويتحدث عن تغير بنيوي في الحركة وصعود ما أسماه جناح حماس الذي يمتطي الاتجاهات السائدة في الأقليم.
وتاليا ملخص لما قاله روبرت ساتلوف كما ورد بترجمته العربية على موقع المعهد الالكتروني:
"للمرة الأولى منذ عقود يتعرض الميثاق الذي حافظ على الاستقرار في المملكة الأردنية الهاشمية لضغط شديد. فعلى أحد أطراف الطيف هناك عناصر متنفذة داخل قاعدة الدعم التقليدية للنظام - قبائل الضفة الشرقية - تحتج على ما تتصوره من لامبالاة عمان تجاه ضوائقها الاقتصادية الشديدة وما تتصوره من تفضيل عمان للمصالح الاقتصادية للفلسطينيين وتساهلها المتصور مع الفساد. وفي الطرف الآخر من الطيف ثمة تطور خطير لـ «الإخوان المسلمين» الأردنيين. وفي العادة كانت لـ «الجماعة» علاقة متناقضة مع الحكومة. أما حالياً فإن المتعاونين من جيل قادة «الإخوان المسلمين» في الضفة الشرقية هم في انخفاض في ظل صعود جناح «حماس» الفلسطيني الأكثر تطرفاً والذي يمتطي الاتجاه السائد في المنطقة. على أن كلا التطورين - السخط بين أهل الضفة الشرقية التقليديين والمطالب المتزايدة بالتمثيل السياسي من قبل «الإخوان المسلمين» الذين أصبحوا أكثر جرأة - إنما يشكلان تحدياً خطيراً للنظام وخاصة في وقت لا تبدو فيه فرص الأردن الاقتصادية مشرقة.
ومشكلة الضفة الشرقية حقيقية وخطيرة ولكن يمكن حلها بالموارد والمرونة. ومع ذلك، ربما تكون مشكلة «الإخوان المسلمين» أبعد من قدرة النظام على السيطرة عليها لكونها تتغذى على أحداث إقليمية مثل ما ظهر من نجاح «الإخوان» في مصر والأسلمة المحتملة للمعارضة السياسية لحكم بشار الأسد في سوريا. وحالياً تتمثل استراتيجية الحكومة بدمج الذراع السياسي لـ «الإخوان المسلمين» - "جبهة العمل الإسلامي" - مع النظام السياسي بأسرع ما يمكن، وإجراء انتخابات بناءاً على قانون انتخابات معدل في غضون أشهر. غير أن «الإخوان المسلمين» ربما يقررون إبطاء هذه العملية شاعرين بأن الريح التي تهب عليهم من سوريا ربما تعطيهم ثقلاً أكبر بمرور الوقت. وفي هذه الحالة ربما تجد «الجماعة» نفسها في موقف أقوى للضغط على النظام والمطالبة بتمثيل أكبر وحتى كسب الهيمنة في البرلمان.
ويواجه الأردن أيضاً السؤال الصعب حول ما إذا كان سيلعب دوراً نشطاً كمنصة لدعم المعارضة السورية. وعلى الرغم من أن الملك عبد الله قد تحدث صراحة وبشجاعة ضد الأسد في وقت مبكر من الأزمة إلا أن الأردن ليست متلهفة لكسب غضب الأسد بوضع نفسها مباشرة في معركة ضده خاصة وأنها تخشى من أن يزيد خليفته الإسلامي الضغط على عمان. ومع ذلك، فإن الحوافز الخارجية المربحة يمكن أن تقنع الأردن عكس ذلك، وخاصة نظراً لوضعها الاقتصادي السيئ.
وفي إسرائيل لا يسع المرء إلا أن يشعر بالتأثر بحرفية ورزانة النقاش على أعلى المستويات السياسية فيما يخص حكمة العمل العسكري الوقائي ضد البرنامج النووي الإيراني. ولا تتعلق هذه المناقشة بالإمكانيات فحسب بل تركز على الاتصال بين العمل العسكري الممكن والهدف الاستراتيجي النهائي وهو إقناع إيران بأن تكلفة الإصرار على مساعيها النووية عالية جداً من أن تستطيع تحملها. وفي هذا الصدد، هناك اعتراف واسع بأنه أياً ما تقرر إسرائيل القيام به من جانبها فلن يتم إنجاز الهدف النهائي بدون تعاون وشراكة دول أخرى وخاصة الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، ثمة قلق وغضب كبيرين من التسربات من واشنطن بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي بدا أنها تتناقض مع رسالة الرئيس أوباما وأن الغرض منها من وجهة نظر الإسرائيليين هو تقييد حريتهم في التصرف.
وعلى نحو أعم تؤكد زيارة المنطقة أهمية وتيرة التغيير في سوريا وليس فقط حقيقة التغيير النهائي. فهذه العملية البطيئة الطاحنة تزيد من احتمالية ظهور معارضة ذات صبغة سلفية في سوريا من شأنها أن تصطبغ بالانقسامات الطائفية وهو الموقف الذي ستكون فيه العناصر العسكرية القابضة حالياً على السلطة، والتي تتحكم في مخزون النظام من الأسلحة الكيماوية، أقل ميلاً إلى قبوله. وتعتبر هذه المحصلة لعنة على المصالح الأمريكية وحلفائها الإقليميين المعتدلين. وللدفع بتغيير سريع يجب على واشنطن العمل بقوة أكبر لتعميق الانقسامات بين عائلة الأسد وعشيرته وجيشه ومناصري النظام وأن تغرس بذور الانشقاق بينهم. على أن إمكانيات حرب المعلومات الرامية إلى تحقيق هذا الهدف لم تُستغل بعد بشكل كامل."