أبناء الزيت والزعتر!
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : أطلق الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم دبي قبل فترة قصيرة ..إستراتيجية لتحويل مدينة دبي الى أذكى مدن العالم خلال السنتين المقبلتين...وتتضمن هذه الإستراتيجية أكثر من 100 مبادرة و تحويل 1000 خدمة حكومية تقليدية الى خدمات ذكية..فمن خلال هاتفك الذي لا تتجاوز مساحته كفّك ، سوف تقدّم لك كل هذه الخدمات وستحصل على كل الوثائق وكافة المعلومات وتسديد كامل الرسوم وتقديم مختلف الطلبات وانت في مكانك أو تقف على الاشارة الحمراء أثناء توجّهك للعمل ..
من بعض النماذج الذكية..سيكون هناك أنظمة نقل ذكية يأتيك «التاكسي» في مكانك من خلال تطبيق على الهاتف ، وتعرف موعد الباص القادم من خلال تطبيق على الهاتف، واستصدار اقامة او تجديدها واستخراج جواز سفر ،وحجز في الفندق، وحجز مقعد على الطائرة ، كما ان الذكاء سيطال الشبكة الكهربائية بحيث يمكن شراء فائض الطاقة الشمسية المنزلية من خلال تطبيق على الهاتف ايضاَ، كما سيتم انشاء حدائق ذكية مزودة بشبكة انترنت وشرطة ذكية تستجيب للنداء من خلال زر خاص على تطبيق محدد، والذكاء لن ينسى حاجة ربات البيوت حيث سيكون هناك تسوّق ذكي للسيدات..
جدير بالذكر أن «الكروكا» الخاصة بحوادث السير أصبحت جزءاً من تاريخ الأجداد هناك..يقوم كل طرف في الحادث بتصوير ما لحق بسيارته من ضرر ويبعث الصورة بتطبيق لشركة التأمين وأخرى للمرور وبالتالي يجد في اليوم التالي معاملة التعويض جاهزة...وحتى المخالفات تطوّرت فــ»نظارة جوجل» التي صارت تستخدمها شرطة دبي باتت تغني عن دفتر المخالفات ، كما لا داعي «للرادارات» ان تختبىء خلف كشك القهوة حتى تصطادك ، هي نظارة يرتديها الشرطي وهو في كامل قيافته وأثناء تنزهه في اللاند كروزر فتسجل ارقام السيارات المخالفة وتبعثها تلقائيا لملفات المرور...
مهلاً عزيزي القارىء ، كنا نتكلّم عن الحكومة الذكية التي بدأت تطبقها دبي الآن ، وليس عن الحكومة الاليكترونية فتلك قد تم استخدامها واستهلاكها واصبحت «دقة قديمة» عمرها أكثر من عشر سنوات...وهي نفسها أي الحكومة الإلكترونية التي ما زلنا نفشل في تطبيقها في أكثر دوائر الحكومة بساطة...فإذا اردت ان تستعلم عن رقم ضريبي او تستخرج كف طلب اول جواب يقوله لك موظف الخدمة «مش مربوطين»...وبالتالي عليك ان تبحث عن ورقة في الاف الملفات في غرف الأرشيف الممتلئة بعلب التونا الفارغة وأكواب القهوة واعقاب السجائر وهياكل الصوبات التالفة...
دبي بدأت في العهد الذكي بعد ان تخلّصت من العهد الاليكتروني الذي نم نستطع الولوج اليه بعد...لكن المفاجأة العظمى والمفرح والمخجل في نفس الوقت ...أن من يقومون بتنفيذ استراتيجية الحكومة الذكية في دبي الآن، وقبلها الاليكترونية ...هم أردنيون...أبناء الزيت والزعتر..!!..كل كفاءات البرمجية و»الآي تي» وتطبيقاته الذكية وتصميم المواقع وبرمجتها وانشاء خدمات ذكية هم بحمد الله من ابناء الأردنيين وأتحدى اذا تمكنت جنسية واحدة في المنطقة ان تتفوق عليهم في هذا المجال واسألوا من يعيش في دبي ومن يعمل في دبي لتكتشفوا أن الأردنيين أبناء الزيت والزعتر هم من يقوم بنهضتها الذكية الآن...وهم أنفسهم الذين تركوا «البلد» لأنهم لم يجدوا فرصة عمل او تقدير حقيقي لعقولهم...بعد ان احتل وظائفهم أبناء الذوات والواسطات من نواب ووزراء فعادت خدماتنا الى عهد الربابة..
