نريد ان نتحرر من هذا الوباء..!
حسين الرواشدة
جو 24 : لا ادري من اين وكيف دخلت الكراهية الى مجتمعنا؟ ادرك تماما ان لدي ولدى كل قارىء عزيز -عشرات الاسباب التي يمكن ان تدرج في اطار “الاختلاف” حول مواضيع او ملفات او احوال معينة نعاني منها جميعا وادرك -ايضا - ان لدينا مشكلات وقد يكون بيننا اشكاليات وشعور ما بالظلم والتقصير وسوء التعامل.. وهذا ما ينطبق تماما على اي شعب يعيش في اية بقعة من العالم ، وفي اية دولة يتفاوت الناس فيها بما يحظون به من خدمات لكن ما لا افهمه هو كيف سقط بعضنا في امتحان “التوافق والانسجام” لكي لا اقول في امتحان الجوامع والمشتركات التي يفترض ان تقوم على ارضية المحبة والوئام؟ وكيف سمح بعضنا لنفسه ان يتحرر من كل البواعث الدينية والوطنية والانسانية والاخلاقية التي يفترض ان تصهرنا في بوتقة واحدة وتجعلنا ابعد ما نكون عن “وهم” الصراعات والانشطارات ومنطق الفرز اللعين.
اتساءل بمرارة: لماذا غابت ثقافة التسامح بيننا مع اننا اكثر تسامحا مع غيرنا؟ لماذا تفجرت براكين “الانتقام” بيننا مع ان “وردنا” الدائم الذي نكرره عشرات المرات في كل يوم ينتهي “بالرحمن الرحيم”؟ لماذا عجز “تديننا” عن قلع جذور التعصب من تربتنا وفشلت ثقافتنا في ازاحة “قناع” الخصومة عن قلوبنا ووجوهنا؟ ولماذا استدعينا من تاريخنا “داحس والغبراء” ولم نستدع “حلف الفضول” ولا “الايام الحرام” التي كان اجدادنا في الجاهلية يتوقفون فيها عن القتال والصراع وممارسة اي فجور؟
هل الكراهية ثقافة ام مرض؟ نتيجة لما نعانيه من خوف وعجز ام وسيلة للتغطية عليهما؟ لعنة خرجت من “ملاعب” السياسة والرياضة والحرمان ام “فتنة” وابتلاء؟ هل المسؤول عنها “نحن” الذين لم نفهم بعد معنى الاخوة التي تتقدم على المواطنة ومعنى “المحبة” التي تجمع قلوبنا معا ومعنى “الائتلاف” الذي يصنعه الاختلاف ومعنى “الجيرة” والعيش المشترك والمحبة التي تجبّ الضغائن من الصدور ام ان المسؤول عنها “الآخرون” حيثما كانوا واينما وجدوا ومهما اختلفت “اجنداتهم” ومصالحهم؟ حقا: لا ادري ، ولكني -يشهد الله - اشعر بالمرارة من هذا الطوفان الذي يحاصرنا واخشى من تردد هذه الذبذبات المخجلة التي تستقبلها لواقطنا واتصور ان بمقدورنا ان نتحرك وان نفعل شيئا ، فيلس من المعقول ان ندعو لنشر ثقافة التسامح مع غيرنا وان نبشّر بثقافة “الجيران” والحوار والانفتاح مع الآخر ثم نلتزم “الصمت” والكسل تجاه ما تحتاجه مجتمعاتنا من هذه القيم التي اصبحت -للاسف - نادرة وعزيزة.
هل نحتاج في زمن الخوف والعنف والكراهية لمن يذكرنا بالامن والسلام والحب ، ولمن يعيد الاعتبار لقيم ديننا الحنيف التي تحض على السماحة والتفاهم والتعايش؟
قبل اكثر من ثلاثين عاما ، وصف المرحوم سعد جمعة مجتمعاتنا العربية بانها مجتمعات كراهية ، ولم يكن احد يتوقع آنذاك ان هذه “الدمغة” المقيته ستتحول الى ماركة عالمية مسجلة ، وان يجري تصديرها الى عالمنا العربي بمثل هذه البشاعة ، تارة على شكل حروب وانقسامات ، وتارة اخرى على شكل صراعات وانهيارات ، لكننا - للاسف - وصلنا الى هذه النتيجة (هل تفاجأنا بها؟) واصبحت صناعة الكراهية - للاسف مرة اخرى - منتجا وقيمة تتبادلهما البشرية ويتحكمان في علاقاتها على هذه الارض.
كان يمكن - بالطبع - ان يستبدل سؤال: لماذا يكرهوننا الذي طرح - وما يزال - على صعيد علاقة المسلمين بالاخر بسؤال آخر: لماذا نكره بعضنا او نكره انفسنا ، ولماذا لا تصبح المحبة اساسا لعلاقتنا مع بعضنا ، ومع غيرنا من البشر ، كل البشر ، وهل بوسع هذا العالم الذي وصل الى اعلى مستوى من النضج الحضاري ان يخرج من قمقم هذه الكراهية التي تعمقت داخله الى عالم “الحب” والتعايش والسماحة ، وهو عالم رحب ، يمكن للانسانية ان تجد فيه ما يحقق سعادتها ، وان تستثمر نعمة الحياة بكل ما فيها من خير ورفاه.. لكن كيف؟؟ هذا الذي ما يزال معلقا بلا اجابة.
