جريمة الجرائم كلها !!
خيري منصور
جو 24 : اذا صحّ ما نشرته صحيفة ديلي ميرور البريطانية عن تجويع جماعة ارهابية لامرأة سجينة لمدة يومين، وحرمانها من رؤية طفلها ابن الثالثة، ثم ذبحه وطبخه وتقديمه اليها كوجبة طعام، فإن الحياة على هذه الارض تستحق الممات لا الحياة، راجيا من اخي الحبيب الباقي محمود درويش ان يسامحني .
ما اتمناه ان لا تكون هذه الرواية واقعية، ليس دفاعا عن ارهابيين استباحوا كل شيء في الحياة بل دفاعا عمّا تبقى لنا من وعي ومن قدرة على الاحتفاظ بّالرشد، المرأة جُنّت بعد ان قيل لها بأن ما التهمته من لحم كان من جسد ابنها، وها هي عدوى الجنون تتسلل الينا ونحن نقرأ او نكتب او نتقيأ حتى احشاءَنا .
عشرات الحضارات والعقائد وملايين المخطوطات وكل ما انجزت البشرية وهي تسعى لمغادرة الكهف والغاب تتلاشى ونحن نقرأ مثل هذه الرواية الكابوسية التي لم يكن من الممكن لأكثر البشر في التاريخ سخطا وتشاؤما ان يتخيلها . فأي دين وأية عقيدة وأية انياب ومخالب تلك التي اوصلت الانسان الى هذا الحال ؟ هذا اذا صحّ لنا ان نطلق صفة الآدمي على ذئب او ضَبع ؟
ان ما يسمى بالانجليزية التفكير الرغائبي او WHISHFULL THINKING يستبد بنا احيانا كي لا نصدق ما نسمع او نقرأ، لكن ما شاهدناه من ذبح للبشر كالخراف وهم عُزّل وأسرى لا حول لهم ولا قوة يضطرنا الى تصديق ما نرفض تصديقه .
انها جريمة الجرائم كلها منذ هابيل وقابيل، لأنه لم يحدث ان احتشدت جريمة السطو والتجويع وقتل الابناء وتقديم لحمهم لأمهاتهم كي يأكلنه في جريمة واحدة كالتي ذكرتها الديلي ميرور .
اعذرني يا اخي محمود ان قلت لك بعد سبع عجاف على هذه الارض ما يستحق الممات لا الحياة، وقد قالها من قبلنا عبد الله بن محمد : يا قوم لو ترون ما ارى، ولو تسمعون ما اسمع ... أه كم وددت لو اني شجرة فَتُعْضَد!
ولم اشعر يوما بتعاطف مع ابي العلاء حين قال هذا ما جناه ابي عليّ وما جنيت على احد كما اشعر الان ، فهذا عالم لا يستحق ان يتكاثر فيه البشر، بحيث يتحول العقم الى مطلب انساني دفاعا عن اطفال يحرقون احياء ويطبخون ويولدون في مهود لها شواهد !!
(الدستور)
ما اتمناه ان لا تكون هذه الرواية واقعية، ليس دفاعا عن ارهابيين استباحوا كل شيء في الحياة بل دفاعا عمّا تبقى لنا من وعي ومن قدرة على الاحتفاظ بّالرشد، المرأة جُنّت بعد ان قيل لها بأن ما التهمته من لحم كان من جسد ابنها، وها هي عدوى الجنون تتسلل الينا ونحن نقرأ او نكتب او نتقيأ حتى احشاءَنا .
عشرات الحضارات والعقائد وملايين المخطوطات وكل ما انجزت البشرية وهي تسعى لمغادرة الكهف والغاب تتلاشى ونحن نقرأ مثل هذه الرواية الكابوسية التي لم يكن من الممكن لأكثر البشر في التاريخ سخطا وتشاؤما ان يتخيلها . فأي دين وأية عقيدة وأية انياب ومخالب تلك التي اوصلت الانسان الى هذا الحال ؟ هذا اذا صحّ لنا ان نطلق صفة الآدمي على ذئب او ضَبع ؟
ان ما يسمى بالانجليزية التفكير الرغائبي او WHISHFULL THINKING يستبد بنا احيانا كي لا نصدق ما نسمع او نقرأ، لكن ما شاهدناه من ذبح للبشر كالخراف وهم عُزّل وأسرى لا حول لهم ولا قوة يضطرنا الى تصديق ما نرفض تصديقه .
انها جريمة الجرائم كلها منذ هابيل وقابيل، لأنه لم يحدث ان احتشدت جريمة السطو والتجويع وقتل الابناء وتقديم لحمهم لأمهاتهم كي يأكلنه في جريمة واحدة كالتي ذكرتها الديلي ميرور .
اعذرني يا اخي محمود ان قلت لك بعد سبع عجاف على هذه الارض ما يستحق الممات لا الحياة، وقد قالها من قبلنا عبد الله بن محمد : يا قوم لو ترون ما ارى، ولو تسمعون ما اسمع ... أه كم وددت لو اني شجرة فَتُعْضَد!
ولم اشعر يوما بتعاطف مع ابي العلاء حين قال هذا ما جناه ابي عليّ وما جنيت على احد كما اشعر الان ، فهذا عالم لا يستحق ان يتكاثر فيه البشر، بحيث يتحول العقم الى مطلب انساني دفاعا عن اطفال يحرقون احياء ويطبخون ويولدون في مهود لها شواهد !!
(الدستور)