كلما رأيت قفزة جميلة لدبي بذهنية وعقول أردنية ..قلت ترى لماذا لا نصبح الأذكى ما الذي ينقصنا؟؟ ..المسألة غير مرتبطة بالغنى والفقر ولا بالنفط او القمح ابداً... المسألة مرتبطة بالارادة والطموح ..لماذا لا نصبح الأذكى؟؟...ربما لأن «التنبلة» مشبعة أكثر!..
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)
من بعض النماذج الذكية..سيكون هناك أنظمة نقل ذكية يأتيك «التاكسي» في مكانك من خلال تطبيق على الهاتف ، وتعرف موعد الباص القادم من خلال تطبيق على الهاتف، واستصدار اقامة او تجديدها واستخراج جواز سفر ،وحجز في الفندق، وحجز مقعد على الطائرة ، كما ان الذكاء سيطال الشبكة الكهربائية بحيث يمكن شراء فائض الطاقة الشمسية المنزلية من خلال تطبيق على الهاتف ايضاَ، كما سيتم انشاء حدائق ذكية مزودة بشبكة انترنت وشرطة ذكية تستجيب للنداء من خلال زر خاص على تطبيق محدد، والذكاء لن ينسى حاجة ربات البيوت حيث سيكون هناك تسوّق ذكي للسيدات..
جدير بالذكر أن «الكروكا» الخاصة بحوادث السير أصبحت جزءاً من تاريخ الأجداد هناك..يقوم كل طرف في الحادث بتصوير ما لحق بسيارته من ضرر ويبعث الصورة بتطبيق لشركة التأمين وأخرى للمرور وبالتالي يجد في اليوم التالي معاملة التعويض جاهزة...وحتى المخالفات تطوّرت فــ»نظارة جوجل» التي صارت تستخدمها شرطة دبي باتت تغني عن دفتر المخالفات ، كما لا داعي «للرادارات» ان تختبىء خلف كشك القهوة حتى تصطادك ، هي نظارة يرتديها الشرطي وهو في كامل قيافته وأثناء تنزهه في اللاند كروزر فتسجل ارقام السيارات المخالفة وتبعثها تلقائيا لملفات المرور...
مهلاً عزيزي القارىء ، كنا نتكلّم عن الحكومة الذكية التي بدأت تطبقها دبي الآن ، وليس عن الحكومة الاليكترونية فتلك قد تم استخدامها واستهلاكها واصبحت «دقة قديمة» عمرها أكثر من عشر سنوات...وهي نفسها أي الحكومة الإلكترونية التي ما زلنا نفشل في تطبيقها في أكثر دوائر الحكومة بساطة...فإذا اردت ان تستعلم عن رقم ضريبي او تستخرج كف طلب اول جواب يقوله لك موظف الخدمة «مش مربوطين»...وبالتالي عليك ان تبحث عن ورقة في الاف الملفات في غرف الأرشيف الممتلئة بعلب التونا الفارغة وأكواب القهوة واعقاب السجائر وهياكل الصوبات التالفة...
دبي بدأت في العهد الذكي بعد ان تخلّصت من العهد الاليكتروني الذي نم نستطع الولوج اليه بعد...لكن المفاجأة العظمى والمفرح والمخجل في نفس الوقت ...أن من يقومون بتنفيذ استراتيجية الحكومة الذكية في دبي الآن، وقبلها الاليكترونية ...هم أردنيون...أبناء الزيت والزعتر..!!..كل كفاءات البرمجية و»الآي تي» وتطبيقاته الذكية وتصميم المواقع وبرمجتها وانشاء خدمات ذكية هم بحمد الله من ابناء الأردنيين وأتحدى اذا تمكنت جنسية واحدة في المنطقة ان تتفوق عليهم في هذا المجال واسألوا من يعيش في دبي ومن يعمل في دبي لتكتشفوا أن الأردنيين أبناء الزيت والزعتر هم من يقوم بنهضتها الذكية الآن...وهم أنفسهم الذين تركوا «البلد» لأنهم لم يجدوا فرصة عمل او تقدير حقيقي لعقولهم...بعد ان احتل وظائفهم أبناء الذوات والواسطات من نواب ووزراء فعادت خدماتنا الى عهد الربابة..
كلما رأيت قفزة جميلة لدبي بذهنية وعقول أردنية ..قلت ترى لماذا لا نصبح الأذكى ما الذي ينقصنا؟؟ ..المسألة غير مرتبطة بالغنى والفقر ولا بالنفط او القمح ابداً... المسألة مرتبطة بالارادة والطموح ..لماذا لا نصبح الأذكى؟؟...ربما لأن «التنبلة» مشبعة أكثر!..
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)