لا يوجد احق من المسلمين بطرح مشروع “المحبة” - من مهاد انساني وحضاري وديني - الى البشرية في هذا العصر ، ولا يوجد اهم من تعميم قيم الاسلام ودعوته الاخلاقية في عالم اوشك ان يستقيل من الفضيلة والخير ، فواجب العقلاء من اصحاب الحق ان يرفعوا اصواتهم وسط ضجيج “الكراهية”وحروبها ليبشروا بالمحبة والامن والسلام ، وهذه بالطبع فريضة دينية واخلاقية ، ودعوة نبيلة سبق لبلدنا ان انتدب نفسه لها .
(الدستور)
اتساءل بمرارة: لماذا غابت ثقافة التسامح بيننا مع اننا اكثر تسامحا مع غيرنا؟ لماذا تفجرت براكين “الانتقام” بيننا مع ان “وردنا” الدائم الذي نكرره عشرات المرات في كل يوم ينتهي “بالرحمن الرحيم”؟ لماذا عجز “تديننا” عن قلع جذور التعصب من تربتنا وفشلت ثقافتنا في ازاحة “قناع” الخصومة عن قلوبنا ووجوهنا؟ ولماذا استدعينا من تاريخنا “داحس والغبراء” ولم نستدع “حلف الفضول” ولا “الايام الحرام” التي كان اجدادنا في الجاهلية يتوقفون فيها عن القتال والصراع وممارسة اي فجور؟
هل الكراهية ثقافة ام مرض؟ نتيجة لما نعانيه من خوف وعجز ام وسيلة للتغطية عليهما؟ لعنة خرجت من “ملاعب” السياسة والرياضة والحرمان ام “فتنة” وابتلاء؟ هل المسؤول عنها “نحن” الذين لم نفهم بعد معنى الاخوة التي تتقدم على المواطنة ومعنى “المحبة” التي تجمع قلوبنا معا ومعنى “الائتلاف” الذي يصنعه الاختلاف ومعنى “الجيرة” والعيش المشترك والمحبة التي تجبّ الضغائن من الصدور ام ان المسؤول عنها “الآخرون” حيثما كانوا واينما وجدوا ومهما اختلفت “اجنداتهم” ومصالحهم؟ حقا: لا ادري ، ولكني -يشهد الله - اشعر بالمرارة من هذا الطوفان الذي يحاصرنا واخشى من تردد هذه الذبذبات المخجلة التي تستقبلها لواقطنا واتصور ان بمقدورنا ان نتحرك وان نفعل شيئا ، فيلس من المعقول ان ندعو لنشر ثقافة التسامح مع غيرنا وان نبشّر بثقافة “الجيران” والحوار والانفتاح مع الآخر ثم نلتزم “الصمت” والكسل تجاه ما تحتاجه مجتمعاتنا من هذه القيم التي اصبحت -للاسف - نادرة وعزيزة.
هل نحتاج في زمن الخوف والعنف والكراهية لمن يذكرنا بالامن والسلام والحب ، ولمن يعيد الاعتبار لقيم ديننا الحنيف التي تحض على السماحة والتفاهم والتعايش؟
قبل اكثر من ثلاثين عاما ، وصف المرحوم سعد جمعة مجتمعاتنا العربية بانها مجتمعات كراهية ، ولم يكن احد يتوقع آنذاك ان هذه “الدمغة” المقيته ستتحول الى ماركة عالمية مسجلة ، وان يجري تصديرها الى عالمنا العربي بمثل هذه البشاعة ، تارة على شكل حروب وانقسامات ، وتارة اخرى على شكل صراعات وانهيارات ، لكننا - للاسف - وصلنا الى هذه النتيجة (هل تفاجأنا بها؟) واصبحت صناعة الكراهية - للاسف مرة اخرى - منتجا وقيمة تتبادلهما البشرية ويتحكمان في علاقاتها على هذه الارض.
كان يمكن - بالطبع - ان يستبدل سؤال: لماذا يكرهوننا الذي طرح - وما يزال - على صعيد علاقة المسلمين بالاخر بسؤال آخر: لماذا نكره بعضنا او نكره انفسنا ، ولماذا لا تصبح المحبة اساسا لعلاقتنا مع بعضنا ، ومع غيرنا من البشر ، كل البشر ، وهل بوسع هذا العالم الذي وصل الى اعلى مستوى من النضج الحضاري ان يخرج من قمقم هذه الكراهية التي تعمقت داخله الى عالم “الحب” والتعايش والسماحة ، وهو عالم رحب ، يمكن للانسانية ان تجد فيه ما يحقق سعادتها ، وان تستثمر نعمة الحياة بكل ما فيها من خير ورفاه.. لكن كيف؟؟ هذا الذي ما يزال معلقا بلا اجابة.
لا يوجد احق من المسلمين بطرح مشروع “المحبة” - من مهاد انساني وحضاري وديني - الى البشرية في هذا العصر ، ولا يوجد اهم من تعميم قيم الاسلام ودعوته الاخلاقية في عالم اوشك ان يستقيل من الفضيلة والخير ، فواجب العقلاء من اصحاب الحق ان يرفعوا اصواتهم وسط ضجيج “الكراهية”وحروبها ليبشروا بالمحبة والامن والسلام ، وهذه بالطبع فريضة دينية واخلاقية ، ودعوة نبيلة سبق لبلدنا ان انتدب نفسه لها .
(الدستور)